«العدل الأميركية» تؤكد أنها لن تتساهل مع أي عنف يحدث في يوم تنصيب بايدن

أفراد من الحرس الوطني الأميركي يؤمنون محيط البيت الأبيض قبل تنصيب جو بايدن (رويترز)
أفراد من الحرس الوطني الأميركي يؤمنون محيط البيت الأبيض قبل تنصيب جو بايدن (رويترز)
TT

«العدل الأميركية» تؤكد أنها لن تتساهل مع أي عنف يحدث في يوم تنصيب بايدن

أفراد من الحرس الوطني الأميركي يؤمنون محيط البيت الأبيض قبل تنصيب جو بايدن (رويترز)
أفراد من الحرس الوطني الأميركي يؤمنون محيط البيت الأبيض قبل تنصيب جو بايدن (رويترز)

أكدت وزارة العدل الأميركية أنها لن تتساهل في تنفيذ القانون ومعاقبة كل من يحاول استخدام العنف والتخريب في يوم تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، كاشفة عن توجيه اتهامات إلى أكثر من 130 شخصاً متورطين في اقتحام الكونغرس، كما تلقت أكثر من 200 ألف معلومة وإشارة من عامة الناس، ساعدت جهات إنفاذ القانون في التعرف على المشاركين في عملية الاقتحام.
وقال جيفري روسن القائم بأعمال المدّعي العام وزير العدل، إن وزارة العدل لديها الآن اتهامات ضد أكثر من 100 فرد، وتجري تحقيقات مع آخرين كثيرين، معتبراً أن ما قام به هؤلاء المتهمون بممارسة العنف في مبنى الكابيتول قبل أسبوعين كان مهزلة لا تطاق، ولهذا السبب تلتزم وزارة العدل جنباً إلى جنب مع شركائها، الفيدراليين ومسؤولي الولايات المحلية، بإنفاذ القانون.
وأكد في كلمة له عبر الفيديو، أن وزارة العدل لن تتسامح مع أي شخص يحاول تشويه يوم التنصيب بالعنف أو أي سلوك إجرامي آخر، وأن كل من يفعل ذلك سيقبض عليه وسيحاكم.
وأضاف: «في الواقع، على مدى الأسبوعين الماضيين، رأينا أصدقاء وأفراد عائلات وزملاء عمل وآخرين يبلغوننا بمعلومات عن أولئك الذين تورطوا في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، إذ تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي ما يقرب من 200 ألف نصيحة رقمية من الجمهور، وهذا دليل على أن الشعب الأميركي أظهر رغبته بأنه لن يسمح لعنف العصابات بأن يمر دون رد».
وطمأن روسين الشعب الأميركي بأن كل مستوى من مستويات إنفاذ القانون والحرس الوطني يعملون على مدار الساعة في واشنطن العاصمة، لتوفير السلامة والأمن ليوم التنصيب، وأن قوات تطبيق القانون الفيدرالي في الولايات المحلية في جميع أنحاء البلاد يفعلون الشيء نفسه، ويحمون المباني التشريعية والمباني الحكومية في جميع الولايات الـ50.
بدوره، قال ويليام بار المدّعي العام وزير العدل السابق، إنه ناقش مع ترمب مزاعم «سرقة الانتخابات» والغش فيها، مؤكداً أنه نصح الرئيس بأنه لا توجد أدلة قوية قد تغيّر من معادلة الفوز لصالحه ضد منافسه جو بايدن.
وأفاد موقع «أكسيوس»، أمس الاثنين، بأن ويليام بار الذي استقال من إدارة ترمب بعد نتائج الانتخابات التي أدّت إلى هزيمة الرئيس الجمهوري، أخبر ترمب خلال اجتماع معه في البيت الأبيض في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، أن مثل هذه النظريات عن أن الانتخابات مسروقة هي عبارة عن «هراء».
وبحسب ما ورد فوجئ مساعدون آخرون في الغرفة، بمن فيهم محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، بأن المدعي العام قد أدلى بهذا التعليق، وجاء الاجتماع في الوقت الذي قوّض فيه بار بشكل علني مزاعم الرئيس التي لا أساس لها من الصحة عن تزوير الانتخابات على نطاق واسع، وقال لوكالة «أسوشييتد برس» إن وزارة العدل لم تكشف عن أدلة لدعم هذه المزاعم.
وأورد الموقع معلومات من أشخاص حضروا الاجتماع بين الطرفين، أن ترمب واجه ويليام بار حول تعليقاته، وقال له: «لماذا تقول مثل هذا الشيء؟ ربما أنت تكره ترمب... لا يوجد سبب آخر لذلك... يجب أن تكره ترمب»، وأجاب بار أن «هذه الادعاءات لا تتحقق، وأن الأشياء التي يهمس بها هؤلاء الأشخاص في أذنك ليست صحيحة».
وفي لقاء تلفزيوني مع قناة «آي تي في» البريطانية، قال ويليام بار أول من أمس، إن الحكومة «لا يمكن أن تتسامح مع العنف الذي يتدخل في عمل الحكومة»، ووصف أعمال الشغب التي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم ضابط شرطة، بـ«الحقيرة».
ولَم يدين بار الرئيس ترمب بأنه وقف خلف دوافع الجماهير الغاضبة في اقتحام الكونغرس، بيد أنه اعتبر أن الشكوك التي أثيرت حول شرعية نتائج الانتخابات «عجلت بأعمال الشغب» في مبنى الكابيتول هذا الشهر.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».