غموض يحيط بسجلات البيت الأبيض في عهد ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

غموض يحيط بسجلات البيت الأبيض في عهد ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ذكر تقرير صحافي اليوم (الأحد) أن الأميركيين لن يتمكنوا من الاطلاع على سجلات البيت الأبيض في فترة الرئيس دونالد ترمب لسنوات، وأن هناك قلقاً من أن مجموعة السجلات لن تكتمل، لتترك فجوة في التاريخ عن فترة إدارة ترمب.
وحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فإن ترمب عُرف بعادة تمزيق المستندات والتخلص منها، وأن هذه العادة أجبرت العاملين في البيت الأبيض على قضاء ساعات لإعادة تسجيلها.
وقال سولومون لارتي، محلل سجلات سابق في البيت الأبيض إن «العاملين في البيت الأبيض طلبوا من ترمب التوقف عن هذه العادة، لكنه لم يفعل»، وتابع: «الوثيقة الأولى التي سجلها كانت رسالة من السيناتور الديمقراطي في نيويورك تشاك شومر، وكانت حول إغلاق الحكومة».
ويقول التقرير إن ترمب قد صادر مذكرات مترجمة بعد أن أجرى محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن. كما وبخ محاميه في البيت الأبيض لتدوينه ملاحظات في اجتماع خلال التحقيق الروسي مع المحقق الخاص السابق روبرت مولر.
وعدت الوكالة أن ادعاء ترمب الذي لا أساس له بشأن تزوير الانتخابات الأميركية على نطاق واسع، والذي أرجأ لأسابيع الاعتراف بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن، قد أخّر نقل الوثائق إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، مما يزيد من القلق بشأن سلامة السجلات.
ويقول ريتشارد إمرمان من جمعية مؤرخي العلاقات الخارجية الأميركية: «من المرجح أن يعاني المؤرخون من فجوات أكثر كثيراً مما جرت عليه العادة. ففي عهد ترمب الاحتفاظ بالسجلات لم يكن أولوية».
وقد يؤدي عدم وجود سجلات كاملة إلى إعاقة أي تحقيقات جارية مع ترمب في أي من التحقيقات الفيدرالية المحتملة.
وذكر التقرير أن قانون السجلات الرئاسية ينص على أنه لا يجوز لأي رئيس تدمير أي سجلات إلا بطلب المشورة من الأرشيف الوطني وإخطار الكونغرس، لكن القانون لا يلزم الرئيس أن يأخذ بنصيحة أمين المحفوظات أو يمنعه من المضي قدماً في تمزيق السجلات والتخلص منها؟.
ورغم طلبات المشرعين والدعاوى القضائية من مجموعات الشفافية الحكومية، قد يكون تمزيق السجلات له عواقب قليلة من الناحية القانونية.
وذكر التقرير أنه منذ عدة أسابيع، أقام أرشيف الأمن القومي وجمعيتان تاريخيتان وجمعية «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق» في واشنطن دعوى قضائية لكي يتم منع ترمب من تدمير أي اتصالات أو سجلات إلكترونية مرسلة أو مستلمة على حسابات غير رسمية، مثل البريد الإلكتروني الشخصي أو «واتساب». وزعموا أن البيت الأبيض في عهد ترمب قد دمر بالفعل سجلات رئاسية.
ويقول لي وايت، مدير الائتلاف الوطني للتاريخ: «تحكي السجلات الرئاسية قصة أمتنا من منظور فريد، وهي ضرورية للإدارة القادمة في اتخاذ قرارات مستنيرة. إنها مهمة جداً للمؤرخين».
ويمكن لإدارة بايدن أن تطلب رؤية سجلات فترة ترمب على الفور، لكن القانون ينص على أنه يجب على الجمهور الانتظار خمس سنوات قبل تقديم طلبات قانون حرية المعلومات. وحتى ذلك الحين، فإن ترمب - مثل الرؤساء الآخرين من قبله - يطالب بقيود محددة للوصول العام إلى سجلاته لمدة تصل إلى 12 عاماً.
وتعتبر سجلات الرؤساء السابقين مهمة لأنها يمكن أن تساعد خلفاءهم في صياغة سياسات جديدة وتلافي تكرار أي أخطاء سابقة. وتعتبر معظم السجلات الرئاسية اليوم هي رسائل إلكترونية.
جدير بالذكر أن الرئيس باراك أوباما ترك نحو 30 مليون صفحة من الوثائق الورقية ونحو 250 تيرابايت من السجلات الإلكترونية، أي ما يعادل 1.5 مليار صفحة من رسائل البريد الإلكتروني.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.