اتهمت تركيا الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بوعوده، فيما طالب التكتل أنقرة بتحويل أقوالها إلى أفعال، واتخاذ خطوات لتخفيف التوتر، وعدم الاكتفاء بالنوايا الحسنة، والحديث عن فتح صفحة جديدة في العلاقات. وقال إردوغان إن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بعد بأي من الوعود التي قدمها لتركيا، لافتاً إلى أن العلاقات بين الجانبين دخلت مساراً جديداً. وأضاف الرئيس التركي، في تصريحات له أمس (الجمعة)، أن تركيا تسعى منذ عام 1968 إلى ضمان مواصلة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في مسار إيجابي، لكن «مع الأسف، الاتحاد الأوروبي لم يفِ بعد بأي من الوعود التي قدمها لنا، واليوم دخلنا في مسار جديد».
وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية متواصلة بشكل مكثف، فيما يخص تطورات شرق البحر الأبيض المتوسط والعلاقات مع البلدان الأوروبية، وأنه ينظر بإيجابية حيال طلب اليونان عقد لقاء مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. كما أن وزيري خارجية البلدين أجريا محادثات ثنائية بالفعل.
وقالت تركيا إنه يمكن استئناف المحادثات الاستكشافية. وأعلنت تركيا واليونان، الاثنين الماضي، إجراء الجولة 61 من المحادثات الاستكشافية في إسطنبول، في 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، لبحث القضايا التي تثير التوتر والخلافات بين الجانبين حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، بالإضافة إلى الخلافات العالقة في بحر إيجه.
وفي الإطار ذاته، أعلنت مصادر عسكرية تركية، أمس، عن استئناف الاجتماعات الفنية العسكرية التركية - اليونانية، تحت رعاية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بدءاً من الأسبوع المقبل، في مقر الحلف في بروكسل، لبحث تأسيس آليات لتجنب حدوث مناوشات بين البلدين العضوين في شرق المتوسط.
ومن جانبه، وفي مقابل تصريحات إردوغان عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي، طالب الاتحاد تركيا بتحويل النوايا «الحسنة» تجاهه المعلن عنها من قبل القادة الأتراك إلى أفعال محددة وإجراءات واضحة تساهم في خفض التوتر في شرق المتوسط، وخلق أجواء إيجابية.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، في معرض رده على أسئلة تتعلق بتصريحات إردوغان، أمس، التي أكد فيها نية بلاده وضع علاقاتها مع بروكسل على الطريق الصحيح، إنه رغم ترحيبه بهذه التصريحات، فإن الاتحاد الأوروبي ينتظر رؤية أفعال ووقائع محددة، من أهمها خفض التصعيد في شرق المتوسط، وخلق أجواء إيجابية تسمح بحل الخلافات وتطوير العلاقات، ليس فقط مع بروكسل، بل مع جميع عواصم الدول الأعضاء بالاتحاد.
وأضاف ستانو أن الاتحاد الأوروبي ينظر بإيجابية إلى الإعلان عن إطلاق حوار بين أنقرة وأثينا، ويولي أهمية قصوى لطريقة تصرف تركيا في سعيها لحل المشكلات الثنائية مع بعض العواصم الأوروبية، وينتظر «نتائج محددة». وعلى صعيد آخر، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن بلاده لا تقبل أي إملاءات يشأن تعزيز قدراتها في المجال الدفاعي، مضيفاً: «لا نأخذ إذناً من أحد فيما يتعلق بتعزيز قدراتنا الدفاعية، ولا نقبل إطلاقاً إملاءات حلفائنا في الناتو»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وموقفها الرافض لاقتناء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-400».
وأكد إردوغان أن بلاده لا تزال تتفاوض مع روسيا بشأن الحصول على دفعة جديدة من صواريخ «إس-400». وعبر إردوغان عن أمله في حل مشكلة تسليم مقاتلات «إف-35» الأميركية لتركيا عقب تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، قائلاً: «دفعنا أموالاً طائلة من أجل مقاتلات (إف-35)، ورغم ذلك لم يتم تسليمها لنا حتى الآن، وهذا خطأ جسيم ارتكبته حليفتنا أميركا معنا». ومنعت الولايات المتحدة تركيا من الحصول على 100 مقاتلة «إف-35»، في إطار مشروع متعدد الأطراف يشرف عليه الناتو لإنتاج وتطوير المقاتلة الأميركية. كما أوقفت مشاركة الشركات التركية في المشروع، بسبب رفضها التخلي عن منظومة «إس-400».
ويقول إردوغان إن بلاده دفعت حتى الآن 1.4 مليار دولار من أجل الحصول على المقاتلات الأميركية، وإنها ستعمل على استردادها إذا لم تحصل على الطائرات. ولم يقتصر الأمر على منع تركيا من المشاركة في مشروع إنتاج مقاتلات «إف-35» والحصول عليها، بل فرضت واشنطن الشهر الماضي عقوبات على تركيا بموجب قانون «مكافحة أعداء الولايات المتحدة بالعقوبات» (كاتسا)، شملت رئيس مستشارية الصناعات الدفاعية، و3 من معاونيه، وفرض قيود على القروض في مجال الصناعات الدفاعية التي تتجاوز 10 ملايين دولار.
بروكسل تنتظر أفعالاً لا «نوايا حسنة» من أنقرة
إردوغان يأمل في حل أزمة «إس ـ 400» مع بايدن
بروكسل تنتظر أفعالاً لا «نوايا حسنة» من أنقرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة