فتح تدعو إلى مقاطعة اقتصادية لإسرائيل للرد على احتجاز الضرائب

حماس تربط بقاء الحكومة الفلسطينية بحل مشكلة موظفيها السابقين

طفلة فلسطينية تحمل العلم الفلسطيني بينما أمها تشارك في احدى الفعاليات النسوية
طفلة فلسطينية تحمل العلم الفلسطيني بينما أمها تشارك في احدى الفعاليات النسوية
TT

فتح تدعو إلى مقاطعة اقتصادية لإسرائيل للرد على احتجاز الضرائب

طفلة فلسطينية تحمل العلم الفلسطيني بينما أمها تشارك في احدى الفعاليات النسوية
طفلة فلسطينية تحمل العلم الفلسطيني بينما أمها تشارك في احدى الفعاليات النسوية

بينما دعت حركة فتح إلى أوسع حراك شعبي في الضفة الغربية ضد «القرصنة» الإسرائيلية للأموال الفلسطينية، ربطت حركة حماس بين حل مشكلة الموظفين التابعين لها، وبين بقاء الحكومة الفلسطينية، وقالت إنها تبحث بدائل الحكومة ولن تنتظرها طويلا.
وناشدت حركة فتح الفلسطينيين بتصعيد المقاومة الشعبية، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، كما أهابت بالجماهير المشاركة في كل الفعاليات ضد الاحتلال، وحجزه وسرقته لأموال الضرائب الفلسطينية. وقالت فتح في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه إنها «تدعو إلى الالتفاف حول القيادة الفلسطينية ودعم حراكها السياسي في المحافل الدولية بكل أشكال الإسناد والالتحام، وتصعيد المقاومة الشعبية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، وإلى أوسع مشاركة وتفاعل شعبي في مقاطعة البضائع ومنتجات الاحتلال الإسرائيلي، وأوسع مشاركة شعبية، ودعوة كل الفعاليات ضد الاحتلال وحجزه وسرقته لأموال الضرائب الفلسطينية، ومساندة القيادة الفلسطينية في حراكها السياسي لإنهاء الاحتلال، وذلك يوم غد الاثنين، والتجمع في مراكز المحافظات الفلسطينية الساعة 12 ظهرا».
وتسعى حركة فتح إلى زيادة الضغط على إسرائيل بعد حجز الحكومة الإسرائيلية هذا الشهر أموال الضرائب الخاصة بالفلسطينيين، والتي تقدر بنحو 120 مليون دولار شهريا، وهو ما وضع الحكومة الفلسطينية في أزمة لم تستطع معها دفع رواتب موظفيها بشكل كامل.
ويتوقع الفلسطينيون شهورا صعبة قادمة إذا ما استمر حجز الأموال. وقد دفعت الحكومة الفلسطينية 60 في المائة من رواتب موظفيها المعتمدين، لكنها لم تدفع لموظفي حكومة «حماس السابقين».
وتقول الحكومة إنها تنتظر توصيات لجنة قانونية تقوم بفحص أوضاع هؤلاء الموظفين، لكن حركة حماس تصر على اعتمادهم بشكل جماعي، وتربط بين بقاء ونجاح حكومة التوافق وبين إنهاء ملف موظفيها السابقين عبر الاعتراف بهم، وإدراجهم على سلم الرواتب. وبهذا الخصوص قال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس، في مؤتمر خصص لدعم الموظفين في غزة «لن يكتب النجاح لحكومة الوفاق إلا بحل قضية الموظفين». وأضاف موضحا أن «قضية الموظفين هي قضية مهمة ومؤرقة لكل بيت فلسطيني، وعلى التحديد نحو 40 ألف بيت وأسرة يعانون منها».
واتهم أبو زهري حكومة الوفاق بالعمل ضمن أجندة السلطة، وقال في هذا الشأن: «كان يجب على الحكومة أن ترث حكومتين في الضفة وغزة، ولكنها ورثت حكومة الضفة، ولم ترث حكومة غزة.. واليوم فإن فعل حكومة الحمد الله يؤكد أن الحكومة ما هي إلا أداة لتحقيق أهواء عباس عندما يختلف مع حماس، ولذلك فإن هذه الحكومة حينما تم اختيارها كان يفترض أنها حكومة الشعب الفلسطيني، والشعب ليس موجودا في رام الله، وغير موجود في غزة».
ودعا أبو زهري، «رئيس الحكومة رامي الحمد الله إلى تحمل المسؤولية وأن يتوجه إلى غزة وحل كل مشكلاتها، أو أن يعود إلى جامعته وهذا أنسب له، لأن المحاضر الجامعي يتصرف بأمانة أكثر من الحمد الله» كما قال.
وأردف أبو زهري «هم يريدون ابتزاز غزة، والموظفون هم جزء من الأزمة، والمقصود ابتزاز غزة وعقابها، ووزراء هذه الحكومة يتورطون للأسف لتحقيق هذا الغرض، وما يفعله الحمد الله جريمة حقيقية بحق أبناء شعبنا».
وجاء الهجوم من حركة حماس على حكومة التوافق، فيما تدرس الحركة بدائل لهذه الحكومة. وقد سعت حماس في وقت سابق إلى تشكيل لجنة لإدارة غزة، لكنها اصطدمت برفض الفصائل الفلسطينية المشاركة في هذه اللجنة. وفي هذا الصدد قال محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، أمس، إنه «سيتم إعطاء حكومة الوفاق فرصة كي تتحمل مسؤولياتها وتقوم بإنصاف غزة، فيما ستنظر حماس في البدائل ولن تبقى أسيرة الحكومة».
وأضاف الزهار خلال كلمته في مهرجان تأبيني نظمته حركة حماس لضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، «حماس ستعطي حكومة الوفاق فرصة، وستنظر في البدائل، ولن نبقى أسرى لهذا الضعف وهذا الخنوع من هذه الحكومة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.