ريلكه... الشعر وكابوس الطفولة

نشأ في عائلة كثرت فيها الخلافات

ريلكه
ريلكه
TT

ريلكه... الشعر وكابوس الطفولة

ريلكه
ريلكه

بما أن حياتي كلها كوابيس (حتى قبل كورونا!) فإني مولع بالكتاب الذين عاشوا حياة كابوسية خصوصاً في طفولتهم الأولى من أمثال كافكا، وبودلير، ودوستيوفسكي، وريلكه، إلخ... ولكن دعونا من الكوابيس الآن ولنتحدث عن أشياء أخرى. كنت أتمنى لو أعرف ما هو رأي ريلكه بموضوع العمل مثلاً هو الذي لم يشتغل في حياته كلها يوماً واحداً اللهم إلا إذا اعتبرنا أن التسكع في شوارع ميونيخ أو التنزه في أحضان الطبيعة مع غادة حسناء عملاً شاقاً مرهقاً.
لكن من هو ريلكه هذا؟ هل تعلمون أنه كتب عشرين ألف رسالة إلى امرأة واحدة وهي ليست زوجته على فرض أنه كانت له زوجة. في تلك الأيام لم يكن يوجد إنترنت ولا إيميلات تذهب بسرعة البرق إلى أصحابها. كان الناس يكتبون رسائلهم بخط اليد ويستمتعون بذلك كل الاستمتاع وبخاصة إذا كانت الرسالة موجهة إلى امرأة.
ولد رينيه ماريا ريلكه في مدينة براغ عام 1875 في عائلة كثيرة الخلافات والصراخات، عائلة متمزقة تعاني من مشكلات عديدة. وكثيراً ما كانت تنفجر الخلافات الصاخبة العنيفة بين أمه وأبيه فترعب الطفل الصغير الوديع ريلكه.
وقد ترك ذلك على نفسيته الغضة آثاراً لا تمحى. ويمكن القول إن كابوس الطفولة المرعبة لم يفارقه حتى مات. ظل يطارده، يلاحقه، يقض مضجعه. «لا أحد ينجو من طفولته»، كما يقول علم النفس. طيلة حياته وهو يناضل ضد هذا الكابوس الرهيب. على أي حال منذ البداية لم يكن ريلكه متأقلماً مع الحياة. وسيظل كذلك حتى النهاية. وقد انعكس ذلك على شعره ونثره لاحقاً. ومعلوم أن نفسيته كانت مليئة بالقلق الهائل والرعب الداخلي غير المفهوم. وربما كان ذلك هو الوقود الاحتراقي الذي يغذي شعره باستمرار. فلو أنه تخلص من القلق الوجودي هل كان سيستمر في كتابة الشعر يا ترى.
وبسبب مشكلاته أو عقده النفسية فإن ريلكه عاش حياة معزولة ومليئة بالوحدة والتأمل والاستبطان الداخلي. كان يعشق الوحدة إلى أقصى الحدود. كان يعبدها عبادة. ومن هذه الناحية فهو يشبه الفيلسوف الدنماركي كيركيغارد، أو الفيلسوف الألماني نيتشه، أو الشاعر الكبير هولدرلين. كلهم مجانين بشكل أو بآخر. كلهم كانوا غير متصالحين مع العصر وبالأخص مع أنفسهم. كلهم كانوا مازوشيين يجلدون أنفسهم يومياً مليون مرة.
ما هو أهم لقاء في حياة ريلكه؟ لقد حصل في برلين، وفي عام 1897 بالضبط. عندئذ التقى شاعرنا لأول مرة بالأديبة الحسناء التي دوخت العقول سابقاً: لو أندريا سالومي. ومعلوم أنها كانت قد التقت بنيتشه قبل ذلك التاريخ بعشر سنوات فأحبها وكاد أن ينتحر من أجلها لأنها رفضته. ولكن هناك شخص آخر انتحر بالفعل هو صديق نيتشه الفيلسوف بول ري. فقد رمى بنفسه من أعالي جبال سويسرا. وربما هناك آخرون انتحروا أيضاً من أجلها ولكن لم يحتفظ التاريخ بأسمائهم.
وسوف يظل يتذكرها ويراسلها حتى نهاية حياته وذلك حتى بعد أن كانت علاقتهما العاطفية قد انتهت كلياً منذ سنوات طويلة. فقد كانت نجيته والوصية عليه من الناحية النفسية والحياتية. وكان يستشيرها في كل شيء تقريباً. وقد سافر معها إلى إيطاليا وروسيا في رحلات غرامية وإنسانية. وفي روسيا زارا تولستوي الذي استقبلهما بشكل سيئ لأسباب عديدة منها أنه كان على خلاف عنيف مع زوجته، وربما مع نفسه. هو الآخر أيضاً كان مجنوناً كبيراً.
ويقال إن ريلكه كتب إلى لو أندريا سالومي نحو العشرين ألف رسالة! شيء مخيف، شيء لا يكاد يصدقه العقل... وهي الوحيدة التي كان يكتب إليها بكل صراحة ودون أي لف أو دوران. كانت ملاذه الكبير الذي يخفف من وجعه الغامض أو قلقه القاتل.
في ديوانه الذي يتخذ العنوان التالي: كتاب الفقر والموت، يكتب ريلكه هذه الأبيات:
يا رب، أعط لكل واحد موته الخاص،
موتاً يكون ناتجاً فعلاً عن حياته،
حيث يجد الحب، والمعنى، والعذاب.
نحن لسنا إلا القشرة، إلا الورقة
أما الثمرة التي في مركز كل شيء
فهي الموت الكبير الذي يحمله كلٌ منا في داخله
ألا نستحق على الأقل موتاً يشبهنا إذا كنا لا نستحق الحياة؟ وهل نولد إلا لكي نموت في نهاية المطاف؟ أليس الموت هو الثمرة، هو الحقيقة الجوهرية، الحقيقة الوحيدة؟ فلماذا نكرهه إذا كنا سائرين حتماً نحوه لكي نعانقه يوماً ما؟ لماذا لا نحتفل به ونعتبره صديقاً قديماً التقيناه أخيراً؟ ولكننا سنلومه إذا متنا بطريقة لا تشبهنا، لا تليق بنا. هذا هو الشيء الوحيد الذي يحق لنا أن نلومه عليه.
في عام 1902 سافر إلى باريس للقاء الفنان الشهير رودان من أجل أن يكتب أطروحة جامعية عنه. ولكنه لم يحب باريس للوهلة الأولى وشعر بالضيق والانزعاج فسافر إلى إيطاليا. وهناك جاءه الإلهام الشعري فكتب خلال أسبوع واحد الجزء الثالث من كتاب الساعات وهو: كتاب الفقر والموت. ومعلوم أنه عاش فقيراً مدقعاً طيلة حياته كلها. ليتهم منحوه جائزة نوبل على الأقل؟ هل تعلمون لمن منحوها لأول مرة عام 1901؟ لشاعر فرنسي يدعى: سولي برودوم. هل تعرفون من هو؟ أتحداكم إن كنتم قد سمعتم باسمه من قبل قط. لقد انتصر على تولستوي! وعندئذ شعر أدباء السويد بالحرج الشديد وأرسلوا للكاتب الروسي العظيم رسالة يعتذرون فيها عن هذه الغلطة الشنيعة التي لا تغتفر والتي ارتكبها عجائز لجنة نوبل الذين لا يفقهون في الأدب شيئاً. فرد عليهم تولستوي برسالة عبقرية يبتدئها على النحو التالي: «أيها الأصدقاء الأعزاء لقد سررت كثيراً لأن جائزة نوبل لم تُمنح لي. ماذا سأفعل بنوبل أنا؟ شو علاقتي بنوبل!». بهذا المعنى...
ثم واصل ريلكه بعدئذ حياة التشرد والتسكع في كل مكان. وهل هناك حياة أجمل منها؟ هل هناك حياة أخرى تليق بالشاعر غيرها؟ الشاعر خلق لكي يتسكع في هذا العالم. إنه شخص هائم على وجهه دون أي وجهة محددة ودون أي هدف. ولا يعرف لماذا هو سائر؟ ولا إلى أين؟ ولا يريد أن يصل أصلاً. ولكنه كان دائماً يعود إلى باريس وهناك ألف كتابه النثري الشهير: دفاتر مالت لوريدز بريج: أي مذكرات شاب يشبهه جداً. وقد انتهى منه عام 1910 بعد أن شغله مدة عشر سنوات تقريباً.
وبعد أن انتهى من هذا الكتاب الذي اعتصره اعتصاراً واستنزفه استنزافاً دخل ريلكه في حالة من الانهيار العصبي الخطير. وفكر عندئذ في عرض نفسه على أحد المحللين النفسانيين لمعرفة سبب قلقه الداخلي والكوابيس التي تلاحقه. ولكنه تراجع في آخر لحظة بتأثير من «الدهقانة» لو أندريا سالومي التي قالت له ما معناه: إياك ثم إياك أن تفعل ذلك. سوف تخسر عبقريتك الشعرية إذا ما حُلت عقدتك النفسية. إنها كنزك الوحيد.
وأخيراً في عام 1925 جرحته وردة حمراء عندما كان يقطف باقة من الأزهار لكي يقدمها كهدية لإحدى السيدات البورغوازيات أو الأرستقراطيات. شاعر تجرحه وردة: شيء حلو. ووردة مهداة إلى امرأة أو قل وردة مهداة إلى وردة. شيء أحلى. واكتشف الأطباء عندئذ أنه مصاب بسرطان الدم وقد أدى إلى موته نهاية عام 1926 عن عمر يناهز الخمسين.
ومعلوم أنه كان مهووساً بالورود الحمراء التي يتكرر ذكرها كثيراً في شعره. وهكذا قتلته الوردة التي أحبها أكثر من غيرها في الوجود. لماذا نعشق الورود الحمراء؟
في قصيدة بعنوان: «يوم من أيام الخريف»، يكتب ريلكه:
يا ربّ، الأجل اقترب، الصيف كان عظيماً
ظلك، ضعه على الساعات
وعلى السهوب سرِّحْ الرياح...
أصدرْ أمراً للثمار الأخيرة لكي تصبح ناضجة
أمهلها يومين آخرين لكي تصبح رصينة أكثر
عجل في اكتمالها، واضغط على عصيرها
في دنان الخمر الثقال
من ليس له بيت، لن يبني بعد اليوم بيتاً
من كان وحيداً، سيبقى وحيداً طيلة حياته،
يقرأ رسائله ويطيل سهراته،
وكالضائع الغريب سوف يتمشى هنا، أو هناك
في الممرات حيث تتساقط أوراق الخريف
وتذروها الرياح...



المعلمي: الإعلام يمرّ بمتغيرات... و«SRMG» مزجت قوة المحتوى بكفاءة الكادر

باسل المعلمي استعرض رحلة «SRMG» في التحول نحو مواكبة المتغيرات (تصوير: سعد الدوسري)
باسل المعلمي استعرض رحلة «SRMG» في التحول نحو مواكبة المتغيرات (تصوير: سعد الدوسري)
TT

المعلمي: الإعلام يمرّ بمتغيرات... و«SRMG» مزجت قوة المحتوى بكفاءة الكادر

باسل المعلمي استعرض رحلة «SRMG» في التحول نحو مواكبة المتغيرات (تصوير: سعد الدوسري)
باسل المعلمي استعرض رحلة «SRMG» في التحول نحو مواكبة المتغيرات (تصوير: سعد الدوسري)

أكد باسل المعلمي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وقطاع الأعمال في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، أن قطاع الإعلام يمرّ بمتغيرات كبيرة على مستوى الوسائل ووصول المعلومة وصناعتها واستهلاكها، تتطلب بذل مجهود في بناء نموذج عمل ناجح ومؤثر.

واستعرض المعلمي خلال مشاركته في فعالية «ميدياثون الحج والعمرة» الذي أطلقته وزارة الإعلام بالرياض، لدعم الابتكارات الإعلامية، تجارب لشركات دولية قامت بتطوير أدائها وإنتاجها بناء على متغيرات القطاع، داعياً للاستفادة من دروس كل التجارب العالمية.

وقال إن تلك التجارب العالمية رغم اختلاف استراتيجياتها ومجالاتها، إلا أنها تكاد تتفق في عناصر عدة؛ مثل عنصر المحتوى، والتمحور حول العميل، وتقديم الخدمة اللازمة، بالإضافة إلى القدرة المؤسسية للانتقال من نموذج عمل لآخر بشكل قياسي، واتخاذ إجراءات جريئة في وقت سريع، الأمر الذي مكّنهم من خلق نموذج يعزز استدامة تلك الشركات، مؤكداً أن فهم العميل، وتحليل البيانات حول سلوكه، يساعدان في تصميم محتوى نوعي يلبي حاجة العميل.

وأضاف المعلمي أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام بدأت مع أواخر عام 2020 في إيجاد استراتيجية جديدة للتحول نحو مواكبة المتغيرات، حيث بدأت بدراسة المشهد الخارجي والحالة الراهنة داخلياً، وتطويرها بشكل شامل وكامل وفق أفضل الممارسات العالمية، والرهان على المحتوى وتطوير القدرة المؤسسية، وبناء نموذج عمل يتيح إنجاح هذا التحول.

المعلمي استعرض تجربة التطوير المبني على متغيرات الإعلام (تصوير: سعد الدوسري)

وأشار إلى أن المشوار بدأ بإطلاق «الشرق بلومبرغ» بشكل عصري للمنشآت الإعلامية، بتركيز أكبر على المحتوى ومنصات الإعلام الجديد، وخلال أربع سنوات أصبحت أكبر منصة للمال والأعمال في العالم العربي، وهو رقم قياسي، متابعاً: ثم انطلقت بقية المشاريع مع «مانجا عربية»، التي استهدفت شريحة الفئة العمرية الأقل من سن الثلاثين، حيث تصل نسبتهم لنحو 70 في المائة، وكانت تنقصهم الوسيلة المناسبة في مخاطبتهم، وخلال أقل من ثلاث سنوات نجحت في تسجيل معدل سبعة ملايين تحميل في المنصة، وتبعتها مشاريع «بيلبورد عربية»، وقناتا «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري».

ووصف المعلمي واحدة من جهود تطوير المنصات التابعة لـ«SRMG»، من خلال تجربة صحيفة «الشرق الأوسط»، بوصفها إحدى أكثر علامات المجموعة عراقة، حيث تم تطويرها بشكل كامل بناءً على تفضيلات الجمهور المستهدف وقراءة دقيقة لاختياراته.

المعلمي تحدث عن تجربة تطوير صحيفة «الشرق الأوسط» بشكل كامل (تصوير: سعد الدوسري)

وأكد المعلمي أن نجاح الاستراتيجيات يتوقف على توفر الكوادر والكفاءات اللازمة لإنجاحها، لافتاً إلى أن المجموعة عملت على ضخ كوادر ودماء جديدة في جميع منصاتها لتنشيط عملية التحول في وقت قياسي، بينما تعمل فرق متخصصة في المنصات كافة للمساعدة في نمو الأداء وتحقيق النتائج.

وأشار إلى قاعدة بيانات ضخمة تملكها المجموعة، حيث تبلغ نحو 170 مليون مشاهد، وساهمت في تمكين فريق العمل على فهم اهتمامات الجمهور ولغته ومخاوفه وهواياته، بالإضافة إلى عمليات التدريب المستمر، والاستحواذ على العلامات المختلفة.

المعلمي أشار إلى قاعدة بيانات ضخمة ساهمت في فهم الجمهور (تصوير: سعد الدوسري)

وكشف المعلمي أن هناك ست شركات مختلفة تعمل على تحقيق الوصول الناجح لمنصات المجموعة، مثل «SRMG Think» للعلاقات العامة والأبحاث، و«SRMG Labs» للحلول الإبداعية والرقمية، و«SRMG Studios» لإنتاج الأفلام والوثائقيات، و«SRMG Academy» للتدريب والتطوير، و«SRMG X» للفعاليات والأحداث العامة، وانتقلت معها «SRMG» من مجموعة للنشر في الصحافة والمطبوعات، إلى مجموعة إعلامية متكاملة شأنها صناعة المحتوى وتوفير الخدمات لعملائها، عبر تلك الشركات التي تعمل في مجال حجمه 200 مليار ريال سنوياً.

شركات «SRMG» تعمل في مجال حجمه 200 مليار ريال سنوياً (تصوير: سعد الدوسري)

 


تصاعد جدل واقعة «تقبيل» طبيب مصري شهير يد رجل أعمال

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
TT

تصاعد جدل واقعة «تقبيل» طبيب مصري شهير يد رجل أعمال

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

رغم أن واقعة «تقبيل الطبيب المصري الشهير حسام موافي ليد رجل الأعمال المصري محمد أبو العينين» حدثت في 24 أبريل الماضي، فإن الجدل تفجر خلال الساعات الماضية على نطاق واسع عبر مواقع السوشيال ميديا، بعد تداول صورة توثق للواقعة. وتصدر اسم موافي الترند في مصر.

وفي حين التزم أبطال الواقعة الصّمت ورفضوا التعليق على كواليس ما حدث خلال حفل زفاف ابنة الطبيب الشهير، شهدت السوشيال ميديا انقساماً في الآراء، فبينما دافع قطاع كبير من جمهورها عن الدكتور موافي، مستشهدين بمقطع الفيديو، وعدّوا الأمر عادياً ينم عن طيب خلق، وجّه آخرون انتقادات واتهامات لاذعة للطبيب الشهير.

وانضمت شخصيات عامة في حملة الدفاع عن الدكتور موافي من بينهم الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السابقة، التي نشرت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» تعليقها على الصورة، بقولها: «الأستاذ الجليل الدكتور حسام موافي، معلم الأجيال، والأستاذ المحترم محمد أبو العينين، ممن أنفقوا بسخاء في الخفاء لتعليم الأجيال»، مضيفة: «هذه شهادتي...كفوا أيديكم عن رموز مصر، فهناك لغة وود وعشم بين هذه القامات لا يدركها كثيرون».

ويعمل الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة في كلية طب قصر العيني، في قناة «صدى البلد»، المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، من خلال برنامجه «ربي زدني علماً»، وهو ما دفع البعض لتفسير هذه الصورة، بأشكال مختلفة.

وكان الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، من بين حضور حفل قران ابنة الدكتور موافي، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تعقيباً على الجدل الدائر راهناً: «نُشرت الصورة من دون استئذان أصحابها، إذ لم يكن الحضور يعلم بوجود كاميرات تصور عقد القران مباشرة إلا بعد انتهاء الحفل».

د. سعد الدين الهلالي خلال كلمته في عقد قرآن ابنة د. موافي (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

وأضاف الهلالي أن «الدكتور موافي قبّل يد الكثير من حضور الحفل لشعوره بالامتنان لحضورهم وليس رجل الأعمال محمد أبو العينين فقط، وهو عبّر بذلك بشكل عفوي به تواضع العلماء والمُحبين والناس الطيبين».

ورأى أن «هذه الواقعة التي تعدّ شديدة الخصوصية أخذت أكبر من حجمها، وفُسّرت بشكل خاطئ للغاية عبر مواقع السوشيال ميديا».

وفسّر متابعون تصرف الطبيب الشهير بأنه رد فعل عفوي عبّر من خلاله عن شكره وامتنانه لمدح رجل الأعمال، ورأوا أن ترك موافي لمقطع الفيديو المثير للجدل على حسابه في «فيسبوك» رغم الانتقادات العنيفة التي وجهت له بأنه يرى الأمر «عادياً».

ووفق خبير الإعلام الرقمي خالد البرماوي، فإن «شخصية بطل الواقعة الدكتور حسام موافي مثيرة للجدل بسبب خلطه بشكل شبه دائم بين العلوم الطبية والدينية»، مؤكداً أن له «شعبية وانتشاراً كبيرين بين الجمهور».

وأضاف البرماوي لـ«الشرق الأوسط» أن الصورة المثيرة للجدل ظهرت في البداية عبر حسابات لها غرض في تشويه صورة الرجل من دون التحقق من صحتها، وحتى بعد فهم سياق الصورة لم يتغير موقفها من الرجل، في المقابل رأى كثيرون أن «الواقعة تتّسق مع الحالة الصوفية التي يعيشها الدكتور موافي، وأن هذا التصرف جزء من بعض العادات والتقاليد المصرية».

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

ورغم أن السياق يلعب دوراً كبيراً في رفض الصورة وقبولها، فإن الجمهور الشعبي، وفق البرماوي، لا يتقبّل فكرة تقبيل عالم ليد صاحب مال ورجل أعمال كبير، وهو ما جعل الموضوع يأخذ انتشاراً وزخماً هائلين.


ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان «كان»

الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)
الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)
TT

ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان «كان»

الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)
الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)

ستحصل الممثلة الأميركية ميريل ستريب على السعفة الذهبية الفخرية، في حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي في 14 مايو، وفق ما أعلن المنظمون، الخميس.

وتُعدّ ستريب (74 عاماً) من أشهر الممثلات في تاريخ هوليوود، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.

وتزخر مسيرتها المهنية بكثير من الأعمال الناجحة، بينها «ذي دير هانتر The Deer Hunter»، و«آوت أوف أفريكا Out of Africa»، و«كرايمر فرسس كرايمر Kramer vs Kramer»، فضلاً عن أفلام محبَّبة للعائلات، مثل «ذي ديفل ويرز برادا The Devil Wears Prada»، و«ماما ميا Mamma Mia».

لكنها، للمفارقة، لم تشارك في مهرجان «كان» سوى مرة واحدة، مع فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «إيه كراي إن ذي دارك» عام 1989.

وقالت ستريب، في بيان: «يشرّفني كثيراً أن أتلقى نبأ حصولي على هذه الجائزة المرموقة. الفوز بجائزة في مهرجان (كان) بالنسبة للمجتمع الدولي للفنانين، يمثل دائماً أعلى إنجاز في فن صناعة الأفلام».

وأضافت: «الوقوف في ظل أولئك الذين كُرّموا سابقاً أمر يبعث على التواضع والإثارة بالمقدار نفسه».

وتنضم ستريب إلى مجموعة من نجوم هوليوود سيقصدون المهرجان، هذا العام، في منطقة كوت دازور الفرنسية، ومن بينهم المخرج جورج لوكاس، مبتكر سلسلة أفلام «حرب النجوم»، والذي سيحصل أيضاً على جائزة في الحفل الختامي؛ تقديراً لمجمل مسيرته.

وقال منظمو المهرجان، في بيان: «لأن مسيرتها امتدت لما يقرب من 50 عاماً في السينما، وجسّدت عدداً لا يُحصى من الروائع، فإن ميريل ستريب جزء من مخيلتنا الجماعية وحبنا المشترك للسينما».

كما سيحصل استوديو «غيبلي» الياباني الشهير للرسوم المتحركة على جائزة السعفة الذهبية الفخرية، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها هذه الجائزة لمجموعة وليس لفرد.


عرض مقتنيات ذهبية وكنوز ملكية منهوبة بعد إعادتها إلى غانا

استغرقت مفاوضات استعادة هذه المقتنيات أكثر من 50 عاماً (رويترز)
استغرقت مفاوضات استعادة هذه المقتنيات أكثر من 50 عاماً (رويترز)
TT

عرض مقتنيات ذهبية وكنوز ملكية منهوبة بعد إعادتها إلى غانا

استغرقت مفاوضات استعادة هذه المقتنيات أكثر من 50 عاماً (رويترز)
استغرقت مفاوضات استعادة هذه المقتنيات أكثر من 50 عاماً (رويترز)

عُرضت في غانا هذا الأسبوع قلادات ذهبية وسيف وكرسي ملكي وعشرات الكنوز الأخرى التي نهبت خلال الحكم الاستعماري البريطاني، وذلك للمرة الأولى منذ عودتها التاريخية.

وبحسب «رويترز»، سافر الناس من جميع أنحاء الدولة الواقعة في غرب أفريقيا لرؤية المقتنيات المنهوبة التي تمت استعادتها في مدينة كوماسي، مقر ملك قبائل الأشانتي أوتومفو أوسي توتو الثاني المعروف باسم أشانتيني.

وقال الملك في المعرض الذي تزامن مع اليوبيل الفضي له إن «العناصر التي عادت هي في الواقع روح شعب الأشانتي».

ونُهبت المقتنيات الذهبية خلال الاستعمار البريطاني لغانا في الفترة من 1821 إلى 1957، إذ اغتُنم الكثير منها في المعارك العنيفة مع مملكة أشانتي ووضعت في المتاحف.

وأعاد المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، ومتحف فاولر في جامعة كاليفورنيا، القطع الأثرية في وقت سابق من هذا العام، في إطار توجه عالمي متزايد لإعادة تقييم الموروث الاستعماري.

وقال أشانتيني إن المفاوضات لإعادة هذه المقتنيات استغرقت أكثر من 50 عاماً.

ووافقت متاحف أخرى في الولايات المتحدة وأوروبا على إعادة الكنوز المأخوذة من مملكة بنين في نيجيريا الحديثة، وتلقت طلبات إعادة من دول أخرى في أنحاء القارة منها مصر وإثيوبيا.

وتم اغتنام معظم القطع الاثنين والأربعين المعروضة في متحف قصر مانهيا في كوماسي خلال خمس معارك بين مملكة أشانتي وبريطانيا.


«أسود ملون» يغادر سينمات مصر بعد «إيرادات هزيلة»

يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
TT

«أسود ملون» يغادر سينمات مصر بعد «إيرادات هزيلة»

يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)
يضم «أسود ملون» مجموعة كبيرة من الممثلين الشباب (الشركة المنتجة)

رغم مرور 20 يوماً فقط على طرحه، سُحب فيلم «أسود ملون» من صالات العرض المصرية، بعد تحقيقه إيرادات وُصفت بـ«الهزيلة».

يضم الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم، بيومي فؤاد، وأحمد فتحي، ورنا رئيس، ومنة عرفة، وميس حمدان، ومحمد كيلاني، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح عثمان، وإخراج حسن البلاسي في أولى تجاربه الإخراجية بالسينما.

وقال المخرج المصري حسن البلاسي إن السبب وراء سحب الفيلم من السينمات هو «عرض أفلام أخرى سواء عربية أو أجنبية للجمهور في مصر»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القدرة الاستيعابية للسينمات عامة، تتطلّب عدد أفلامٍ معين للوجود بها حسب مواسم العرض المختلفة».

بيومي فؤاد في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

ونوّه البلاسي إلى بدء عرض الفيلم في السينمات بدول الخليج رغم رفعه من دور العرض في مصر.

ورأى البلاسي الذي يستعدّ حالياً لتقديم تجربتين جديدتين في الإخراج إحداهما في السينما والأخرى في التلفزيون، أن إيرادات الفيلم مناسبة ومرضية له بصفته مخرجاً، لأن العمل شبابي بسيط، مؤكداً أن الفيلم «تجربة مرحة ومختلفة عن مشاريعه الماضية».

الفيلم حقق إيرادات هزيلة (الشركة المنتجة)

وحقق فيلم «أسود ملون»، إيرادات قدرها نحو 13 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 47.85 جنيه مصري)، في آخر يوم عرض قبل رفعه، محققاً إجمالي إيرادات قدره 2.2 مليون جنيه خلال فترة وجوده في السينمات، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، فيما تصدر فيلم «السرب»، قائمة الإيرادات في أول أيام عرضه الأربعاء، بينما تراجع فيلم «شِقو»، للمرتبة الثانية بعد تصدره للقائمة منذ طرحه يوم 9 أبريل (نيسان) الماضي.

لقطة من فيلم «أسود ملون» (الشركة المنتجة)

وشهد موسم عيد الفطر الماضي طرح أفلام قليلة على غرار «شِقو»، بطولة عمرو يوسف، وفيلم «فاصل من اللحظات اللذيذة»، بطولة هشام ماجد، وفيلم «عالماشي»، بطولة علي ربيع، بالإضافة لفيلم «أسود ملون»، كما استمر عرض فيلم «الحريفة»، منذ طرحه في مطلع العام الحالي حتى موسم عيد الفطر، بينما سُحب أيضاً بعد تحقيقه إيرادات إجمالية بلغت 74.3 مليون جنيه.

ورأى الناقد الفني المصري كمال القاضي أن رفع فيلم «أسود ملون» من دور العرض بهذه السرعة دليل قاطع على أن السينما أصبحت مجرد سلعة اقتصادية، فالمنتج ليس لديه استعداد لتحمل أي خسارة؛ لأن ذلك يعطل دورة رأس ماله الاقتصادية ويتسبب في مزيد من الخسائر.

رنا رئيس في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)

ويضيف القاضي لـ«الشرق الأوسط»: «قد يعود قرار رفع الفيلم من دور السينما إلى أسباب فنية بحتة تتعلّق بالمستوى الضعيف للمحتوى ككل، لأن الإيرادات التي سجلها شباك التذاكر أقل من التكلفة بكثير وهو مبرر كافٍ لرفعه».


متحف الحضارة يوثق نمط حياة العمال في مصر القديمة

جانب من المعروضات بمتحف الحضارة المصرية ( المتحف القومي للحضارة المصرية)
جانب من المعروضات بمتحف الحضارة المصرية ( المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

متحف الحضارة يوثق نمط حياة العمال في مصر القديمة

جانب من المعروضات بمتحف الحضارة المصرية ( المتحف القومي للحضارة المصرية)
جانب من المعروضات بمتحف الحضارة المصرية ( المتحف القومي للحضارة المصرية)

بالتزامن مع احتفال مصر باليوم العالمي لعيد العمال، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية، الخميس، فعالية تضمنت معرضاً مؤقتاً وجولات افتراضية ومحاضرات علمية تحت عنوان «العمال صناع الحضارة».

وتضمنت الفعالية معرضاً للصور الفوتوغرافية لآثار من الحضارات القديمة، وما يقابلها من حرف وأعمال ما زالت ممتدة حتى اليوم في مصر، كما تضمن المعرض جولات افتراضية عبر العصور من خلال شاشات في إحدى قاعات العرض المتحفي ترصد تاريخ العمال والحرف المختلفة.

وعدّ نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور ميسرة عبد الله، هذه الفعالية «ضمن أنشطة المتحف للاحتفالات بالمناسبات المحلية والعالمية المختلفة».

وقال عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «بمناسبة عيد العمال نظم المتحف معرضاً عن حياة العمال في مصر القديمة، من خلال صور فوتوغرافية تعبر عن استمرارية الحضارة المصرية والتقنيات المصرية القديمة حتى العصر الحديث، لذلك نعرض صوراً لأنشطة العمال في مصر القديمة، من جداريات المعابد والمتاحف المختلفة، وما يقابلها من أنشطة في العصر الحديث».

يضم متحف الحضارة قطعاً أثرية متنوعة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وأعطى عبد الله أمثلة لأنشطة العمال الممتدة عبر التاريخ المصري، مضيفاً: «المعرض يوضح مثلاً كيف كان حصاد القمح في مصر القديمة، وكيف يتم الآن، كما يتناول صناعة النسيج، والألوان المصرية القديمة وكيفية صناعتها، وكذلك تربية النحل وصناعة عسل النحل، ومشاهد من العمارة والبناء بالطوب اللبن في الماضي والحاضر، وكأنه عرض عام يعبر عن استمرارية الحضارة في مظاهر عمّالية حتى الآن».

المعرض الذي افتتح الخميس ويستمر حتى 7 مايو (أيار) الحالي، يتضمن صوراً تعبر عن الحرف المصرية القديمة، وعن دور العمال في صناعة الحضارة على مر العصور.

ويحتوي متحف الحضارة على نحو 1600 قطعة أثرية اختيرت بعناية للتعبير عن مختلف العصور والحضارات التي مرت على مصر.

وقد شهد المتحف لدى افتتاحه في أبريل (نيسان) 2021 موكباً مهيباً جرى خلاله نقل 22 مومياء ملكية فرعونية من موقعها بمتحف التحرير بوسط العاصمة القاهرة إليه، وسط اهتمام إعلامي محلي وعالمي واسع.

وأشار نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية للشؤون الأثرية، إلى محاضرة سيلقيها الثلاثاء المقبل يتناول فيها «حياة العمال في مصر القديمة، وكيف كانت للعمال في مصر القديمة نقابات خاصة بهم، وكانت الحياة العمالية منظمة تحت رعاية الدولة، فللعامل حقوق وعليه واجبات محددة، كما نعرض لملامح العمال في مناطق مختلفة؛ خصوصاً في قرية دير المدينة في الأقصر، وهي القرية التي عاش فيها العمال في عصر الدولة الحديثة وكانوا يعملون في بناء وتزيين المقابر الملكية».

ومن ضمن الفعاليات التي تقام بالتوازي مع المعرض الفوتوغرافي، عرض تفاعلي عبر 3 شاشات يعبر عن حياة العمال ونظام العمل في مصر القديمة؛ خصوصاً في قرية العمال والحرفيين بدير المدينة، وتعرض الشاشة الأخيرة جولة افتراضية لمقبرة (سن نجم) رئيس العمال والمشرف على بناء المقابر بوادي الملوك.

ولفت نائب الرئيس التنفيذي للمتحف إلى «وجود أدلة تبين كم كانت مصر القديمة تتعامل مع العمال بنظام محكم، ترعاهم الدولة وتحدد معاشاتهم ورواتب تقاعدهم، والاستفادة من خبراتهم المختلفة، ما يبين كيف كانت مصر القديمة متطورة بدرجة كبيرة في رعاية العمال، ووضعت الأسس التي اعتمدت عليها التنظيمات العمالية في العالم كله فيما بعد».

المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفي بعيد العمال (المتحف القومي للحضارة المصرية)

ويتضمن برنامج الاحتفالية إلقاء محاضرتين علميتين، الأولى يقدمها الدكتور ميسرة عبد الله تحت عنوان «بأيٍد مصرية: لمحات من حياة العمال في مصر القديمة»، والثانية تقدمها الدكتورة نجوى بكر مديرة إدارة التدريب بالمتحف القومي للحضارة تحت عنوان «مهن النساء المصريات على مر العصور».

وأنشئ المتحف القومي للحضارة المصرية عقب حملة دولية أعلنتها منظمة «اليونيسكو» في ثمانينات القرن الماضي، للحفاظ على التراث المادي واللامادي المصري، وصدر قرار من رئاسة الوزراء بإنشائه عام 2016، وتم افتتاحه عام 2021.


علاج تجريبي يُثبت فاعلية في مواجهة سُمّ الكوبرا

سُمّ الكوبرا يؤدي إلى إصابات دائمة وتشوهات (جامعة لانكستر)
سُمّ الكوبرا يؤدي إلى إصابات دائمة وتشوهات (جامعة لانكستر)
TT

علاج تجريبي يُثبت فاعلية في مواجهة سُمّ الكوبرا

سُمّ الكوبرا يؤدي إلى إصابات دائمة وتشوهات (جامعة لانكستر)
سُمّ الكوبرا يؤدي إلى إصابات دائمة وتشوهات (جامعة لانكستر)

اكتشف باحثون في بريطانيا علاجاً تجريبياً جديداً أظهر فاعلية كبيرة في منع التلف المدمر للأنسجة، نتيجة التسمم بلدغات ثعابين الكوبرا.

وأوضح الباحثون أن سُمّ الكوبرا الباصقة قوي بشكل لا يصدَّق ويسبب نخر الجلد، حيث يؤدي إلى تدمير سريع للجلد والعضلات والعظام حول موقع لدغة الأفعى، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وقد يؤدي سُمّ الكوبرا إلى إصابات دائمة وتشوهات، بما في ذلك فقدان الأطراف والبتر في الحالات الشديدة. وتشير التقديرات إلى أن لدغات الأفاعي تسبب آثاراً ضارة طويلة المدى لنحو 400 ألف شخص في جميع أنحاء العالم سنوياً، خصوصاً في أفريقيا نتيجة لدغات الكوبرا. حالياً، لا يوجد علاج فعّال لمعالجة التسمم الموضعي الشديد، الناتج عن بصق سُمّ الكوبرا.

وتعمل مضادات السموم الموجودة فقط على مواجهة لدغات أنواع الثعابين الأخرى، وغالباً ما تكون غير فعالة في علاج التسمم الموضعي، لأنها لا تتمكن من اختراق المنطقة المحيطة بموقع اللدغة بشكل فعال.

وخلال الدراسة، اختبر الفريق فاعلية علاج تجريبي يسمى «فاريسبلاديب Varespladib»، خضع بالفعل لتجارب سريرية بشرية، تختبر فاعليته في مواجهة لدغات الأفاعي.

وركز الفريق في دراسته على خصائص الدواء المضادة للالتهاب، إذ تبيَّن أنه يثبِّط أنواعاً معينة من الإنزيم المعروف بـ«الفوسفوليباز (sPLA2)» الذي يلعب دوراً حاسماً في الضرر الذي يلحق بالجلد نتيجة سُمّ الكوبرا، وهو ما يساعد على تقليل الالتهاب.

وأظهرت الدراسة أن الحقن الموضعي للدواء في موقع اللدغة، فعَّال في منع الضرر الناجم عن لدغات بعض أنواع الأفاعي السامة، ويمكن أن يكون له دور في علاج لدغات الأفاعي السامة.

وأدى الدواء إلى تقليل مدى تلف الجلد، حتى عند استخدامه لمدة تصل إلى ساعة بعد الإصابة بلدغة الأفعى، كما امتدت الحماية التي يوفرها الدواء إلى تقليل تسمم العضلات الناجم عن اللدغة.

ووفق الباحثين، تشير النتائج إلى أن الدواء التجريبي يمكن أن يصبح علاجاً لا يقدَّر بثمن ضد التأثيرات الضارة للأنسجة الناجمة عن سموم الكوبرا ذات العنق الأسود والأحمر، التي تسبب أمراضاً واسعة النطاق لضحايا لدغات الثعابين في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور ستيفن هول، من جامعة «لانكستر»، إن لدغات الأفاعي مرض استوائي مهمَل ومدمِّر، حيث يؤدي تدمير الأنسجة الناجم عن سموم الثعابين النخرية إلى إصابة مئات الآلاف من الضحايا بشكل دائم كل عام.

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن هذا الدواء التجريبي فعَّال بشكل لا يصدَّق في تثبيط هذا النخر الذي تسببه الكوبرا الباصقة الأفريقية، وهو اكتشاف مثير لأن سمومها سريعة المفعول ومدمرة بشكل خاص.

وعبَّر عن أمله أن تمهّد نتائج الدراسة الطريق لعلاجات أكثر فاعلية للدغات الأفاعي في المستقبل؛ ما ينقذ حياة وأطراف الضحايا حول العالم.


مهرجان مصري جديد يهتم بأفلام «الومضة»

لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان مصري جديد يهتم بأفلام «الومضة»

لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

يهدف مهرجان «بردية لسينما الومضة» في دورته الأولى «1 إلى 7 مايو (أيار) الجاري» إلى تسليط الضوء على الأفلام القصيرة جداً للمخرجين الشباب؛ بهدف اكتشاف أجيال من المواهب السينمائية من مصر والدول المشاركة.

وتنظم المهرجان مؤسسة «بردية للثقافة والفنون»، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ويرأس هذه الدورة المؤلف عبد الرحيم كمال، وأهدى المهرجان دورته الافتتاحية لاسم المخرج الراحل عاطف الطيب.

ويقام المهرجان بمشاركة 16 دولة، ووقع اختياره على فلسطين لتكون ضيفة شرف الدورة الأولى، حيث يخصص لها اليوم الأخير لعرض الأفلام الفلسطينية وإقامة مناقشات حولها، وإلقاء أشعار لشعراء فلسطينيين، وتشارك في المسابقة بفيلم «كحل بلون الدم».

كما تم تكريم المخرج فائق جرادة، مدير تلفزيون «فلسطين» بالقاهرة، في حفل الافتتاح الذي أقيم أول من أمس بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة، بحضور الفنانة سوسن بدر ضيفة شرف حفل الافتتاح، والذي شهد تكريم عدد من السينمائيين، من بينهم المخرجان هاني لاشين وعمر عبد العزيز، ومدير التصوير السينمائي سعيد شيمي، والسيناريست ناصر عبد الرحمن، والأب بطرس دانيال رئيس المهرجان الكاثوليكي للسينما، والكاتب الروسي فلاديمير بيلياكوف.

المهرجان يهدف إلى اكتشاف الموهوبين في مجال السينما (إدارة المهرجان)

ويشارك بالمسابقة 35 فيلماً، وفق عزة أبو اليزيد، مديرة المهرجان، التي تقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان استقبل 740 فيلماً، تم اختيار 35 فيلماً منها فقط تنطبق عليها شروط المسابقة التي تختص بأفلام الومضة، بحيث لا تزيد مدة عرض الفيلم على 5 دقائق». وأشارت إلى مشاركة مصر بـ20 فيلماً، بجانب أفلام من السعودية وتونس والجزائر والمغرب وروسيا وإيطاليا.

وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة المخرج مجدي أحمد علي، وعضوية الموسيقار خالد حماد، والفنان محمد فهيم، ومدير التصوير سمير فرج، والفنان السوري فراس نعناع، وتعرض الأفلام بسينما الهناجر بدار الأوبرا، وشهد مساء الأربعاء عرض الفيلم الوثائقي «المقايضة» للمخرج عاطف الطيب في نسخة قام بترميمها المركز القومي للسينما.

واختارت إدارة المهرجان الفنانة لبلبة لتكون ضيفة شرف حفل الختام؛ تكريماً لمشوارها الفني الطويل الذي تعاونت فيه مع المخرج عاطف الطيب في فيلمي «ضد الحكومة» أمام أحمد زكي، و«ليلة ساخنة» أمام نور الشريف.

وقال المؤلف عبد الرحيم كمال إنه يتشرف برئاسة هذه الدورة التي تشهد الاحتفاء بسينما المخرج الراحل عاطف الطيب، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المخرج الكبير هو ابن محافظتي سوهاج، الذي طالما أحببت أفلامه، وأكن لمسيرته ومنجزه الفني كل الاحترام».

الكاتب المصري عبد الرحيم كمال خلال افتتاح المهرجان (حسابه على فيسبوك)

وأكد أنه «سيرأس دورة واحدة بالمهرجان، حيث يتم اختيار رئيس جديد في كل دورة». وأعرب عن تطلعه أن يكون المهرجان داعماً للسينما ولأفلام الومضة، في بلد له تاريخ سينمائي حافل، وتمثل السينما فيه قيمة كبيرة في حاضر وذاكرة المصريين، منوهاً إلى أن اهتمام المهرجان ينصب على إتاحة فرصة للشباب لتقديم أفلام قصيرة، مؤكداً حماسه لأي نشاط يشجع على اكتشاف الموهوبين في مجال فن السينما.


«أفلام السعودية» يرفع الليلة ستار دورته العاشرة الحافلة بالمفاجآت

يكرِّم المهرجان في دورته العاشرة الفنان عبد المحسن النمر (الشرق الأوسط)
يكرِّم المهرجان في دورته العاشرة الفنان عبد المحسن النمر (الشرق الأوسط)
TT

«أفلام السعودية» يرفع الليلة ستار دورته العاشرة الحافلة بالمفاجآت

يكرِّم المهرجان في دورته العاشرة الفنان عبد المحسن النمر (الشرق الأوسط)
يكرِّم المهرجان في دورته العاشرة الفنان عبد المحسن النمر (الشرق الأوسط)

يراهن مهرجان «أفلام السعودية» كثيراً على دورته العاشرة التي تنطلق مساء اليوم، الخميس، في حفل مبهج بشرق السعودية. فهذه الدورة تأتي ترسيخاً لمكانة أحد أعرق المهرجانات السينمائية في الخليج، وأقدم مهرجان سعودي للأفلام، حيث انطلق بدورته الأولى عام 2008، وخلال تلك السنوات، خرجت من رحمه عشرات الوجوه السينمائية السعودية التي أنعشت هذه الصناعة، من مخرجين وممثلين وكتّاب سيناريو... الأمر الذي يجعل هذه الدورة أشبه باحتفالية بالرحلة الطويلة التي قطعها المهرجان وثبّت من خلالها أقدامه في قطاع السينما.

«متحف المهرجان»

وشهدت الساعات الأولى التي سبقت انطلاقته استعادة ذاكرة البدايات، وهي السمة البارزة للحدث الذي يضمّ هذا العام «متحف المهرجان»، عارضاً تاريخه منذ التأسيس إلى الدورة الحالية، مع الإضاءة على اللحظات البارزة والمعروضات التاريخية، مثل الصور ومقاطع الفيديو والملصقات، بالإضافة إلى عرض أفلام فائزة في الدورات السابقة.

الشخصية المكرَّمة

يكرّم المهرجان، في حفل الافتتاح، الفنان السعودي عبد المحسن النمر، الذي امتاز طوال حضوره على الشاشة منذ أكثر من 40 عاماً، بأدائه المتقن للشخصيات على اختلاف أبعادها النفسية والاجتماعية. كما يشهد حفل الافتتاح العرض الأول للفيلم الوثائقي الطويل «أندرغراوند» للمخرج السعودي عبد الرحمن صندقجي الذي يضيء على المواهب الموسيقية في المملكة، ويستعرض واقع الصناعة الموسيقية المحلّية.

يمثّل المهرجان أهم حدث لصنّاع الأفلام السعوديين منذ انطلاقته (الشرق الأوسط)

موسوعة السينما

وتتضمّن فعاليات هذه الدورة عرض 76 فيلماً، يتنافس 53 منها على 36 جائزة، وستُعقد على هامش الفعاليات 10 ورش تدريبية، تشمل ورشتين مخصَّصتين لمشاركي سوق الإنتاج ومعلّمي تطوير السيناريو القصير والطويل، إلى جانب ندوات عن عروض الأفلام، وإنتاج الأفلام الروائية في السينما السعودية، ومفهوم الفيلم السعودي وشعرية السينما وجماليتها، كذلك ندوة «ماستر كلاس» حول التعامل القانوني في منصّات البثّ العالمية، وتكريم عدد من الشخصيات.

وخلال المهرجان، تُصدر جمعية السينما «الموسوعة السعودية للسينما»، التي تتضمّن 20 كتاباً ما بين المعرفي والنقدي والمترجم، على أن تُقام جلسات توقيع الكتب ضمن الأنشطة. بالإضافة إلى ذلك، تتضمّن الدورة «متحف المهرجان»، وفيه يُعرض تاريخه منذ ولادته، حتى اليوم، مروراً باللحظات البارزة والمعروضات التاريخية.

عروض الأفلام

تتضمّن عروض الأفلام مجموعة من البرامج، هي: الأفلام المنافسة (برنامج لعروض الأفلام المرشّحة للمنافسة على جوائز المهرجان في مسابقات الأفلام)، والأفلام الموازية (يَعرض البرنامج مجموعة مختارة من أفلام لم تترشّح للمنافسة في مسابقات، بهدف دعم صنّاعها الصاعدين والحفاظ على مناخ التواصل بين أكبر فئة منهم). ذلك إلى جانب سينما الخيال العلمي الذي يُعدّ محور الدورة العاشرة (يهدف البرنامج إلى عرض مجموعة أفلام عالمية قصيرة، بالإضافة إلى ورش تدريبية تتناول موضوع الخيال العلمي والفانتازيا)، وأخيراً برنامج الأطفال (صُمِّم ليقدّم تجربة تفاعلية للأطفال مع السينما من خلال عروض الأفلام ولقاء نجوم سعوديين وأخذهم بجولة تثقيفية في مركز «إثراء»، علماً أنّ عروض هذا البرنامج ستُقدَّم لتلامذة المدارس والأطفال عموماً من زوّار المركز).

مهرجان «أفلام السعودية يستمرّ لـ8 أيام (الشرق الأوسط)

المهرجان بالأرقام

يرفع المهرجان الستار عن دورة جديدة حافلة بالمفاجآت وغامرة بالأفلام السعودية، ما بين القصيرة والطويلة، فتأتي الدورة الجديدة منه بعد 10 دورات من الإبداع السينمائي كانت حافلة بالبرامج وعروض الأفلام، بنحو 1444 فيلماً مشاركاً، وأكثر من 2000 سيناريو غير منفَّذ، و289 مشروعاً في سوق الإنتاج، إلى 155 جائزة سينمائية، بما أسهم في دعم صنّاع الأفلام والارتقاء بالسينما السعودية.

يُذكر أنّ المهرجان يُقام سنوياً، وتنظّمه «جمعية السينما السعودية» بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة، ويستمر لـ8 أيام، ليختتم فعالياته مساء الخميس، 9 مايو (أيار) الحالي.


لتصبح سعيداً... 4 عادات صباحية عليك التخلص منها

احذر فتح رسائل البريد الإلكتروني فور استيقاظك من النوم (رويترز)
احذر فتح رسائل البريد الإلكتروني فور استيقاظك من النوم (رويترز)
TT

لتصبح سعيداً... 4 عادات صباحية عليك التخلص منها

احذر فتح رسائل البريد الإلكتروني فور استيقاظك من النوم (رويترز)
احذر فتح رسائل البريد الإلكتروني فور استيقاظك من النوم (رويترز)

قالت عالمة النفس الأميركية ميشيل لينو، إن سر الاستمتاع بيوم سعيد ليس بالأمر الصعب، بل قد يكمن في التخلص من 4 عادات صباحية.

وهذه العادات هي:

فتح رسائل البريد الإلكتروني فور استيقاظك من النوم

أكدت لينو أن فتح رسائل البريد الإلكتروني فور الاستيقاظ من النوم «قد يضيف ضغوطاً غير ضرورية إلى صباحك».

وأضافت: «إن الأشخاص الذين يتصفحون بريدهم الإلكتروني صباحاً يضعون عقولهم في حالة من النشاط الزائد قد تصيبهم بالتوتر وتؤثر سلباً على مزاجهم طوال اليوم».

احذر صوت المنبه العالي

قالت لينو إن صوت المنبه العالي يمكن أن يسبب الكثير من القلق للأشخاص، والذي قد يستمر معهم لساعات طويلة.

لا تحاول حل مشكلة ما فور استيقاظك

من الطبيعي أن تشعر بالترنح قليلاً عند الاستيقاظ، ويستمر هذا الشعور عادة لمدة تتراوح بين 15 و60 دقيقة.

وعلى الرغم من أن العلماء لا يعرفون بالضبط سبب حدوث ذلك، فإنهم يفترضون أنه يمكن أن يكون إجراءً وقائياً، لمساعدتك على العودة إلى النوم أثناء الاستيقاظ غير المتوقع أو غير المرغوب فيه طوال الليل.

وتقول لينو إن هذا يعني أن العقل لا يكون في أفضل حالاته فور الاستيقاظ، ومن ثم فإنه لن يكون قادراً على حل المشكلات بالشكل الأمثل.

وعند فشله في حل مشكلة ما، قد يشعر الشخص بالإحباط الذي قد يؤثر عليه طوال يومه، وفقاً للينو.

لا تفكر في المشكلات التي واجهتك في اليوم السابق

تقول لينو: «إن التفكير في شيء أحبطك في اليوم السابق قد يستهلكك ويؤثر سلباً على عقلك ونفسيتك مع بداية اليوم».

وتضيف: «هذا لا يعني ألا تفكر في الأمر على الإطلاق طوال يومك، لكن حاول ألا تستيقظ وأنت تفكر فيه».

من ناحية أخرى، نصحت لينو بالقيام ببعض الأشياء فور الاستيقاظ من النوم لزيادة إحساسك بالسعادة طوال اليوم. ومن بين هذه الأشياء ممارسة التأمل وأخذ بعض الأنفاس العميقة ووضع قائمة بالأشياء الإيجابية التي تريد إنجازها خلال اليوم، وممارسة بعض التمارين الرياضية.

عاجل انفجارات في محيط دمشق يرجح أنها ناجمة عن قصف إسرائيلي (المرصد السوري)