بهدف ماركوس راشفورد في الوقت بدل الضائع أمام الضيف ولفرهامبتون، ارتقى مانشستر يونايتد إلى وصافة الدوري الإنجليزي لكرة القدم؛ لكن على الفريق عدم الخضوع للراحة، إذ سيكون على موعد غداً مع لقاء صعب جديد في مواجهة أستون فيلا، في افتتاح المرحلة السابعة عشرة.
وتسيطر حالة من القلق على أجواء الدوري الإنجليزي، بعد تأجيل مباراة إيفرتون ضد ضيفه مانشستر سيتي، الاثنين، لإصابات عديدة في صفوف الأخير بفيروس «كورونا»، قبل أن تعلن رابطة الدوري تسجيل 18 إصابة بين لاعبين وأفراد من طواقم الأندية خلال هذا الأسبوع. كما كشف نادي شيفيلد يونايتد متذيل الترتيب عن وجود إصابات في صفوفه، إلا أن 18 لاعباً كانوا متاحين للمواجهة التي خسرها بهدف نظيف أمام مضيفه بيرنلي، بينما غاب المدرب النمسوي لساوثهامبتون رالف هازنهوتل عن اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي أمام ضيفه وستهام يونايتد، لإصابة أحد أفراد عائلته بـ«كوفيد- 19».
ودعا سام ألاردايس (66 عاماً) المدير الفني لوست بروميتش ألبيون، بعد هزيمة فريقه القاسية أمام ليدز يونايتد بخماسية، إلى ضرورة اتخاذ رابطة الدوري قراراً عاجلاً بوقف المنافسات مؤقتاً، في ظل المعاناة من ازدياد حالات العدوى بفيروس «كورونا» المستجد.
وقال ألاردايس: «سلامة الجميع أكثر أهمية من أي شيء آخر... عند سماع أنباء بأن السلالة الجديدة من الفيروس تنتقل بسرعة أكبر من الأولى، يفترض بنا فقط أن نفعل الصواب، وهو التوقف». وتابع: «أنا أبلغ من العمر 66 عاماً، وآخر شيء أريده هو الإصابة بعدوى (كوفيد)».
وأضاف: «كلما أجرينا الفحوص خلال هذا الأسبوع، ظهرت حالات إيجابية، يبدو أنها (العدوى) تزحف... بغض النظر عن جدية محاولاتنا وعدد مرات إجراء الفحوص، وكيفية ارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي، ما زلنا نشهد عديداً من حالات العدوى في جميع أنحاء البلاد».
وواصل: «إذا كان هذا (التوقف) سيساعد، فلنفعل ذلك، وليستمر الموسم لفترة أطول شيئاً ما».
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت فرض مزيد من القيود فيما يتعلق بجائحة «كورونا»، بعد 24 ساعة من تسجيل رقم قياسي في عدد الإصابات بالبلاد.
لكن منافسات الدوري الإنجليزي عكس كل البطولات الأوروبية، تشهد نشاطاً مكثفاً في فترة أعياد الميلاد ونهاية ديسمبر (كانون الأول) وتلتحم الأسابيع دون فاصل للراحة لا يتعدى 24 ساعة لبعض الفرق، كما حدث مع ولفرهامبتون الذي تلقى خسارة قاسية أمام مانشستر يونايتد بهدف في الوقت بدل الضائع، بعد يوم من مواجهته لتوتنهام التي انتهت بالتعادل 1- 1.
وسجل راشفورد هدف الفوز في الدقيقة (90+ 3) ليفك يونايتد عقدته أمام «الذئاب» بعدما فشل في الفوز عليه في المباريات الأربع السابقة في الدوري، منذ صعود الأخير إلى دوري الأضواء في عام 2018. وبفوزهم التاسع هذا الموسم، رفع مانشستر يونايتد رصيده إلى 30 نقطة بفارق نقطتين عن المتصدر وحامل اللقب ليفربول (قبل مواجهة الأخير مع نيوكاسل).
وأبدى النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد سعادته بقدرة فريقه على انتزاع الفوز الذي قرب فريقه كثيراً من القمة؛ لكنه أشار إلى أن ذلك ليس كافياً لترشيحهم للفوز باللقب. وأعرب سولسكاير عن تحفظه إزاء فرص يونايتد في نيل لقبه الأول في الدوري منذ 2013، في آخر مواسم مدربه السابق أليكس فيرغسون، وقال: «لا يمكننا أن نبالغ في التوقعات. حصلنا على مركز جيد في هذه اللحظة؛ لكن الموسم لم يصل حتى إلى منتصفه... إنه أول فوز أحققه في الدوري على ولفرهامبتون. لم تشهد هذه المواجهة عديداً من الأهداف؛ لكن بالنسبة لي خطوة كبيرة للأمام أن تفوز وأنت لا تلعب جيداً». وأضاف: «إنها نقطة تحدثنا عنها في اجتماع قبل بداية الموسم. لم نستطع حسم انتصاراتنا، وأهدرنا عديداً من النقاط في نهاية المباريات. هذا حدث كثيراً؛ لكن الآن الوضع يتغير وفزنا بنقاط في نهاية المباريات، وهذا جانب ذهني وبدني جيد يؤكد أننا لا نيأس». وأشار سولسكاير الذي سجل واحداً من أشهر الأهداف المتأخرة ليونايتد عندما فاز 2- 1 على بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999، إلى أن بناء فريق قادر على تحويل التعادلات إلى انتصارات مهمة صعبة.
وقال المدرب النرويجي البالغ من العمر 47 عاماً: «لدينا مجموعة الآن أكثر قدرة على التحمل من الناحيتين البدنية والذهنية. مررنا ببعض الفترات الصعبة في التدريبات، واللاعبون أصبحوا أكثر جاهزية».
وتابع: «الانتصارات تمنحك دفعة من الناحية الذهنية عندما تعرف أن بوسعك الفوز بمباريات في اللحظات الأخيرة. لم نقدم الأداء الذي أردناه؛ لكننا فزنا بمباراة أمام منافس صعب».
ويرى سولسكاير أن في ظل الضغط المتوالي للمباريات لا تنظر الفرق كثيراً للعرض الفني، بقدر الحصول على النقاط، ويونايتد مطالب بالتركيز على مباراته التالية مع أستون فيلا باستاد «أولد ترافورد» (غداً الجمعة) دون وقت للراحة.
في المقابل، أشار البرتغالي نونو أسبيريتو سانتو مدرب ولفرهامبتون إلى أن كرة القدم تظهر وجهها القاسي أحياناً، عندما تتعرض لهزيمة في وقت قاتل، وقال: «كرة القدم لعبة قاسية في بعض الأحيان... اللاعبون الشبان أبلوا بلاء حسناً؛ لكن المباراة تعلمك أن تتحلى بالتركيز حتى الدقيقة الأخيرة... إنه درس قاسٍ؛ لكننا سنتعلم منه».
وفي خضم جدول مزدحم بالمباريات، أجرى المدرب البرتغالي أربعة تغييرات على تشكيلته التي تعادلت 1- 1 مع توتنهام هوتسبير، السبت، وضمت أربعة لاعبين عمرهم 20 عاماً أو أقل.
وحُرم ولفرهامبتون من نقطة التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع، عندما اصطدمت تسديدة بالقدم اليسرى من ماركوس راشفورد بالمدافع مروان سايس وخدعت الحارس روي باتريشيو، لتسكن الشباك في الزاوية القريبة.
وبهذه النتيجة يحتل ولفرهامبتون المركز الـ12 برصيد 21 نقطة من 16 مباراة، وهو مدعو لمواجهة برايتون السبت.
وواصل آرسنال انتفاضته وحصد الانتصار الثاني توالياً في الدوري خلال 4 أيام، وكان على حساب برايتون بهدف وحيد سجله البديل الفرنسي ألكسندر لاكازيت، بعد 21 ثانية من نزوله أرض الملعب بالشوط الثاني.
وكان فريق «المدفعجية» قد وضع حداً لسلسلة من سبع مباريات من دون انتصار في الدوري، بفوز غالٍ ومهم على الجار والغريم اللندني تشيلسي في المرحلة السابقة (3- 1) ليخفف الضغط عن كاهل مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا.
ورفع آرسنال الذي عانى هذا الموسم من أسوأ انطلاقة له في الدوري منذ 1974- 1975 رصيده إلى 20 نقطة في المركز الثالث عشر، بعد انتصاره السادس، مقابل تعادلين وثماني هزائم. وقال أرتيتا: «الدواء الأفضل هو الانتصارات. عندما تفوز تختلف القصة، والصورة تبدو أفضل في الوقت الراهن». وكان الانتصار على تشيلسي بداية الأسبوع هو الأول لآرسنال منذ المرحلة السابعة أمام مانشستر يونايتد.
وعبر أرتيتا عن إعجابه بمستوى لاعب الوسط بوكايو ساكا الذي خرج في الدقائق الأخيرة يعرج؛ لكنه شدد على أهمية عدم توقع الكثير من اللاعب الصاعد الذي يبلغ 19 عاماً فقط. وشكل ساكا الذي هز الشباك خلال الفوز 3- 1 على تشيلسي السبت، تهديداً مستمراً على برايتون، وصنع هدف الفوز للاكازيت في الدقيقة 66.
ويتألق ساكا بشكل لافت، ما جعله ينضم للمنتخب الإنجليزي الذي خاض معه مباراته الأولى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكان نقطة ضوء في موسم آرسنال المضطرب.
وقال أرتيتا عن ساكا: «أود من الجميع التعامل بحذر معه، وتركه يتطور، وأعتقد أنه يتحسن بطريقة صحيحة وتحيط به المجموعة المناسبة لمنحه الثقة». وتابع: «تحتاج للنتائج من أجل الشعور بالثقة، وبعد الانتصارين أعتقد أن الجميع في مزاج جيد، والصورة تبدو أجمل الآن».
ويحل آرسنال ضيفاً على وست بروميتش ألبيون في الجولة القادمة السبت.
وحقق ليدز فوزه الثاني توالياً بانتصار كاسح بخماسية نظيفة على مضيفه وست بروميتش، ومدربه الجديد سام ألاردايس الذي فشل في تحقيق الفوز في مباراته الثالثة، بعدما خلف المقال الكرواتي سلافن بيليتش. ولخص هدف عكسي ساذج من رومان سويرز مدافع وست بروميتش يوماً تعيساً لفريقه المتعثر، ليفتح الطريق أمام انتصار ليدز العريض. وسجل الضيوف ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الأول، عبر إزجيان أليوسكي وجاك هاريسون ورودريغو، ثم أضاف الخامس في الشوط الثاني بتسديدة رائعة من رافينيا، ليحقق ليدز أكبر انتصار له في دوري الأضواء منذ فوزه 6- 1 في تشارلتون أثليتك في أبريل (نيسان) 2003.
وأكد هذا الفوز الكبير المهمة الهائلة التي يواجهها ألاردايس لإنقاذ بروميتش صاحب المركز قبل الأخير (8 نقاط) من الهبوط، بينما صعد ليدز للمركز الـ11 برصيد 23 نقطة. وقال ألاردايس: «شعرت بالصدمة لرؤية هذا الأداء المتواضع. يجب علينا العمل بجدية لتصحيح الأوضاع. عندما نفقد الكرة ونحاول الدفاع نصبح في مشكلة.
ستزداد الأمور صعوبة إذا لم نتمكن من تحقيق نتائج سريعة». وأضاف: «أمور مثل تلك يمكن أن تحدث. لم نتوقع المنافس؛ لكن عندما يحدث ذلك يتعين على اللاعبين استجماع قواهم ومواصلة القتال، وهو ما لم يحدث».
وسارت المباراة بين دفاع فريق ألاردايس وهجوم وحيوية فريق الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا؛ لكن لم يصمد أصحاب الأرض، ولم تكن له أي محاولات هجومية طوال المباراة تقريباً.
وقال بيلسا: «هيمنَّا على المباراة، وارتكبنا القليل من الأخطاء، لذلك لم ينجح المنافس في الاستفادة من أي شيء. هاجمنا باستمرار وكفاءة. كافة الأهداف منحتني السعادة. ومن المهم أيضاً لنا عدم اهتزاز شباكنا؛ لأننا تلقينا عديداً من الأهداف خارج ملعبنا هذا الموسم».
يونايتد قفز للمركز الثاني ويواجه أستون فيلا غداً من دون وقت للراحة
ليدز يتألق... وآرسنال يواصل صحوته... وألاردايس يطالب بوقف الدوري الإنجليزي في ظل تفشي إصابات «كورونا»
يونايتد قفز للمركز الثاني ويواجه أستون فيلا غداً من دون وقت للراحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة