«الحوكمة الرياضي» يوصي بأفضل الممارسات العالمية لتحقيق «رؤية 2030»

خبراء في القانون والنزاهة أكدوا أهمية إصدار التشريعات واللوائح لتعزيز «الشفافية»

حضور كبير من خبراء على مستوى العالم في مؤتمر الحوكمة والنزاهة (الشرق الأوسط)
حضور كبير من خبراء على مستوى العالم في مؤتمر الحوكمة والنزاهة (الشرق الأوسط)
TT

«الحوكمة الرياضي» يوصي بأفضل الممارسات العالمية لتحقيق «رؤية 2030»

حضور كبير من خبراء على مستوى العالم في مؤتمر الحوكمة والنزاهة (الشرق الأوسط)
حضور كبير من خبراء على مستوى العالم في مؤتمر الحوكمة والنزاهة (الشرق الأوسط)

خرج المؤتمر الدولي للحوكمة والامتثال لتعزيز النزاهة الذي أقيم في السعودية على مدى يومين متتاليين بتوصيات عدة، بعد نقاش مجموعة من الخبراء والمهتمين بالحوكمة والنزاهة في الوسط الرياضي، تمثلت في تعزيز ممارسة الحوكمة والامتثال للنزاهة في المجال الرياضي وفق «رؤية 2030»، مع الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وأهمية إعداد وإصدار التشريعات واللوائح التي تعزز الشفافية والنزاهة في مؤسسات القطاع الرياضي تحقيقاً للرؤية.
وشهد المؤتمر مناقشة تحديات الحوكمة والنزاهة في المنظمات الرياضية، والحوكمة ومقاومة التغيير في المنظمات الرياضية، وحوكمة القطاع الرياضي مالياً، واستهداف المرأة في القطاع الرياضي، والتوافق والاختلاف بين الأنظمة الرياضية العالمية والمحلية للدول، والنزاهة والشفافية في الهيئات الترويجية، وحوكمة الأنظمة الرياضية والقوانين المنظمة لها.
وشهد اليوم الأخير الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «حوكمة الأنظمة الرياضية والقوانين المنظمة لها»، برئاسة الدكتور محمد الشمري، واستعرض في بدايتها الروسي نيكولاي بيشن، المتخصص في القانون الرياضي الدولي، محور «التوافق والاختلاف بين الأنظمة الرياضية العالمية والمحلية للدول»، وقال: «هناك حاجة لدراسة أنواع الرياضة بالنسبة للطلاب، وأيضاً البحث في إدارة الفعاليات الرياضية والجانب التنفيذي لها، بالإضافة إلى التسويق الرياضي».
تلاها مناقشة نموذج مشروع القدية من خلال محور «النزاهة والشفافية في الهيئات الترويجية» الذي قدمه الدكتور أيمن الرفاعي، ثم تحدث مدير إدارة تطوير الأنظمة واللوائح في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد عبد الله القحطاني في المحور الخاص بـ«حوكمة الأنظمة الرياضية والقوانين المنظمة لها»، وأكد أن تطبيق الحوكمة في القطاع الرياضي يساهم بشكل فاعل في تعزيز الوضوح والشفافية، ويدعم ثقة أصحاب المصالح، ويسهم في الحد من وجود المخالفات والتجاوزات، وأضاف أن «الحوكمة لا يجب ولا يصح أن يدخل فيها الميول الرياضية، إذ يجب أن تكون الميول الرياضية بمنأى عن الأنظمة والقوانين».
وفي الجلسة الرابعة التي تحمل عنوان «تجارب الأندية السعودية مع الحوكمة»، أكد رئيس الجلسة الدكتور ماجد الأحمد، من الإدارة الرياضية في جامعة الملك سعود، أن هناك احتياجاً كبيراً للبحوث العلمية في الحوكمة، وتوقع أن تظهر بحوث قريبة في ذلك المجال. ثم ناقش بعدها مستشار وزير الرياضة المشرف على استراتيجية دعم الأندية، عبد العزيز المسعد، محور «لماذا الحوكمة؟ وماذا بعد؟» الذي يدور حول آلية تطبيق الحوكمة في الأندية الرياضية. وأكد المسعد أن الهدف من الحوكمة التي فرضتها وزارة الرياضة على الأندية من خلال «استراتيجية دعم الأندية» هو الوصول بها إلى الاستقرار المالي والإداري.
وأضاف: «بعد تعديل لائحة الأندية الرياضية أصبح لدينا خطط استراتيجية لـ36 نادياً، بالإضافة لوجود رؤساء تنفيذيين بدوام كامل، وهذا يحدث لأول مرة»، وأوضح أن من أبرز الإنجازات خلال الفترة الماضية في الأندية ارتفاع الحوكمة بنسبة 33 في المائة، واستحداث 784 وظيفة إدارية بدوام كامل.
وتحدث معضد العجمي، نائب الرئيس المستشار العام للشؤون القانونية في شركة الاتصالات السعودية، عن تجربة القطاع الخاص في الحوكمة والالتزام، وقال: «أهمية الحوكمة تكمن في دعم وتمكين الكيانات والمنظمات لتحقيق تقييم مالي»، وأضاف: «الحوكمة عنصر أساسي لا يتجزأ من الاستدامة في الأعمال، وكذلك في تقارير الاستدامة».
ومن جهته، أكد عبد الله حماد، مدير عام معهد إعداد القادة، أن دعم القيادة السعودية للقطاع الرياضي أسهم في تطورها وانتشارها في مختلف الأوساط. كما قدم شكره وتقديره لوزير الرياضة على توجيهاته ودعمه المتواصل لبرامج وفعاليات المعهد التي كان آخرها المؤتمر الدولي للحوكمة.
وأكد حماد أن المؤتمر يملك أهمية كبيرة للعاملين في القطاع الرياضي والمنظمات، نظراً لتوافق موضوعاته مع الإجراءات التي اتخذتها وزارة الرياضة في حوكمة الأندية المنبثقة من استراتيجية الدعم الحكومي، وذلك من خلال وجود نخبة متحدثين متخصصين دوليين في هذا المجال، مشيراً إلى أن المؤتمر خرج بعدد من التوصيات، تمثلت في تعزيز ممارسة الحوكمة، والامتثال للنزاهة في المجال الرياضي وفق «رؤية 2030»، مع الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وأهمية إعداد وإصدار التشريعات واللوائح التي تعزز الشفافية والنزاهة في مؤسسات القطاع الرياضي تحقيقاً لـ«رؤية 2030» التي تبنتها المملكة العربية السعودية، وإنشاء هيئة مستقلة تشرف على الحوكمة والنزاهة للمؤسسات العاملة في المجال الرياضي، وإعداد خطة وإصدار كتيبات تهدف لنشر ثقافة الحوكمة والنزاهة في مؤسسات القطاع الرياضي، وإنشاء نظام لتقويم أعمال الحوكمة والنزاهة في المؤسسات الرياضية، وعقد اللقاءات الدورية بين مختلف مكونات المنظومة الرياضية لمناقشة وتأكيد مفاهيم الحوكمة والنزاهة، وتطوير الأنظمة واللوائح، وإشراك كليات علوم الرياضة وأقسامها في تقييم مستوى تطبيق الحوكمة والنزاهة، ودعوة أصحاب المصلحة للمشاركة، وتفعيل دور وسائل الإعلام في توعية المجتمع ونشر ثقافة الحوكمة، ووضع استراتيجية طويلة المدى تهدف لتطبيق الحوكمة والنزاهة في مؤسسات القطاع الرياضي التي تقرر أن يستفيد منها جميع المشاركين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».