انطلاق مؤتمر «ريوايرد إكس» لإعادة صياغة التعليم عالميا

ضم المؤتمر وزراء تعليم ومتحدثين بارزين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية (الشرق الأوسط)
ضم المؤتمر وزراء تعليم ومتحدثين بارزين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق مؤتمر «ريوايرد إكس» لإعادة صياغة التعليم عالميا

ضم المؤتمر وزراء تعليم ومتحدثين بارزين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية (الشرق الأوسط)
ضم المؤتمر وزراء تعليم ومتحدثين بارزين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية (الشرق الأوسط)

يسعى مؤتمر ريوايرد إكس الافتراضي وهو من المبادرات الرئيسية التابعة لمنصة ريوايرد التعليمية العالمية، والتي انطلقت رسمياً خلال الاجتماع الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث كيفية تطبيق تغييرات بعيدة المدى في قطاع التعليم ومواكبة التحديات التي فرضتها أزمة «كوفيد - 19».
وانطلق المؤتمر اليوم (الثلاثاء) بمشاركة عدد من قادة قطاع التعليم والوزراء والمسؤولين من 40 دولة إلى جانب منظمات غير حكومية متخصصة، حيث سيتولى قيادة جهود المؤتمر جوردن براون، رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي حالياً؛ وجوليا جيلارد، رئيسة وزراء أستراليا السابقة ورئيسة مجلس إدارة الشراكة العالمية للتعليم بأستراليا؛ وهنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسيف؛ وطارق فانسي، الرئيس التنفيذي للاستثمار المستدام في شركة بلاك روك ومؤسس مبادرة رومي.
ويشكّل ريوايرد إكس منصة رئيسية للانطلاق في جهود التغيير الجماعية طويلة الأمد في مجال التعليم، حيث يهدف المؤتمر إلى نشر الدروس المستفادة من «كوفيد - 19» على مستوى العالم. كما سلط المؤتمر الضوء على أهمية التواصل بهدف دعم فاعلية التعلّم عن بعد، وبالتالي توفير إمكانية التعلم أمام الجميع.
وقال الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء إن أهمية «ريوايرد إكس» أنه مؤتمر يجمع وزراء التعليم ومتحدثين رفيعي المستوى من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعين العام والخاص من جميع أنحاء العالم.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن قادة التعليم العالمي والمتحدثين سيجتمعون معا للتمعن في الدروس المستفادة هذا العام، بالإضافة إلى إعادة النظر في الافتراضات حول التعلم عن بعد وإغلاق المدارس، وضرورة توفير الاتصال عبر الإنترنت، علاوة على تسليط الضوء على الواقع الجديد الذي يتبع عالم ما بعد جائحة «كوفيد - 19» في مجال التعليم والتعلم.
وتابع «نأمل أن يكون مؤتمر ريوايرد إكس هو نقطة الانطلاق للمشاركة والتعاون على المدى الطويل حول طرق جديدة للمضي قدما، فضلا عن كونه بمثابة عد تنازلي لقمة ريوايرد، التي ستُعقد في (إكسبو 2020 دبي) في الفترة ما بين 12 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، لهدف رئيسي ألا وهو تغيير مشهد التعليم حول العالم».
وبين أن «جائحة (كوفيد - 19) كان لها تأثير عميق على التعليم من خلال إغلاق المدارس في كل مكان تقريبا، مما تسبب في أكبر صدمة متزامنة لجميع أنظمة التعليم في حياتنا، وفي وقت يشهد العالم فيه اضطرابا واسع النطاق، علينا إعادة تشكيل وصياغة التعليم أكثر من أي وقت مضى. وتجدر الإشارة إلى أن التعليم لم يتغير منذ 150 سنة، أي منذ بداية الثورة الصناعية الأولى، حيث نلاحظ أنه رغم التقدم الهائل الذي تم إحرازه في التكنولوجيا ومجالات أخرى، لم يتغير الكثير عندما يتعلق الأمر بكيفية رؤيتنا للتعلم وكيف نصمم بيئات تعليمية جديدة».
ولفت «نحن الآن على بعد 10 سنوات من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإن لم نقدم الدعم اللازم فلن يكون بوسعنا تحقيق هذه الأهداف. وعليه، يجب تظافر الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة العالمية التي من شأنها أن تحدث تغييراً جذرياً في مجال التعليم، علينا أن نضع أن التعليم والتعلّم في صميم التنمية البشرية والاستثمار، إلى جانب طرح حلول وابتكارات جديدة لمستقبل التعليم من خلال تعزيز فرص التعاون بين الشركاء الجدد وغير التقليديين، علاوة على الجمع بين المنصات والشراكات الحالية لتعزيز تأثيرها».
وقال الدكتور القرق: «من خلال نهج متاح وتعاوني علينا رفع أصوات الشباب كداعمين للتقدم في سياسات وممارسات التعليم لضمان أنظمة أكثر ملاءمة ومرونة تستجيب للأولويات والواقع المحلي».
ومن المؤكد أن قطاع التعليم يواجه العديد من الأزمات حتى قبل انتشار (كوفيد - 19)؛ إذ يفتقر 617 مليون طفل إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب. ومن المتوقع ألا يتمكن 200 مليون طفل من الحصول على التعليم، وأنّ 60 في المائة فقط سيكملون تعليمهم الثانوي بحلول عام 2030».
ويعتقد الخبراء أن إغلاق المدارس وإيقاف تعليم الأطفال على نطاقٍ واسع بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد سيزيد من حدة التفاوت في فرص الحصول على التعليم، حيث ستنخفض فرص التعليم المتاحة أمام الفتيات وسكان المناطق الريفية وأصحاب الهمم واللاجئين والنازحين.
ويمهّد المؤتمر الافتراضي هذا العام لقمة ريوايرد المرتقبة في ديسمبر 2021 التي تندرج ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي، حيث ستركز على ثلاث قضايا رئيسية في القطاع وهي الشباب ومهارات المستقبل، والابتكار في التعليم، وتمويل التعليم. وستحدد القمة مجموعة من الأهداف للوصول إلى تعليم عادل وجيد في جميع أنحاء العالم، وعرض الابتكارات القابلة للتطوير من جميع البلدان المشاركة بهدف الاتفاق حول الالتزامات الرئيسية الكفيلة بالارتقاء بتعليم الشباب وقدرتهم على تحقيق دخل مناسب في السنوات العشر المقبلة.
ومبادرة «ريوايرد» التي تعتبر ثمرة تعاون بين دبي العطاء وإكسبو 2020 دبي بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات، وبالشراكة مع الأطراف الفاعلة الدولية تهدف إلى استعادة الدور التأسيسي للتعليم لتحقيق الأهداف العالمية.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.