السيسي بالإمارات في أول زيارة رسمية بعد تسلمه الرئاسة في مصر

يحضر قمة الطاقة.. وأبوظبي دعت أمير قطر

الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبو ظبي أمس (وام)
الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبو ظبي أمس (وام)
TT

السيسي بالإمارات في أول زيارة رسمية بعد تسلمه الرئاسة في مصر

الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبو ظبي أمس (وام)
الشيخ محمد بن زايد لدى استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبو ظبي أمس (وام)

ينتظر أن يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة له إلى الإمارات، في «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، اليوم الأحد في أبوظبي، والتي تستغرق يومين، حيث يشارك في القمة المنعقدة ضمن أسبوع أبوظبي للطاقة المستدامة، والذي انطلقت أعماله يوم أمس في العاصمة الإماراتية، في الوقت الذي رجحت فيه مصادر أن تكون مشاركة الرئيس السيسي خلال الجلسة الرئيسية يوم غد الاثنين.
وتكتسب الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري إلى الإمارات للمشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، وذلك تلبية لدعوة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية خاصة عطفا على العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقة في العمل السياسي المشترك في ملفات الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان ولي عهد أبوظبي قد وجّه دعوة إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، لحضور افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل، وفق ما أوردت وكالة الأنباء القطرية «قنا» الاثنين الماضي، ولم تعلن قطر حتى الآن إن كان الشيخ تميم سيشارك في القمة أم لا، في الوقت الذي يتوقع أن تشهد فيه قمة ثلاثية بين مصر والإمارات وقطر في حال مشاركة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة العالمية.
وبحسب رئاسة الجمهورية المصرية في القاهرة فإن زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات تشكل مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها الإمارات قيادة وشعبا إزاء مصر، ووقوفها بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران)، وذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ومتابعة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتسعى الإمارات إلى توفير المتطلبات التنموية في مصر، والتي تركز على البنية التحتية لدورها في دعم الاقتصاد الوطني والنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والتنموية.
وكان الشيخ محمد بن زايد أكد في زيارته الأخيرة إلى القاهرة أن «وقفة الإمارات مع مصر وقفة أخ لأخيه، وهي نابعة من محبتنا لمصر وليس كرها في أحد. مصر غالية علينا، ومهمة لنا جميعا، وهي نقطة اتزان في العالم العربي، ومهمتنا ومهمة إخواننا وأشقائنا بل ومهمة العاقل في العالم العربي هي الحفاظ على هذا البلد». وقال «إن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف والتفاف جميع أطياف الشعب المصري نحو العمل معا أكثر من أي وقت مضى، من أجل التنمية الشاملة في مصر، من خلال دعم الجهود الحكومية والبرامج الوطنية»، مؤكدا أن تضافر جهود كل أبناء مصر هو الكفيل بمواجهة التحديات وبتجاوز مصر لأوضاعها الحالية نحو استقرار البلاد وبناء وتنمية مصر المستقبل.
من جانبه، وصف إيهاب حمودة، سفير المصري لدى الإمارات، الموقف القوي للإمارات بـ«الداعم لمصر بلا حدود» منذ قيام ثورة 30 يونيو، والذي أسهم في إنجاح ثورة الشعب المصري وتثبيت أركانها، وكذلك زاد من قدرة الدولة المصرية على الصمود أمام التحديات الخارجية والداخلية وقدرتها أيضا على محاربة الإرهاب. وأكد سعي البلدين إلى توثيق أوصال روابط الأخوة القائمة على إدراك الطرفين لأهمية التضامن والعمل العربي المشترك، ولذلك اتسمت العلاقات المصرية الإماراتية بتواصل مستمر بين البلدين وكبار مسؤوليهما قائم على التعاون المشترك والاستثمارات المتبادلة.
وتدعم الإمارات عددا من المشاريع التنموية في مصر، وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، إن هذه المشروعات هي ثمرة رؤية طموحة للمستقبل، وأمل مبني على أساس من الجد والصدق في العمل، ونتاج طاقة إيجابية بناءة تعرفها جيدا الإمارات كونها تمثل إحدى الركائز الأساسية في بناء الدولة.
وعن الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر أمام القطاع الخاص الإماراتي، أكد الجابر توافر العديد من الفرص الممتازة المتاحة ضمن سياق الخطة المصرية الطموحة لتنمية اقتصادها، وأن الدولة المصرية تعمل على حشد كل المحفزات والقوانين المستقطبة للاستثمار والجاذبة له، حيث وجه دعوة للقطاع الخاص الإماراتي لمتابعة تلك الفرص والنظر في الخيارات المتاحة، كما دعاه للدخول في شراكة مع نظيره المصري للمشاركة بإيجابية وفعالية في تنمية الاقتصاد المصري والتوصل إلى حلول مستدامة تكفل تعزيز معدلات التنمية والحفاظ على مكتسباتها في مصر على المديين المتوسط والبعيد.
ودعا المجتمع الاستثماري المحلي والعربي والعالمي إلى المشاركة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيقام في شرم الشيخ في مارس (آذار) المقبل للاستفادة من الفرص الاستثمارية المهمة التي ستطرحها الحكومة المصرية والتي تسهم في تنمية الاقتصاد المصري وتحقيق عوائد اجتماعية مهمة. وقال «إن المشاريع التنموية الإماراتية في مصر محكومة بجدول زمني محدد وواضح المعالم ومتفق عليه»، موضحا أن بعض المشاريع قد تم الانتهاء منها وتسليمها بالفعل إلى الحكومة المصرية خاصة الإسكانية منها.
وفي جانب آخر، أعلن سلطان الجابر، خلال الجلسة الافتتاحية أمس لأعمال الاجتماع الخامس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، والتي تقام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أنه سيتم إطلاق خمسة مشاريع جديدة هذا العام من خلال التمويل الميسر الذي يوفره صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة 57 مليون دولار، تضاف إلى ذلك أربعة مشاريع جديدة ضمن المنح التي تقدمها الإمارات لجزر المحيط الهادي. وتشهد الدورة الخامسة للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة مشاركة ما يفوق 150 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث سيناقش المجتمعون ما حققته الوكالة خلال العام الماضي وجدول أعمالها للعام المقبل. وتعد «آيرينا» أول منظمة دولية تتخذ مقرها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستضيف أبوظبي مقر الوكالة، والذي يجري العمل على تشييده. ويبلغ العدد الإجمالي للدول المسجلة في الوكالة 170 دولة، منها 138 عضوا كاملا و33 دولة تعمل على استكمال إجراءات العضوية والمصادقة على الوثائق المطلوبة.
وكان الرئيس السيسي قد وصل في وقت متأخر من يوم أمس إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وكان في استقباله الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مطار الرئاسة في أبوظبي. وستجري اليوم مراسم استقبال رسمي بقصر المشرف، ويرافق الرئيس المصري وفد وزاري رفيع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.