الجزائر: «تنسيقية الحريات» المعارضة تصف إجراءات تقشف الحكومة بالارتجال

قرار استخراج الغاز الصخري بعد انهيار أسعار النفط يثير سخط سكان الجنوب

الجزائر: «تنسيقية الحريات» المعارضة تصف إجراءات تقشف الحكومة بالارتجال
TT

الجزائر: «تنسيقية الحريات» المعارضة تصف إجراءات تقشف الحكومة بالارتجال

الجزائر: «تنسيقية الحريات» المعارضة تصف إجراءات تقشف الحكومة بالارتجال

قالت «تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي» بالجزائر، إن إجراءات ترشيد النفقات التي اعتمدتها الحكومة بسبب انهيار أسعار النفط وانخفاض إنتاجه: «لا تعدو كونها ترقيعية وارتجالية»، وطالبت «بصياغة رؤية تنموية شاملة تُخرج البلد من مخاطر التبعية للمحروقات».
وذكرت «التنسيقية»، التي تضم أبرز أحزاب وشخصيات المعارضة، في بيان أمس أن «الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي خطير، لا سيما بعد تراجع إنتاج البترول وأسعاره، وهو ما حذرنا من تداعياته في أغلب بياناتنا منذ التأسيس»، في يونيو (حزيران) الماضي، كرد فعل على إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة.
وتناول البيان حركة الاحتجاج الكبيرة التي تعرفها مناطق الجنوب الكبيرة، بسبب بدء تجارب لاستغلال الغاز الصخري، إذ قال أصحاب الوثيقة بأنهم يدعمون «حركية المجتمع المدني والمواطنين بالجنوب الجزائري، الرافضين قرار الحكومة بالشروع في استغلال الغاز الصخري في عين صالح». وأضاف البيان موضحا أن «التنسيقية تُحَيي سكان الجنوب الجزائري على وعيهم بمخاطر هذا القرار، وحرصهم على مصلحة الأجيال في الحاضر والمستقبل، وتقف إلى جانبهم حتى التوقيف النهائي للحفر، ولو كان تجريبيا».
وتم إصدار البيان عقب اجتماع قادة «التنسيقية» أول من أمس، بمقر «حركة النهضة» الإسلامية بالعاصمة، ووقعه رئيس الحكومة سابقا أحمد بن بيتور، وقادة «جبهة العدالة والتنمية» (إسلامي)، وحزب «جيل جديد» (ليبرالي)، وحزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» (علماني)، و«حركة مجتمع السلم» (إسلامي)، إلى جانب حركة «النهضة».
وينتمي لنفس التكتل المعارض شخصيات سياسية وقادة أحزاب آخرون، يعدَون من أشدَ خصوم الرئيس بوتفليقة، الذي أصبح نادرا ما يظهر بسبب تبعات الإصابة بجلطة في الدماغ، أقعدته على كرسي متحرك منذ أبريل (نيسان) 2013.
وذكر البيان أن استخراج الغاز الصخري بمنطقة عين صالح بالصحراء، حيث ستبدأ أشغال الحفر قريبا: «لن يلبي في أحسن الظروف إلا قسطا صغيرا من الطلب الداخلي، نظرا لعدم وجود جدوى اقتصادية حقيقية لاستغلاله». ولاحظ المعارضون أن الحكومة اتخذت قرار الحفر «من دون دراسة خاصة بالمنطقة، وحتى من دون اجتماع المجلس الأعلى للطاقة».
وأضاف البيان أن المعارضة ترفض استخراج الغاز الصخري في الجنوب «من باب المحافظة على البيئة، ذلك أن سكان هذه المناطق عانوا ولا يزالون يعانون من الآثار السلبية للتجارب النووية (الفرنسية)، التي أجريت منذ أكثر من 6 عقود، وبالتالي فإن لديهم وعيا كبيرا في كل ما يخص البيئة. وللتذكير فإن من أكبر ثروات منطقة عين صالح هي وفرة المياه الجوفية، التي عرفت تحويلا قويا لها إلى مناطق أخرى على مسافات طويلة، من دون دراسة بيئية ومن دون استشارة السكان المحليين».
وتحدث البيان عن «وجود دراسات عالمية ذات مستوى عِلمي رفيع، تحذر من الآثار السلبية لاستغلال الغاز الصخري». كما جدد أصحاب البيان طلبهم إنشاء «هيئة مستقلة» للإشراف على الانتخابات.
وتتهم المعارضة وزارة الداخلية، بـ«تزوير الاستحقاقات لفائدة مرشحي النظام»، سواء تعلق الأمر بانتخابات برلمانية أو رئاسية، وترى أن بوتفليقة «جاء عن طريق التزوير» في آخر موعد انتخابي.
وكانت «التنسيقية» قد طالبت في وقت سابق بانتخابات رئاسية مبكرة، بذريعة أن بوتفليقة عاجز عن تسيير دفة الحكم بسبب المرض. أما ما يسمى بـ«أحزاب الموالاة» التي تدعم الرئيس، فتقول إن «من يريد خلافة بوتفليقة، ما عليه إلا انتظار عام 2019»، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة المقبلة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».