ليبيا: حكومة الثني تتهم تنظيمات متطرفة بالهيمنة على العاصمة طرابلس بعد نشر صور «لرجال الحسبة»

حوار جنيف يستأنف الأسبوع المقبل لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية

برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى عضو مجلس النواب الليبي وأحد المشاركين في حوار جنيف محمد شعيب (أ.ب)
برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى عضو مجلس النواب الليبي وأحد المشاركين في حوار جنيف محمد شعيب (أ.ب)
TT

ليبيا: حكومة الثني تتهم تنظيمات متطرفة بالهيمنة على العاصمة طرابلس بعد نشر صور «لرجال الحسبة»

برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى عضو مجلس النواب الليبي وأحد المشاركين في حوار جنيف محمد شعيب (أ.ب)
برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى عضو مجلس النواب الليبي وأحد المشاركين في حوار جنيف محمد شعيب (أ.ب)

أعلنت الأمم المتحدة أن الفصائل الليبية اتفقت على استئناف مفاوضات تدعمها في جنيف الأسبوع المقبل لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، لكن نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، اتهم البعثة الدولية في ليبيا مجددا بالتسرع في طرح أسماء المحاورين ومكان انعقاده قبل عرض الأمر عليه.
وأعلن أبو سهمين أن المؤتمر قبل محاورة أطراف ليبية بعد حكم المحكمة الدستورية العليا تخالفه الرأي إلا أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لم تتقيد بآلية الحوار وما تم الاتفاق عليه، معتبرا أن البعثة الأممية تسرعت بالاتصال بالأطراف من غير تقديم قائمة نهائية بهم للفريق المكلف من المؤتمر ودون أي اتفاق على جدول الأعمال وهو ما ينبئ، بحسب قوله، بإمكانية فشل الحوار أو عدم توصله لنتائج حقيقية يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
وأعلن أن المؤتمر سيواصل جهوده في دعوة الأمم المتحدة لاستدراك ما وقع من أخطاء، وتصحيح مسار بدء الحوار ليكون مثمرا بعيدا عن الاستعجال وفرض الآراء.
وجاءت تصريحات أبو سهمين في خطاب متلفز مساء أول من أمس قبل مغادرته طرابلس إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة عمل لم يسبق الإعلان عنها رسميا من قبل تستغرق 3 أيام.
ونقلت وكالة الأنباء الموالية للبرلمان السابق أن أبو سهمين الذي يقود وفدا برلمانيا ووزاريا سيبحث مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سبل دعم ليبيا ومواجهة المشاكل الاقتصادية والأمنية وتعزيز الحوار.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في بيان في وقت مبكر من صباح أمس اتفاق المشاركين في الحوار السياسي الليبي على العودة إلى جنيف الأسبوع المقبل لإجراء جولة جديدة من الحوار بعد إجراء المشاورات الضرورية.
وعبرت البعثة والمشاركون عن أملهم في أن يشارك في محادثات الأسبوع المقبل كل الممثلين الذين وجهت إليهم الدعوة بما في ذلك من لم يحضروا هذه الجولة.
وقالت البعثة إن تشكيل حكومة وحدة وطنية بات على جدول الأعمال بالإضافة إلى سحب الميلشيات المسلحة من داخل المدن، مشيرة إلى أن جلسات موازية ستعقد أيضا لضمان تحقيق الأمن والاستقرار.
ووصف الاتحاد الأوروبي محادثات جنيف بأنها «الفرصة الأخيرة» لحل الأزمة الليبية. واندلع صراع على السلطة بين كتائب متنافسة تضم مقاتلين سابقين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي.
وتهدف محادثات الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة ووقف القتال ووضع البلاد على مسار الديمقراطية من جديد. إلى ذلك، أعلنت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني أنها تواجه مجموعات هي امتداد لتنظيمات متطرفة، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بواجبه في مساعدة الدولة الليبية في حربها على الإرهاب من خلال رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي وتقديم المشورة الفنية والتقنية له لكي يقوم بواجبه في مكافحة التطرف والإرهاب وحماية أمن البلاد والمحيط الإقليمي والسلام الدولي.
وأوضحت الحكومة في بيان أصدرته أمس أنه يوما بعد يوم يتأكد ما حذرت منه ونبهت إليه من أن العاصمة الليبية طرابلس بعد الهجوم عليها من ميلشيات ما يسمى بفجر ليبيا المسلحة وبعد قتل وتشريد أبناء المدينة، قد كشفت عن حقيقتها على الملأ.
ولفتت إلى ما نشر مؤخرا عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بشأن ظهور جماعات تطلق على نفسها اسم «الحسبة» وترفع علم تنظيم القاعدة وهي تتجول في شوارع طرابلس وتقوم بالاعتداء على المحلات التجارية وإرهاب أصحابها بحجة مخالفة الشرعية الإسلامية في محاولة منها لفرض رأيها بقوة السلاح.
وحذر المصرف، من أن البلاد ستشهد عجزا حادا في الموازنة في العام الحالي ما لم يتم وبشكل عاجل اتخاذ إجراءات فورية لترشيد الإنفاق.
كما حذر من «تداعيات وانعكاسات سلبية مباشرة على المالية العامة واحتياطيات الدولة من النقد الأجنبي»، معترفا بذلك بشكل غير مباشر بأن البلاد تواصل الإنفاق من احتياطاتها من العملات الصعبة لتعويض النقص في العوائد النفطية.
ويشكل النفط في ليبيا مصدر 96 في المائة من إيرادات البلاد وقد تدهور إنتاجه هذا العام بسبب أزمات عدة شهدتها موانئ التصدير آخرها احتراق الخزانات في مرفأ السدرة فيما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» الشهر الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.