نصر الله يقر باختراق المخابرات الاسرائيلية لحزبه

جنبلاط يستنكر هجوم أمين عام حزب الله على البحرين

حسن نصر الله
حسن نصر الله
TT

نصر الله يقر باختراق المخابرات الاسرائيلية لحزبه

حسن نصر الله
حسن نصر الله

أقرّ «حزب الله» اللبناني، أمس، أنه اعتقل مسؤولا كبيرا في الحزب اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يمتلك منذ عام 2006 صواريخ إيرانية من طراز «فاتح - 110» التي يمكن أن تطال كل مناطق إسرائيل، وهو ما أثار وسائل إعلام إسرائيلية بما يتخطى الاعتراف بوجود العميل.
وكانت مصادر من الحزب، كشفت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن اكتشاف «حزب الله» واحدا من أخطر العملاء الذين جندتهم إسرائيل، وكان مسؤولا عن إحباط عمليات كان يخطط الحزب لتنفيذها خارج لبنان ضد مصالح إسرائيلية، انتقاما لمسؤوله العسكري، عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في عام 2008.
وأكد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، في مقابلة مع قناة «الميادين» المقربة من «حزب الله»، اكتشاف شخص مسؤول «تم تجنيده واختراقه من قبل الاستخبارات الأميركية ثم الإسرائيلية»، نافيا في الوقت نفسه أن يكون العميل الذي كشف عنه خلال الأسابيع الماضية، مسؤولا عن حمايته أو عن الوحدة الصاروخية في الحزب، مشيرا إلى «مبالغات كثيرة أحيطت بتناول الموضوع». وقال: «هو ليس مسؤول وحدة، وهو ليس نائب مسؤول وحدة.. هو في وحدة من الوحدات الأمنية التي لها طابع حساس.. هو مسؤول قسم من هذه الأقسام.. هو لوحده اكتشفنا أنه مخترق من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتم توقيفه واعترف بكل ما أعطى من معلومات وحجم المساهمة التي كانت بينه وبين الإسرائيليين».
وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» نقلت أواخر ديسمبر الماضي، عن مصدر مطلع على التحقيق مع العنصر، أن «(حزب الله) أوقف قبل 3 أشهر أحد مسؤوليه بتهمة العمالة لإسرائيل»، وأشار إلى أن الموقوف أفشل «عمليات أمنية» خارجية للحزب ضد مصالح إسرائيلية. وأوضح المصدر للوكالة أن «جهاز الأمن في (حزب الله) أوقف قبل 3 أشهر عميلا ضمن صفوفه يدعى محمد شوربة»، يتحدر من بلدة محرونة الجنوبية، مضيفا أن «التحقيقات مع شوربة بينت أنه بدأ التواصل مع الموساد الإسرائيلي في عام 2007».
وأشار المصدر إلى أن شوربة «يتولى مسؤولية التنسيق في وحدة العمليات الخارجية المرتبطة بالأمن العسكري للمقاومة، التي تعرف بالوحدة 910»، وهي المسؤولة عن «العمليات الأمنية» التي ينفذها «حزب الله» في الخارج.
وقال نصر الله، مساء أول من أمس: «بالنسبة لنا في هذا الملف بعد 32 سنة من عمل المقاومة وتطورها ونحن نعرف أن الجهد الأمني بالنسبة للإسرائيلي هو جزء مركزي وأساسي وله أولوية مطلقة، ومع اتساع بنية (حزب الله) وتنوعها واتساعها الكبير أفقيا وعموديا، هذا لا يجب أن نتعاطى معه على أنه طبيعي، ولكنه طبيعي. الحزب يجب أن يبقى يتعاطى أن هذا ليس طبيعيا ويجب ألا نسمح بأي اختراق في جسمنا لا بكادر صغير ولا بكادر كبير».
وعلى صعيد آخر استهجن رئيس «اللقاء الديمقراطي» الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط هجوم أمين عام حزب الله حسن نصر الله على البحرين.ودعا جنبلاط إلى العودة إلى «وثيقة بسيوني التي تشكل المدخل الصحيح لحل الأزمة القائمة في البحرين التي لن تحل إلا بالحوار والتفاهم والتوافق الداخلي والمصالحة الوطنية».
واعتبر جنبلاط أنه «بصرف النظر عن آراء القوى السياسية اللبنانية في تطورات الواقع البحريني، إلا أنه من الضروري الأخذ في الاعتبار أن مئات الآلاف من اللبنانيين يقيمون في دول الخليج ويسهمون مساهمة فاعلة في مجتمعاته ويستفيدون من خيراته وحتى أن التحويلات المالية الكبيرة لهؤلاء اللبنانيين إلى ذويهم في لبنان تلعب دورا هاما في الصمود الاقتصادي اللبناني»، لافتا إلى أنه «من غير المفيد على الإطلاق إصدار مواقف سياسية في هذه المرحلة الحساسة لا تراعي هذا الأمر».
بدوره، دافع وزير الداخلية نهاد المشنوق عن مواقف دولة البحرين، واعتبر في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس أنه من الواجب أن «نتمتع بالجرأة للاعتذار من البحرينيين، وترك اللبنانيين بعيدا عن الأزمة»، مشددا على أهمية الحفاظ على مصالح أبناء الجاليات اللبنانية في دول الخليج.وشدد المشنوق على أن «حديث حسن نصر الله عن البحرين يمثل جمهوره فقط، ولا يمثل اللبنانيين والحكومة اللبنانية»، مشيرا إلى أن «نصر الله هو زعيم لمجموعة سياسية فقط».وانتقد وزراء الخارجية العرب في بيان مساء الخميس ما وصفوها «التصريحات العدائية»، التي أطلقها نصر الله بشأن الوضع في البحرين، خلال الكلمة التي ألقاها قبل نحو أسبوع لمناسبة المولد النبوي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.