دراسة: حرص الأطفال على العطاء يعود عليهم بالنفع

متطوعة تعانق أحد الأطفال في مركز رعاية بالبرازيل (أ.ف.ب)
متطوعة تعانق أحد الأطفال في مركز رعاية بالبرازيل (أ.ف.ب)
TT

دراسة: حرص الأطفال على العطاء يعود عليهم بالنفع

متطوعة تعانق أحد الأطفال في مركز رعاية بالبرازيل (أ.ف.ب)
متطوعة تعانق أحد الأطفال في مركز رعاية بالبرازيل (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة أجرتها «جامعة كاليفورنيا ديفيز»، أن الأطفال الذين اكتسبوا الحب والرأفة والتعاطف من أمهاتهم قد يكونون أكثر استعداداً لتحويل أفكارهم إلى أفعال من خلال التعامل بكرم مع الآخرين.
وفي دراسات ميدانية، أظهر الأطفال الذين خضعوا للدراسة، وهم في الرابعة والسادسة من العمر، استعداداً أكبر لإعطاء العملات الرمزية التي حصلوا عليها لأطفال خياليين يعانون الحاجة، وذلك في حالتين: إذا ما أظهروا تغييرات جسدية عندما أتيحت لهم فرصة المشاركة، وكانوا قد مروا بحياة إيجابية مع الوالدين شكلت هذا الحنان.
وقال بول هاستينغز، أستاذ علم النفس في «جامعة كاليفورنيا ديفيز»، وهو أيضاً المشرف على طالب الدكتوراه الذي قاد الدراسة: «في كلتا الفئتين من العمر، كان الأطفال ذوي التنظيم الفسيولوجي الأفضل والأمهات اللواتي أعربن عن حب ورأفة أقوى، أكثر احتمالاً للتبرع بما نالوا».
وقال الباحثون في الدراسة: «قد تطور الأمهات الحنونات علاقات وثيقة عاطفياً مع أطفالهن، وقد يقدمن أيضاً مثالاً مبكراً للتوجه الاجتماعي الإيجابي لاحتياجات الآخرين».
ونشرت الدراسة دورية «فرانتيرز إن سيكولوجي: إيموشن ساينس». وبالإضافة إلى مراقبة نزوع الأطفال إلى التبرع بمكتسبات ألعاب الفيديو، لاحظ الباحثون أيضاً أنه بدا أن الكرم يفيد الصغار. ففي الرابعة والسادسة، أظهر التسجيل الفسيولوجي أن الأطفال الذين تبرعوا بمزيد من العملات الرمزية كانوا أكثر هدوءاً بعد أداء هذا النشاط مقارنة بالأطفال الذين تبرعوا بعملات قليلة أو الذين لم يتبرعوا من الأساس، بحسب ما نقله موقع «ساينس ديلي» عن الدراسة.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.