بدء محاكمة أميركية لتحديد مسؤولية منظمة التحرير في هجمات ضد إسرائيل

يتوقع أن تستمر 12 أسبوعا.. والتعويضات قد تصل إلى 3 مليارات دولار

بدء محاكمة أميركية لتحديد مسؤولية منظمة التحرير في هجمات ضد إسرائيل
TT

بدء محاكمة أميركية لتحديد مسؤولية منظمة التحرير في هجمات ضد إسرائيل

بدء محاكمة أميركية لتحديد مسؤولية منظمة التحرير في هجمات ضد إسرائيل

بدأت مساء أول من أمس محاكمة أميركية لتحديد مدى مسؤولية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية عن هجمات وقعت في إسرائيل قبل أكثر من 10 سنوات.
واختيرت هيئة محلفين تتكون من 6 رجال و6 نساء لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يتوجب على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية دفع ما يصل إلى مليار دولار، كتعويض عما قال محامي المدعين كينت يالوفيتز إنه «دعم لـ6 حوادث إطلاق نار وتفجير قنابل في منطقة القدس في الفترة الممتدة من 2002 إلى 2004 قتل فيها 33 شخصا، وأصيب أكثر من 450 آخرون».
وقال يالوفيتز للمحلفين في المحاكمة المدنية بمانهاتن إن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وغيره من القادة الفلسطينيين وافقوا «مرة تلو الأخرى» على دفع أموال يعرفون أنها ستزيد مثل هذه الهجمات، للإكراه على قبول الأهداف والمطالب الفلسطينية، مضيفا في بيانه الافتتاحي بأن «قتل المدنيين كان إجراء متبعا.. وإذا كنت ترغب في ترويع السكان المدنيين فإن قتل المدنيين عشوائيا يعد أمرا فعالا للغاية».
من جانبه، قال مارك روتشون، محامي المدعى عليهما، للمحلفين إنه «لا يمكن أن تتحمل حكومة توظف أكثر من 100 ألف شخص مسؤولية هجمات نفذها بعض الأشخاص من تلقاء أنفسهم، أو بطلب من جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، أو كتائب شهداء الأقصى»، اللتين تعتبرهما الحكومة الأميركية منظمتين إرهابيتين. وأضاف روتشون في بيانه الافتتاحي: «هذه أعمال مروعة.. ولا أحد يدافع عما حدث. لكن الأشخاص الذين فعلوا ذلك ليسوا هنا».
ويتوقع أن تستمر المحاكمة، التي يرأسها قاضي المحكمة الجزئية الأميركية جورج دانيلز في مانهاتن، 12 أسبوعا، وأن تضيف بعدا جديدا للصراع المستمر منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط.
ويزعم الضحايا وعائلاتهم أن المدعى عليهما، أي منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ساعدا على تنفيذ الهجمات وتمويلها، وأن ذلك تم جزئيا من خلال دعم حركة حماس، وكتائب شهداء الأقصى. وقال المدعون إن هذا حدث لإجبار المدنيين الإسرائيليين والحكومتين الإسرائيلية والأميركية على قبول الأهداف السياسية للفلسطينيين. ويمكن أن ترتفع التعويضات لـ3 أمثال، أي إلى 3 مليارات دولار إذا كسب المدعون القضية. لكن المدعى عليهما نفيا المزاعم التي تتهمهما بانتهاك القانون الأميركي لمكافحة الإرهاب، وأي حكم بالتعويض سيكون قابلا للاستئناف.
وقد تم خلال التحضير لهذه القضية استجواب 18 محلفا محتملا، وجرى استبعاد اثنين بعد أن قالا للقاضي إنهما سافرا إلى إسرائيل. أما المدعي الرئيسي فهو مارك سوكولو، وهو محام شهير يعمل بمؤسسة «أرنولد وبورتر»، وقد قال إنه أصيب مع أفراد أسرته في تفجير وقع في يناير (كانون الثاني) 2002 وسط القدس، وقتل فيه شخص واحد وأصيب أكثر من 150.
وتبدأ هذه المحاكمة بعد أسبوع على تأكيد الأمم المتحدة أن الفلسطينيين سينضمون رسميا إلى المحكمة الجنائية الدولية في الأول من أبريل (نيسان) المقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».