لعب فردي وجماعي في «كول أوف ديوتي: بلاك أوبس كولد وور»

تقنيات رسومات غير مسبوقة لقصة الحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي لحماية مدن أوروبا وسكانها

مراحل متنوعة وممتعة  عبر عالم اللعبة
مراحل متنوعة وممتعة عبر عالم اللعبة
TT

لعب فردي وجماعي في «كول أوف ديوتي: بلاك أوبس كولد وور»

مراحل متنوعة وممتعة  عبر عالم اللعبة
مراحل متنوعة وممتعة عبر عالم اللعبة

تعود لعبة «كول أوف ديوتي (Call of Duty)» بإصدار جديد في السلسلة يعدّ الأول على أجهزة الجيل الجديد للألعاب الإلكترونية، ومن أفضل ما جرى تقديمه على أجهزة الجيل السابق، وهو إصدار «بلاك أوبس: كولد وور (Black Ops Cold War)» الفرعي. ويسلط هذا الإصدار الضوء على الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق ومحاولة إيقاف عملاء الاستخبارات السوفياتية عن سرقة مواد نووية وتفجيرها في أوروبا، وعودة مجموعة من الشخصيات المعروفة في السلسلة، مثل «Mason» و«Woods».
وتقدم اللعبة نمطي اللعب الفردي والجماعي التعاوني والتنافسي الممتعين. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة على جهاز «إكس بوكس سيريز إكس» قبل إطلاقها عالمياً، ونذكر ملخص التجربة.

اختراقات الحرب الباردة
تبدأ أحداث اللعبة في عام 1981، حيث يجب على عناصر من القوات الخاصة في الجيش الأميركي تحرير رهائن أميركيين في إيران، ومن ثم السفر إلى تركيا بعد الحصول على معلومات استخباراتية مرتبطة. ويقرر الرئيس الأميركي رونالد ريغان شن هجمة خاصة بالتعاون مع نظم الاستخبارات الدولية ضد شخصية «بيرسيوس». ويذهب الفريق إلى برلين الشرقية لاعتقال زعيم المافيا السوفياتي «أنتون غولكوف» الذي تربطه علاقات مع «بيرسيوس». ويخترق الفريق مقراً عسكرياً ألمانياً ويكتشف أن «بيرسيوس» اخترق برنامجاً أميركياً سرياً وقام بزرع قنابل نيوترونية في دول أوروبية كبيرة لتذهب مسؤولية التفجيرات نحو الولايات المتحدة بدلاً من الاتحاد السوفياتي.
ويقرر الأبطال اختراق مقر «الاستخبارات السوفياتية (KGB)» للحصول على مزيد من المعلومات، مستعينين بعملاء داخل الاستخبارات السوفياتية. ويعلم الفريق بأن «بيرسيوس» قد سرق رموز تفجير القنابل النيوترونية بهدف تدمير أوروبا ووضع المسؤولية على الولايات المتحدة، ولكن هل سيستطيع الأبطال القبض على «بيرسيوس»؟ أم هل سيخترقهم «بيرسيوس» من حيث لا يتوقعون؟ هل سينجح «بيرسيوس» في مخططه الشرير بالكامل أم جزئياً؟ ولكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل سيستطيع الفريق منع تفجير كبرى مدن أوروبا؟ لن نجيب عن هذه الأسئلة، ونترك ما تبقى منها ليكتشفها اللاعب بنفسه.

مزايا لعب ممتعة
سيلاحظ من لعب بالأجزاء السابقة للسلسلة الاختلافات في هذا الإصدار عن غيره، مثل الإيقاع السريع للعبة، وحقبة ثمانينات القرن الماضي، إلى جانب القدرة على بناء شخصية اللاعب من الصفر، مثل بناء الشخصية على أنها عميل استخبارات أو جندي سابق، وغيرها من الخيارات الأخرى، مع القدرة على اختيار صفتين مميزتين (Perks) للشخصية تساعدان اللاعب على التقدم في القصة. وتقدم اللعبة مقراً للاعب يمكنه العودة إليه بين كل مهمة وأخرى، وذلك للتحدث مع شخصيات اللعبة والتعرف إليهم من كثب، إلى جانب القدرة على اختيار المهام التي يرغب اللاعب في تنفيذها.
وسيعثر اللاعب على أدلة مختلفة خلال مجريات اللعبة تقدم معلومات مهمة تساعده في فتح عناصر جديدة داخل المهام، مع القدرة على اختيار الإجابات عن أسئلة الشخصيات والحصول على 3 نهايات مختلفة. ومن اللحظات المميزة في اللعبة مهمة اختراق مقر الاستخبارات السوفياتية، حيث يمكن للاعب تنفيذ المهمة عبر أكثر من أسلوب.

أنماط متنوعة
ولدى إتمام نمط القصة الرئيسي، ستقدم اللعبة 3 أنماط جديدة تقدم ساعات مطولة من متعة اللعب، منها نمط قتال مخلوقات الـ«زومبي» بأشكالها وأحجامها المختلفة عبر مراحل مصممة بطرق ممتعة وخطرة في الوقت نفسه. وكلما استمر اللاعب في قتال العدد اللانهائي من هذه المخلوقات، ستزداد قوة الأسلحة المتوفرة. ويقدم هذا النمط أيضاً طوراً يحدّ من عدد اللاعبين في الوقت نفسه، بحيث لا يمكن إلا لاثنين خوض هذه التجربة.
كما يجب على اللاعب البقاء لأطول فترة ممكنة داخل منطقة معينة تتغير بعد كل جولة. كما يمكن الحصول على نمط اللعب السريع «آركيد» ضد مخلوقات الـ«زومبي».
وبالنسبة لنمط اللعب التنافسي، فتقدم التحديات المعروفة في هذا النوع من الألعاب، مثل «Team Deathmatch» و«Domination» و«Warzone»، ولكن نمط «مرافقة الشخصيات المهمة (VIP Escort)» نمط جديد مميز يجب فيه إما مهاجمة فريق بهدف إيصال أحد أعضاء الفريق إلى نقطة محددة في المرحلة، وإما قتال جميع المدافعين في الفريق الثاني.
ويمكن أن يدافع اللاعب ضد خروج تلك الشخصية من المرحلة للحصول على مزيد من المتعة. نمط لعب جديد آخر تقدمه اللعبة هو «القنبلة الذكية (Dirty Bomb)» الذي يجمع 10 فرق مختلفة كل منها يتكون من 4 لاعبين في مرحلة ضخمة، ويجب على كل فريق جمع أكبر قدر ممكن من عنصر الـ«يورانيوم» وتخزينه في مكان محدد إلى حين تفجره.

مواصفات تقنية
تقدم نسخة الجيل الجديد لأجهزة الألعاب الإلكترونية تطورات ملحوظة في مستويات الرسومات، خصوصاً تقنية تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها «Ray Tracing»، والتي تقدم انعكاسات جميلة لإضاءة النيون الملون المعروف في فترة ثمانينات القرن الماضي. وتدعم اللعبة عرض الصورة بسرعة 120 صورة في الثانية في نمط اللعب التنافسي، ولكنها تحتاج إلى وجود مواصفات متقدمة لجهاز المستخدم، مع ضرورة دعم الشاشة أو التلفزيون لعرض الصورة بهذه السرعات العالية.
وتدعم اللعبة آلية اللعب عبر الأجيال والمنصات المشتركة، بحيث يمكن اللعب مع الأصدقاء بغض النظر عما إذا كانوا يستخدمون أجهزة الجيل السابق أم الجديد، مثل «بلايستيشن 4» و«5»، و«إكس بوكس وان وسيريز إكس وإس»، والكومبيوتر الشخصي (عبر Battle.net). وفي حال انتقال اللاعب من أجهزة الجيل السابق إلى الجديد، فسيكون بإمكانه نقل ملفه الشخصي وتقدمه والإحصاءات التي أحرزها معه، وبكل سهولة.
وبالنسبة لمواصفات الكومبيوتر المطلوبة لتشغيل اللعبة، فهي على النحو التالي: معالج «إنتل كور آي 3 4340» أو «إيه إم دي إف إكس - 6300» (ينصح باستخدام معالج «إنتل كور آي 5 2500 كيه» أو «إيه إم دي رايزن آر 5 1600 إكس». وللحصول على ميزة تقنية تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها، ينصح باستخدام معالج «إنتل كور آي 7 8700 كيه» أو «إيه إم دي رايزن 1800 إكس»، و8 غيغابايت من الذاكرة (ينصح باستخدام 12 غيغابايت. وللحصول على ميزة تقنية تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها، ينصح باستخدام 16 غيغابايت)، وبطاقة الرسومات «إنفيديا جيفورس جي تي إكس 670» أو «1650» أو «راديون إتش دي 7950» (ينصح باستخدام «إنفيديا جيفورس جي تي إكس 970» أو «1660» أو «راديون آر 9 390 أو آر إكس 580».
وللحصول على ميزة تقنية تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها، ينصح باستخدام «إنفيديا جيفورس آر تي إكس 3070»، و35 غيغابايت من السعة التخزينية لنمط اللعب الجماعي فقط، أو 82 غيغابايت للحصول على جميع الأنماط، ونظام التشغيل «ويندوز 7» بتقنية 64 - بت (ينصح باستخدام «ويندوز 10» بتقنية 64 - بت).

معلومات عن اللعبة

> الشركة المبرمجة: «تريارك» و«رايفن سوفتووير» Treyarch & Raven Software www.RavenSoftware.com وwww.Treyarch.com
> الشركة الناشرة: «أكتيفيجن» Activision www.Activision.com
> موقع اللعبة على الإنترنت: www.CallOfDuty.com
> نوع اللعبة: «قتال من المنظور الأول» First - person Shooter
> أجهزة اللعب: «بلايستيشن 4» و«5» و«إكس بوكس وان وسيريز إكس وإس» والكومبيوتر الشخصي.
> تاريخ الإطلاق: نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
> تصنيف «مجلس البرامج الترفيهية (ESRB)»: للبالغين فوق 17 عاماً «M 17+».
> دعم اللعب الجماعي: نعم (التعاوني والتنافسي).



شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».