أشتية: فريق فني يتابع الأرقام مع الإسرائيليين

السلطة ترفض الاقتطاع من العوائد الضريبية

مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين قرب سلفيت في الضفة أمس (رويترز)
مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين قرب سلفيت في الضفة أمس (رويترز)
TT

أشتية: فريق فني يتابع الأرقام مع الإسرائيليين

مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين قرب سلفيت في الضفة أمس (رويترز)
مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين قرب سلفيت في الضفة أمس (رويترز)

رفضت السلطة الفلسطينية قرار إسرائيل اقتطاع أموال من العوائد الضريبية المتراكمة لديها، وقالت إنها تريد أموالها كاملة غير منقوصة.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أنه تجري المتابعة مع الجانب الإسرائيلي لجهة تحويل أموال المقاصة كاملة. وأضاف في كلمة قبل اجتماع الحكومة، أمس الاثنين: «لا نريد استباق الأمور، ولكن أؤكد أن أموالنا هي حق لشعبنا، ورواتبكم حق لكم، وسوف تأخذون كل ما هو لكم، صبرتم أشهراً، ولم يبق إلا القليل ليتضح لنا كل شيء». وتابع: «لا نتعاطى مع ما ينقل عبر الإعلام فقط؛ ولكن نريد أن نتأكد من الأرقام أولاً من مصدرها، وهناك فريق فني من وزارة المالية يتابع مستحقاتنا عند الجانب الإسرائيلي».
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أقر في وقت متأخر من يوم الأحد، تحويل نحو 2.4 مليار شيقل (725 مليون دولار) من عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، بعد أن قررت السلطة الفلسطينية استئناف الاتصالات في وقت سابق من هذا الشهر، لكن المجلس قرر أيضاً حجب نحو 600 مليون شيقل (181 مليون دولار)، للتعويض عن مدفوعات يقول الإسرائيليون إنها «الدفع مقابل القتل» وهي رواتب تدفعها السلطة إلى «شهداء وأسرى».
وأعلنت السلطة هذا الشهر إعادة العلاقات مع إسرائيل بعد نحو 6 أشهر من وقفها، وشمل ذلك إعادة التنسيق الأمني والمدني في هذه المرحلة. وكانت السلطة في 19 من شهر مايو (أيار) الماضي، أعلنت عن وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل بما فيها التنسيق الأمني، إثر إعلان إسرائيل نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وتلا ذلك إعلان القيادة الفلسطينية أيضاً الامتناع عن تسلم أموال المقاصة (العوائد الضريبية)، مما أدخل السلطة في أزمة مالية خانقة.
وتشكل هذه الأموال النسبة الكبرى من ميزانية السلطة التي اضطرت للاستدانة من البنوك لدفع أجزاء من رواتب موظفيها. وتعود أزمة الخصم من الأموال إلى يوليو (تموز) 2018 عندما صادقت إسرائيل على قانون خصم أي مبلغ يعادل مدفوعات تدفعها السلطة للأسرى أو عائلات منفذي عمليات، لكن السلطة رفضت التوقف عن دفع هذه الرواتب.
وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن مبلغ 600 مليون شيقل الحالي، يستند إلى تقدير المبلغ الذي دفعته السلطة للفلسطينيين الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء مشاركتهم في هجمات منذ عام 2019. ويوجد خلاف كبير بين إسرائيل والسلطة على هذه المسألة منذ سنوات وقبل وبعد كل خصم إسرائيلي.
وأكدت السلطة مراراً أنها ستستمر في دفع هذه الرواتب لأنها تمثل مسألة أخلاقية ووطنية، لكن تقارير أكدت مؤخراً أن السلطة تدرس تغيير سياستها المتمثلة في دفع هذه الرواتب. وتعتزم السلطة الفلسطينية إجراء تعديلات على مخصصات الأسرى في جزء من تغيير في السياسات قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة. ويقوم مقترح تعديل صرف مخصصات الأسرى على منح عوائلهم مخصصات بناءً على أوضاعهم الاجتماعية وليس على طول مدة بقائهم في السجن، كما هو معمول به حالياً.
وينتظر أن تؤدي التعديلات المقررة إلى غضب شعبي عام واتهامات شتى، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مراراً، أنه لن يخضع لأي ضغوط متعلقة برواتب الأسرى، لكن لا يعتقد أن تؤثر الانتقادات على موقف السلطة الماضية في انتهاج سياسة مرضية لإدارة بايدن.
ولم تعقب السلطة على مثل هذه المعلومات حتى الآن، وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، إن الحكومة «ستبقى وفية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى». وأكد ملحم أن «الحكومة ترفض أي اقتطاعات من أموال المقاصة»، مضيفاً: «تلك الاقتطاعات غير قانونية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».