القوات الأمنية أكملت جاهزيتها لطرد «داعش» من صلاح الدين

مسؤول كردي: طائرات التحالف الدولي استهدفت اجتماعا لقادة التنظيم في تلعفر

عناصر في ميليشيا يحضرون لإطلاق صاروخ على مواقع «داعش» في منطقة شمال بغداد أول من أمس (رويترز)
عناصر في ميليشيا يحضرون لإطلاق صاروخ على مواقع «داعش» في منطقة شمال بغداد أول من أمس (رويترز)
TT

القوات الأمنية أكملت جاهزيتها لطرد «داعش» من صلاح الدين

عناصر في ميليشيا يحضرون لإطلاق صاروخ على مواقع «داعش» في منطقة شمال بغداد أول من أمس (رويترز)
عناصر في ميليشيا يحضرون لإطلاق صاروخ على مواقع «داعش» في منطقة شمال بغداد أول من أمس (رويترز)

تستعد القوات الأمنية العراقية وبمساندة قوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر في مدينة صلاح الدين شمال العراق لعملية تحرير شاملة لمنطقتها الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم داعش. وانتهت قيادة عمليات صلاح الدين من وضع خطة عسكرية خاصة بتحرير مناطق أطراف شمال تكريت.
وقال قائد عمليات صلاح الدين، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الأمنية استكملت استعداداتها لتحرير مناطق تكريت والدور والعلم والشرقاط وبقية مدن صلاح الدين بدءا من أطراف مناطق الصينية شمال تكريت»، مشيرا إلى أن معنويات القوات الأمنية عالية، وهي عازمة على تحرير كامل مناطق صلاح الدين بدوره، قال محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري لـ«الشرق الأوسط» إن محافظة صلاح الدين «تخطط لاستيعاب آلاف المتطوعين لتحرير كل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش وستكون مدة الشهر التي أعلن عنها القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي كافية لطرد المسلحين وتطهير الأرض»، مبينا أن «حكومة المحافظة بشقيها التنفيذي والتشريعي، ستتعاون مع القيادات الأمنية وترفدها بما يمكنها من تحرير مدن المحافظة التي تقع ضمن نطاق مسؤوليتها».
من جهته، أعلن الشيخ عبد الله ناجي الجبارة رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية أكملت استعداداتها لتحرير قضاء الدور (20 كلم شمال تكريت) من سيطرة مسلحي داعش الموجودين في القضاء منذ أشهر. وأضاف الجبارة أن قوات عسكرية كبيرة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر أصبحت في أتم الجاهزية لعملية التحرير القريبة.
وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على أغلب مناطق صلاح الدين في يونيو (حزيران) الماضي.
من ناحية ثانية, أعلن مسؤول كردي أمس أن طائرات التحالف الدولي استهدفت اجتماعا لقادة تنظيم داعش بالقرب من تلعفر غربي الموصل، وبين أن الغارة جاءت بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات البيشمركة استهدفت الموقع ذاته وأسفرت عن مقتل كل المشاركين في الاجتماع.
وقال غياث سورجي، المتحدث الإعلامي باسم «مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني» في محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات التحالف الدولي استهدفت مساء أمس اجتماعا لقادة تنظيم داعش في قرية حردان القريبة من ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر، «وأسفرت الغارة عن مقتل العشرات من قادة التنظيم، وبحسب المعلومات التي وردت إلينا، لم ينج أحد من الحاضرين». وأضاف أن هذه الغارة «جاءت بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات البيشمركة استهدف الموقع ذاته، فيما قصفت طائرات التحالف صباح أمس 3 مواقع للتنظيم في الموصل، وشملت معسكر الغزلاني، ومنشأة الكندي العسكرية، و(منطقة 17)، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل جثث قتلى وجرحى التنظيم إلى مستشفيات الموصل».
وأشار سورجي إلى أن «والي الموصل في تنظيم داعش نفذ أمس حملة إعدامات جماعية شملت 24 من مسلحيه الهاربين من جبهات القتال في كوير (بين الموصل وأربيل) فيما شهدت منطقة الكسك القريبة من زمار اشتباكات بين مسلحي التنظيم العراقيين وغير العراقيين، وأسفرت هذه الاشتباكات عن جرح 20 مسلحا من الجانبين».
في غضون ذلك، أعلنت قوات البيشمركة أنها، وبإسناد من طيران التحالف، تمكنت فجر أمس من إحباط هجوم لتنظيم داعش على قرية «سلطان عبد الله» التابعة لقضاء القيارة جنوب الموصل ضمن محور كوير ومخمور. وقال اللواء مصطفى ديرانيي، عضو قيادة «قوات بارزان»، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لدينا معلومات مسبقة عن نية التنظيم شن هجوم من عدة اتجاهات على قوات البيشمركة في (سلطان عبد الله)، لكن قوات البيشمركة اتخذت كل الاستعدادات اللازمة لدحرهم، وفي الوقت ذاته شن طيران التحالف الدولي غارات مكثفة على مواقعه في الضفة الأخرى من نهر الزاب الأعلى، وأسفرت هذه الغارات عن حرق كثير من آليات التنظيم، وأوقعت عشرات القتلى في صفوفهم، ولم يستطيعوا تنفيذ هجومهم». وأكد: «نحن في أتم الاستعداد لصد كل هجماتهم ودحرهم.. معنويات البيشمركة عالية جدا».
وكشف ديرانيي أن «داعش» أسند قيادة مسلحي التنظيم في جبهة القيارة المقابلة لمحور كوير إلى أبو عمر الشيشاني، الذي يشرف على هجمات «داعش» في المنطقة. وعن سبب تكثيف التنظيم هجماته من محور كوير، قال ديرانيي: «(داعش) تعرض لهزائم كبيرة في كل المحاور أمام قوات البيشمركة، لذا يريد أن يعوض هزائمه بالضغط على هذه المحور القريب من مدينة أربيل، لأن أربيل عاصمة الإقليم ولها مكانة كبيرة دوليا وإقليميا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.