اعتقال عشرات العسكريين والمسؤولين المحليين في تركيا بدعوى «دعم الإرهاب»

والدة جندي تنتظر يوم الخميس أمام محكمة في أنقرة خلال محاكمة مئات المتهمين في قضية محاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016 (أ.ف.ب)
والدة جندي تنتظر يوم الخميس أمام محكمة في أنقرة خلال محاكمة مئات المتهمين في قضية محاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016 (أ.ف.ب)
TT

اعتقال عشرات العسكريين والمسؤولين المحليين في تركيا بدعوى «دعم الإرهاب»

والدة جندي تنتظر يوم الخميس أمام محكمة في أنقرة خلال محاكمة مئات المتهمين في قضية محاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016 (أ.ف.ب)
والدة جندي تنتظر يوم الخميس أمام محكمة في أنقرة خلال محاكمة مئات المتهمين في قضية محاولة الانقلاب التي حصلت عام 2016 (أ.ف.ب)

أطلقت السلطات التركية حملات أمنية شملت عشرات العسكريين ومسؤولي البلديات بزعم الارتباط بمنظمات إرهابية، في إشارة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، وكذلك حزب العمال الكردستاني.
وبدأت قوات مكافحة الإرهاب التركية، أمس (الجمعة)، عملية أمنية لضبط 44 من العسكريين السابقين والعاملين في صفوف الجيش حتى الآن للاشتباه في انتمائهم إلى حركة غولن بموجب قرارات توقيف صدرت بحقهم من الادعاء العام في إسطنبول. وشملت الحملة 14 ولاية.
وفور صدور قرارات التوقيف، بدأت فرق مكافحة الإرهاب بمديرية الأمن العام بإسطنبول، عمليات متزامنة لضبط المطلوبين، وتمكنت بالفعل من ضبط عدد منهم كما تلاحق الباقين، وذلك في إطار تحقيقات تجريها السلطات القضائية التركية بخصوص عناصر حركة غولن داخل الجيش.
وكانت محكمة في أنقرة أصدرت، الخميس، أحكاماً مشددة بالسجن مدى الحياة بحق 337 شخصاً، أغلبهم عسكريون سابقون، في واحدة من أكبر المحاكمات المرتبطة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
في سياق آخر، نفذت الشرطة التركية حملة اعتقالات واسعة تضم مسؤولين في إسطنبول بتهمة الارتباط بـ«منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني (المحظور).
وفي هذا الإطار، اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب التركية رئيس بلدية شيشلي بولاية إسطنبول و19 آخرين بعد توجيه تهم تتعلق بدعمهم لأنشطة حزب العمال الكردستاني. وتواصل البحث عن 6 آخرين في إطار التحقيقات ذاتها.
وفي سياق متصل، أصدرت محكمة في ديار بكر بجنوب شرقي تركيا، الخميس، حكماً بالحبس 6 سنوات و3 أشهر بحق النائب البرلماني عن مدينة أنطاليا (حنوب) من حزب الشعوب الديمقراطية، المؤيد للأكراد، كمال بلبل، بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني أيضا.
وقال دفاع النائب التركي، أمس، إنه غاب عن جلسة النطق بالحكم، وطالبوا ببراءة موكلهم.
وأرسلت المحكمة نسخة من قرارها إلى البرلمان التركي والمديرية العامة للشؤون الجنائية بوزارة العدل لإكمال الإجراءات القانونية الأخرى ورفع الحصانة عن بلبل لتنفيذ الحكم.
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حزب الشعوب الديمقراطية، الممثل في البرلمان بـ65 نائباً والذي يعد ثاني أكبر أحزاب المعارضة بعد حزب الشعب الجمهوري، بأنه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني.
وعزلت الحكومة، واعتقلت، عشرات من رؤساء البلديات المنتخبين من صفوف الحزب من مناصبهم بذريعة «الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له»، في إشارة إلى العمال الكردستاني. ويحكم رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي كثيراً من المدن في ولايات جنوب شرقي تركيا التي تقطنها أغلبية من الأكراد، ويصف الحزب إجراءات حكومة إردوغان بأنه «مخطط ممنهج للنيل منه».
وتشهد ولايات شرق وجنوب شرقي تركيا عمليات أمنية متكررة بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستاني، حيث تشن السلطات من حين لآخر حملات اعتقال واسعة بها تستهدف الأكراد، بزعم دعمهم لحزب العمال الكردستاني.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».