القضاء ينظر في عودة «عروس داعش» إلى بريطانيا

الأخت الكبرى لشميمة بيغوم تحمل صورة أختها أثناء مقابلة مع وسائل إعلام (غيتي)
الأخت الكبرى لشميمة بيغوم تحمل صورة أختها أثناء مقابلة مع وسائل إعلام (غيتي)
TT

القضاء ينظر في عودة «عروس داعش» إلى بريطانيا

الأخت الكبرى لشميمة بيغوم تحمل صورة أختها أثناء مقابلة مع وسائل إعلام (غيتي)
الأخت الكبرى لشميمة بيغوم تحمل صورة أختها أثناء مقابلة مع وسائل إعلام (غيتي)

نظرت المحكمة العليا بالمملكة المتحدة، أمس، في قضية امرأة جُردت من جنسيتها البريطانية لانضمامها إلى تنظيم «داعش» في سوريا، وترغب حالياً في العودة لتقديم طعن ضد القرار.
وفازت الحكومة في يوليو (تموز) الماضي في مسعاها لدفع أعلى محكمة في البلاد للنظر في مسألة السماح أم لا لشميمة بيغوم بالعودة إلى المملكة المتحدة للطعن في قرار إسقاط الجنسية عنها.
وفي وقت سابق من يوليو الماضي، قضى 3 قضاة كبار من محكمة الاستئناف بأنه يجب أن يُسمح لبيغوم بالقدوم إلى بريطانيا لتقديم الطعن. لكن قاضياً قال إن على المحكمة العليا أن تنظر في التماس الحكومة؛ لأنه يثير «نقاطاً قانونية تحمل أهمية بالنسبة للعامة».
وكانت بيغوم في سن الـ15 عندما غادرت مع فتاتين أخريين البلاد للانضمام إلى المجموعة المتطرفة في 17 فبراير (شباط) 2015. وتشير إلى أنها تزوّجت هولندياً اعتنق الإسلام بعد وقت قصير من وصولها إلى أراض كانت تخضع لسيطرة تنظيم «داعش»، واكتُشف أمرها عندما كانت حاملاً في شهرها التاسع داخل مخيم سوري للنازحين في فبراير من العام الماضي.
ووضعت طفلها الذي توفي بعد بضعة أسابيع من ولادته، كما توفي طفلاها الآخران المولودان في سوريا أيضاً.
وجرّدها وزير الداخلية آنذاك ساجد جاويد من الجنسية البريطانية لأسباب أمنية، ما دفع بها لاتخاذ إجراءات قانونية؛ إذ عدّت أن القرار كان غير قانوني وتركها من دون دولة وعرّضها لخطر الموت أو لمعاملة مهينة أو غير إنسانية.
يذكر أن بيغوم مولودة في بريطانيا من أصل بنغلاديشي، لكن وزير خارجية بنغلاديش أكد أنه لن يفكر في منحها الجنسية. وأعقبت هروبها مع صديقتيها من بريطانيا إلى سوريا عبر تركيا عام 2015، حملة بحث دولية عنها. وركز اختفاؤها جهود السلطات لمنع المسلمين البريطانيين الساخطين، من مغادرة البلاد للانضمام إلى تنظيم «داعش». ولطالما أثار اكتشاف وجودها في مخيم «روج» (شمال شرقي سوريا) بعد هزيمة تنظيم «داعش» والسجالات القانونية التي استمرت لشهور بشأن عودة بيغوم، سجالات في الصحف البريطانية اليمينية.
وبينما أشار معارضو السماح بعودتها إلى أنها تشكل تهديداً أمنياً، فإن المجموعات المدافعة عن ذلك قالت إن مبادئ حقوقية أهم على المحك، وإن على بيغوم الخضوع للمحاسبة على جرائمها في بريطانيا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.