البشير رسميا لانتخابات أبريل الرئاسية.. ومظاهرة تحمل أعلام {الهلال} و{المريخ}

حزب الرئيس الراحل النميري يرشح سيدة.. وأحزاب «نداء السودان» تقاطع

أعضاء في مفوضية الانتخابات السودانية يتفحصون أوراق المرشحين لانتخابات أبريل المقبل (أ.ف.ب)
أعضاء في مفوضية الانتخابات السودانية يتفحصون أوراق المرشحين لانتخابات أبريل المقبل (أ.ف.ب)
TT

البشير رسميا لانتخابات أبريل الرئاسية.. ومظاهرة تحمل أعلام {الهلال} و{المريخ}

أعضاء في مفوضية الانتخابات السودانية يتفحصون أوراق المرشحين لانتخابات أبريل المقبل (أ.ف.ب)
أعضاء في مفوضية الانتخابات السودانية يتفحصون أوراق المرشحين لانتخابات أبريل المقبل (أ.ف.ب)

تسلمت مفوضية الانتخابات السودانية، طلبا بترشيح رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم والرئيس الحالي عمر البشير، عن حزبه، للانتخابات الرئاسية المزمعة عقدها في أبريل (نيسان) المقبل، بينما جرت مظاهرة مصغرة يقودها الرئيس الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب، ورئيس اتحاد الكرة كمال شداد، رفعت أعلام فريقي الهلال والمريخ أكبر أندية الكرة في البلاد، فيما تقاطع أحزاب «نداء السودان» المعارضة ذات الثقل الجماهيري إجراء الانتخابات.
وأعلنت المفوضية عن فتح باب الترشح للرئاسة والبرلمان أمس، ويستمر تقديم الطلبات ابتداء من أمس الأحد، ويقفل باب الترشيحات عصر السبت 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، لتبدأ المرحلة المقبلة من انتخابات أبريل (نيسان) المقبل المثيرة للجدل. وفي وقت باكر من صباح أمس، سلم ممثلون عن 40 حزبا سياسيا وحركة مسلحة موقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية، أمس، مفوضية الانتخابات السودانية تزكية من تنظيماتهم لترشيح عمر حسن أحمد البشير، رئيس حزب المؤتمر الوطني، رئيسا للسودان في دورة جديدة.
وسحبت القيادية المايوية السابقة ورئيسة حزب الاتحاد الاشتراكي د. فاطمة عبد المحمود، أوراق الترشح على أن تكمل مستلزماته خلال الفترة المتبقية، وإعادة تسليمه للمفوضية، كما سحب كل د. يوسف محمد السراج، ومحاسن عبد الوهاب التازي أوراق الترشح. وكان رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد شعيب قد أعلن، أول من أمس، عن اكتمال استعداداته للترشح للرئاسة، بيد أنه يتقدم في اليوم الأول. وتشترط مفوضية الانتخابات إضافة للشروط العامة، حصول المرشح للرئاسة على تزكية 15 ألف مواطن (على الأقل 200 منهم في كل ولاية من ولايات البلاد)، وهو شرط تعجيزي بالنسبة للمرشحين المستقلين، حسب تجربة انتخابات 2010.
وأدى لانسحاب د. عبد الله علي إبراهيم، ومرشحين مستقلين آخرين، بسبب عجزهم عن إكمال العدد المطلوب من المزكين.
وسلم الرئيس البشير ترشحه للرئاسة في «مظاهرة» مصغرة يقودها الرئيس الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب، ورئيس اتحاد الكرة كمال شداد، ووزير الخارجية الأسبق حسين سليمان أبو صالح، وقيادات أهلية ورجالات من الطرق الصوفية، وأفراد يحملون أعلام فريقي الهلال والمريخ أكبر أندية الكرة في البلاد.
وقال نائب رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي عبد الإله محمود، وهو امتداد للحزب الذي كونه الرئيس الأسبق جعفر النميري لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه سيرشح رئيسته د. فاطمة عبد المحمود للرئاسة، وسيترشح في كل الدوائر البرلمانية السودانية، وإنه سيعمل على إكمال مستلزمات الترشح خلال الفترة المتبقية لتسليم الترشيحات.
من جهته، قال نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب إبراهيم غندور في تصريحات إن ترشيح رئيس حزبه للرئاسة شهد تدافعا كبيرا يؤكد ثقة الشعب فيه، ورغبته في إقامة الانتخابات في موعدها. وتعهد غندور بخوض انتخابات نزيهة وشفافة، يختار فيها الشعب قيادته بحرية ومن دون قيود أو إملاءات، وفي الوقت ذاته، جدد التأكيد على السير قدما في إجراءات الحوار الوطني الذي دعا له رئيسه في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، دون إقصاء لحزب أو جماعة أو شخص من دون تعارض مع الانتخابات.
كما حذر رئيس القطاع السياسي بأمانة الشباب بالحزب الحاكم الصادق فضل السيد لأحزاب السياسية من محاولة زعزعة الأمن والاستقرار أثناء الانتخابات، ودعاها للتعاون لإخراج الانتخابات بصورة آمنة. ولا يتوقع أن يواجه الرئيس البشير وحزب منافسة قوية، لأن الأحزاب الرئيسية كافة أعلنت مقاطعتها للانتخابات باكرا، وآخرها حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي.
ولا يشكل الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة محمد عثمان الميرغني، أحد أكبر حزبين حسب آخر انتخابات ديمقراطية، ويشارك عنه نجل الميرغني جعفر في وظيفة مساعد الرئيس البشير، وفي وزارات أخرى، منافسا لحزب الرئيس البشير، لا سيما أن زعيمه قد أعلن مسبقا عدم رغبته في منافسة البشير على الرئاسة، وأعلن الأخير عن تخليه عن 30 في المائة من الدوائر لحلفائه من الأحزاب، وبينها حزب الميرغني.
وتقاطع مجموعة الأحزاب المعارضة المنضوية تحت تجمع أحزاب «نداء السودان»، وتضم حزب الأمة بقيادة المهدي، والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»، وأحزاب «تحالف قوى الإجماع الوطني»، وتملك ثقلا شعبيا ونوعيا غالبا، هذه الانتخابات. وتدعو قوى المعارضة السودانية لتأجيل الانتخابات، وإقامة حكومة قومية تنهض بمهام الإعداد لانتخابات حرة نزيهة، وتعد لمؤتمر دستوري يحدد عبره كيفية حكم البلاد، وهو الأمر الذي ترفضه حكومة الرئيس البشير.
وفي المقابل، فإن الحلف الموالي للرئيس البشير، يتضمن مجموعة أحزاب صغيرة، أو أحزاب منشقة عن أحزاب معارضة، ويطلق عليها المعارضون سخرية «أحزاب الفكة»، ولا ترى المعارضة أن تأثيرها يتجاوز دور «الديكور» المعد في مسرح الحكم لتجميل حكم الرئيس عمر البشير وحزبه لدورة رئاسية أخرى.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.