«سد النهضة»: اجتماع وزاري لبحث آلية استئناف المفاوضات

بدعوة من جنوب أفريقيا

TT

«سد النهضة»: اجتماع وزاري لبحث آلية استئناف المفاوضات

يعقد وزراء الموارد المائية والخارجية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، اجتماعاً، اليوم (الخميس)، بدعوة من وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، والتي ترأس بلادها الاتحاد الأفريقي، لبحث سبل الوصول لآلية استئناف مفاوضات اتفاق ملء وتشغيل «سد النهضة» الإثيوبي.
ولم تفلح المفاوضات المتقطعة والدائرة، منذ نحو 10 سنوات في التوصل إلى اتفاق يبدد المخاوف المصرية والسودانية، من تأثير السد، الذي تشيده إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، على حصتيهما في نهر النيل.
ويرعى الاتحاد الأفريقي المفاوضات، منذ يوليو (تموز) الماضي، حيث تتمسك كل من القاهرة والخرطوم بضرورة الوصول إلى اتفاق «ملزم قانوناً» يحكم تدفق المياه، ويضمن آلية قانونية لحل الخلافات قبل البدء في تشغيل السد، وهو ما ترفضه أديس أبابا.
وأخفق وزراء الموارد المائية في الدول الثلاث، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في التوافق على «منهجية استكمال المفاوضات»، فيما تقرر رفع الخلاف إلى الاتحاد الأفريقي لحسمه.
واستبقت «اللجنة العليا لمياه النيل» في مصر، اللقاء السداسي اليوم، باجتماع برئاسة مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ومشاركة وزيري الخارجية والموارد المائية والري، وممثلي وزارة الدفاع، وجهاز المخابرات العامة، لمناقشة التطورات الأخيرة بشأن ملف «سد النهضة».
وأكد بيان للجنة العليا المصرية، «الإعداد لاجتماع وزراء خارجية والموارد المائية للدول الثلاث، بدعوة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا يوم 19 نوفمبر الحالي؛ لبحث كيفية التوصل لآلية يتم من خلالها استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث، من أجل التوصل لاتفاق ملء وتشغيل مُلزم قانونا، وفقاً لقرارات (القمة الأفريقية المُصغرة) التي انعقدت في 21 يوليو الماضي».
وكانت القاهرة أبدت، أول من أمس، على لسان وزير الموارد المائية، محمد عبد العاطي، رغبتها باستكمال مفاوضات «سد النهضة»، وتمسكها بضرورة التوصل إلى «اتفاق قانوني ملزم يحفظ حقوقها المائية في نهر النيل».
وفي إطار مساعيها لكسب دعم دولي لقضيتها، نظمت سفارة مصر في لندن لقاءً مع مجموعة من خبراء إدارة الموارد المائية والمسؤولين والباحثين البريطانيين المعنين بالشأن الأفريقي لاستعراض مستجدات مفاوضات «سد النهضة» ومساعي مصر للوصول لاتفاق يحفظ حقوق الدول الثلاث.
وقال بيان للخارجية المصرية أمس، إن الندوة تأتي «استمراراً لجهود وزارة الخارجية لشرح موقف مصر في مفاوضات سد النهضة‬».
ويأتي استئناف المفاوضات في وقت تشهد إثيوبيا اضطرابات داخلية بسبب معارك بين الجيش الإثيوبي وقوات متمردة من إقليم تيغراي شمال البلاد.
من جهة أخرى، شهد محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعاصم الجزار، وزير الإسكان، أمس، احتفالية تحويل مجرى نهر روفيجى في تنزانيا لتنفيذ الأعمال بجسم السد الرئيسي، بمشروع إنشاء سد ومحطة جيوليوس نيريرى لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميغاواط، على نهر روفيجي، بمنخفض شتيجلرز جورج، بدولة تنزانيا، بحضور رئيس الوزراء التنزاني، قاسم ماجاليوا.
ويقام مشروع سد ومحطة جيوليوس نيريري، عبر تحالف شركتي «المقاولون العرب» و«السويدي إلكتريك» المصريين على نهر روفيجى بدولة تنزانيا، وتم توقيع العقد في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بحضور رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية، ومصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، بقيمة 2.9 مليار دولار، في دار السلام بتنزانيا، لتنفيذ مشروع بناء سد، ومحطة توليد كهرومائية بقدرة 2115 ميغاواط، على نهر روفيجي بتنزانيا، بهدف توليد 6307 آلاف ميغاواط - ساعة سنوياً، تكفي استهلاك نحو 17 مليون أسرة تنزانية.
ويتحكم السد في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، ولتخزين نحو 34 مليار م3 من المياه في بحيرة مُستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في واحدة من أكبر الغابات في قارة أفريقيا والعالم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.