قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، متزعم التحالف الحكومي المغربي صباح أمس بالرباط، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، إن أعضاء حزبه «مستعدون أن يموتوا واحدا واحدا من دون أن يتخلوا عن درب الإصلاح السياسي في ظل الاستقرار». وأوضح ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية «يساهم في إصلاح الأوضاع في ظل الاستقرار لينتفع بثماره الوطن».
وقدم ابن كيران للمغاربة عدة تطمينات، وذلك بعد 3 سنوات من قيادته للائتلاف الحكومي، بكون حزبه لا يسعى إلى تحقيق أي أجندة دينية تتوخى «أسلمة المجتمع المغربي»، مشيرا إلى أن نموذج حزبه في الإصلاح يقوم على «إصلاح المجتمع لا أسلمته، أو التغلب عليه أو التحكم فيه، أو ضبطه، أو ممارسة الديكتاتورية عليه»، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية «يبقى جزءا من المغاربة بمسلميه وجميع طوائفه».
وتابع ابن كيران قائلا: «إن كوننا حزبا بمرجعية إسلامية أمر لا يعطينا أفضلية عن باقي المغاربة»، مضيفا أن الحركة الإسلامية التي نشأ فيها قادة الحزب كانت «ثمرة اجتهاد خاص نشأ بمفرده من شيخ، ودون وصاية، ومن دون أي علاقة مع الداخل أو الخارج». كما أعلن ابن كيران استعداد حكومته لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية الموجهة ضد تجربة حزبه، والصادرة عن معارضي الإصلاح، معدا ذلك «دليلا على أننا في الطريق الصحيح».
وانتشى ابن كيران أثناء عرضه لبعض إنجازات حكومته، معتبرا أن «تنقيط المؤسسات الدولية، واعتراف المؤسسات المالية الدولية بالنجاحات التي حققتها الحكومة المغربية في مجال التحكم في التوازنات الماكرو - اقتصادية»، مؤشر على نجاح حكومته، و«قدرتها على مباشرة الإصلاحات الجوهرية التي أخرجت المغرب من عنق الزجاجة»، وأضاف موضحا: «نحن مرتاحون، وكل المؤشرات تؤكد أننا قمنا بعمل إيجابي».
في ارتباط بذلك، أسهب رئيس الحكومة في ذكر مناقب رفيق دربه عبد الله باها، الذي توفي في حادث مفجع في بلدة بوزنيقة (جنوب الرباط)، حيث لقي حتفه الشهر الماضي، بعد أن دهسه قطار قادم من الدار البيضاء في اتجاه الرباط. وعد ابن كيران الراحل باها شخصية استثنائية كان لها دورها الحاسم في ترسيم المشروع الإصلاحي الوطني، وتطوره وبناء منهجه، وتحقق نتائجه وظهور عطاءاته، وذلك منذ التحاقه بالعمل الإسلامي قبل نحو 4 عقود.
واعتبر ابن كيران رحيل كاتم أسراره خسارة جماعية تتجاوز الحزب، واعترف بالفراغ الذي تركه باها، وقال بهذا الخصوص: «وفاة الراحل عبد الله باها هدت كياني، وما زلت أتجرع آلام الفراق»، مضيفا: «الراحل لم يكن أفضل منا دائما في كل شيء، ولكن كان واحدا منا، وعلينا أن نمشي في اتجاه تصاعدي».
من جهته، أكد سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، أن «العدالة والتنمية» ظل يجسد باستمرار ترسيخ الديمقراطية الداخلية، والحرص على المصالح العليا للبلاد وعلى الثوابت الوطنية الراسخة، مضيفا أن الحزب أسهم باستمرار منذ بدايته في ترسيخ هذه المعاني والقيم. وأبرز العثماني أن الحزب أصبح يشكل اليوم عاملا من عوامل الإصلاح والاستقرار، إلى جانب باقي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي أصبحت لها مكانة دستورية بارزة. ودعا العثماني، وهو أيضا وزير سابق للخارجية، أعضاء حزبه إلى الاجتهاد واستخلاص الدروس والعبر من حياة ووفاة الفقيد باها، مضيفا أن حياة الراحل ووفاته «شكلت دروسا وعبرا لنا جميعا».
ابن كيران: لا نسعى لتحقيق أي أجندة دينية تتوخى «أسلمة» المجتمع المغربي
قال إن حزبه مستعد للموت من أجل الدفاع عن الإصلاح في ظل الاستقرار
ابن كيران: لا نسعى لتحقيق أي أجندة دينية تتوخى «أسلمة» المجتمع المغربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة