دعت دار الإفتاء المصرية «القادة الدينيين والسياسيين في الغرب، إلى إيجاد أرضية مشتركة لحوار متكافئ، بهدف الوصول إلى نقطة ضوء تنكسر عليها ظاهرة الإسلاموفوبيا، وخطابات الكراهية».
وقال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن «الحوار هو السبيل لحلول لهذه القضايا العالقة». وطالب المفتي المسلمين في الغرب بـ«إظهار الإسلام بصورة حضارية تنبئ عن حقيقة الدين، ولا تستخدم لأغراض أخرى. فضلاً عن الاندماج الإيجابي الفعال الذي يُظهر صورة المسلم الحقيقية التي ترفض الانعزال»، موضحاً أن الجماعات المتطرفة «شوهت صورة الإسلام في الغرب ونشرت خطاب الكراهية».
وسبق أن دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «صياغة عمل جماعي على المستوى الإقليمي والدولي، للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، باشتراك مع المؤسسات الدينية المختلفة من جميع الأطراف، بهدف نشر قيم السلام الإنساني».
في سياق متصل، قالت «الإفتاء» إن «الاعتداء على مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بأي شكل من الأشكال، أمر مرفوض تماماً، ولا يمكن قبوله»، لافتة إلى أن «مواجهة موجة العداء والإسلاموفوبيا والإساءة التي يتعرض لها المسلمون في الغرب، يمكن أن نؤصل لمواجهتها من خلال الاستنكار لمثل هذه الأفعال، والرفض التام لها، وترسيخ ثقافة المؤسسية وسلطة الدول».
وسبق أن دعت مؤسسات دينية مصرية إلى «إجراءات قانونية لمنع تكرار الإساءة للرسول الكريم وللرموز الإسلامية»، في إشارة إلى أزمة الرسوم الكاريكاتيرية التي أثارتها صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، والتي تلقت فرنسا بسببها انتقادات عديدة من مؤسسات دينية إسلامية.
وأكد علام في بيان أمس أن «الفقه الإسلامي قائم على اعتبار المؤسسية، وإسناد كل أمر إلى أهل الاختصاص، وعلينا أن نرجع للمنهجية في كل شيء، ولا نرجع للعاطفة فحسب، ولذلك نجد أن الجماعات الإرهابية لديها خلل في مفاهيمها. فقد نصبت نفسها حكماً، واستلبت حقوق الدولة في العقاب، والإذن في القتال والجهاد، وهذه من سلطات الدولة ومؤسساتها، ولا يجوز للأفراد أن يقوموا بها حتى لا يحدث خلل في المجتمع والحياة».
وحول الإساءة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وموجات الغضب التي اجتاحت العالم بسبب ذلك، قال مفتي مصر: «نحزن حزناً شديداً لذلك ونستنكره بشدة، ويجب أن يكون ذلك دافعاً لنا لمزيد من التعلق بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبالشريعة والأخلاق الإسلامية، وأن نظهر الصورة المثلى للإسلام»، مضيفاً: «لا بد من أن تكون هناك حالة من النقاش والحوار حول الوضع الحالي، فعندما ننظر للمفاهيم المختلفة، نلحظ أن هناك فهمين للنص الشرعي: الأول فهم موروث بمنهجية منضبطة متوارثة عن العلماء، والثاني فهم من أجل تحقيق أغراض سياسية».
«إفتاء مصر» تدعو الغرب لـ«حوار متكافئ» لمواجهة «الإسلاموفوبيا»
قالت إن الجماعات المتطرفة «شوهت صورة الإسلام ونشرت الكراهية»
«إفتاء مصر» تدعو الغرب لـ«حوار متكافئ» لمواجهة «الإسلاموفوبيا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة