التحالف يعتقل «مسؤول الاغتيالات في داعش»

TT

التحالف يعتقل «مسؤول الاغتيالات في داعش»

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أمس، اعتقال قيادي بارز بتنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، بعد عملية إنزال جوي نفذتها وحدة المهام الخاصة من قوات التحالف الدولي بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ«قسد».
وأعلن مصدر عسكري أنه تم إلقاء القبض على «أبو جهاد الأنصاري» الذي كان مسؤولاً عن تنفيذ عمليات الاغتيالات واستهداف شيوخ ووجهاء العشائر العربية ومسؤولين عسكريين ومدنيين في دير الزور.
وأوضح أن العملية نفذت فجر أمس (الثلاثاء) في قرية الصبحة التابعة لبلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، وتمكنت من القبض على الأنصاري الذي كان يعطي الأوامر بتنفيذ عمليات الاغتيال وتحريك الخلايا النائمة النشطة التابعة للتنظيم وصادروا الأسلحة والذخيرة، وكان بينها قذائف «آر بي جي».
إلى ذلك، أعلنت قوات «قسد» و«الإدارة الذاتية» تسوية أوضاع أهالي بلدة الشيوخ العربية، بعد إطلاق مبادرة من وجهاء وشيوخ عشائر البلدة الواقعة غرب مدينة عين العرب (كوباني)، وتشمل المبادرة تسوية أوضاع الذين انتسبوا إلى الفصائل السورية المسلحة خارج مناطق «قسد» والإدارة لعودتهم إلى ممتلكاتهم وديارهم.
ونوه عبد الرزاق الأحمد أحد وجهاء البلدة الذين عملوا على المبادرة، «بجهود أهالي الشيوخ وريفها وبالتعاون مع الإدارة المدنية والعسكرية تمت إعادة أهالي منطقة الشيوخ وريفها إلى مناطقهم وقبول تسوية أوضاعهم دون المساس بهم، بالتنسيق مع لجنة العشائر المعنية بالأمر». ولفت إلى أن القرار يستثني من تورط بجرائم ووجود دعاوى شخصية بحقهم وكل من تلطخت يداه بالدماء، وأضاف: «نحن بصفتنا وجهاء عشائر الشيوخ وريفها نتكفّل بتسوية أوضاع كل الأشخاص من أهالي المنطقة المنتسبين للفصائل خارج مناطق قوات (قسد) والإدارة».
وبحسب الأحمد، تتضمن الكفالة الحماية الشخصية وعودة آمنة لدى الجهات المختصة، كما حددوا مهلة 20 يوماً، واختتم حديثه ليقول: «كل من يتأخر عن موعد التسوية حتى 22 الشهر الحالي لا تشملهم التسوية ونحن غير مسؤولين عنه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».