إقبال كبير على مراكز الاقتراع في يوم «الثلاثاء الكبير»

10 % من نسبة المصوتين من المهاجرين الأميركيين

إقبال كبير شهدته مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية (الشرق الأوسط)
إقبال كبير شهدته مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية (الشرق الأوسط)
TT

إقبال كبير على مراكز الاقتراع في يوم «الثلاثاء الكبير»

إقبال كبير شهدته مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية (الشرق الأوسط)
إقبال كبير شهدته مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية (الشرق الأوسط)

لا صوت يعلو في الولايات المتحدة في يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) إلا صوت الانتخابات؛ حشود وطوابير من الناخبين بوجوه تكسوها «الكمامات» للحماية من فيروس كورونا يقفون أمام مراكز الاقتراع في يوم «الثلاثاء الكبير»، وذلك لاختيار رئيس أميركا القادم، وكذلك التصويت لاختيار أعضاء مجلس النواب في الكونغرس، والتصويت لملء 35 مقعداً في مجلس الشيوخ.
ويُعد يوم الانتخابات إجازة رسمية في البلاد كافة، إذ أغلقت المدارس والجامعات والأعمال، وكذلك الشركات والقطاعات الحكومية التي لا يرتبط عملها بالانتخابات، وذلك للسماح لموظفيها وللمواطنين بممارسة حقهم الدستوري في التصويت، واختيار مرشحهم الرئاسي، بعد أن تجاوز عدد المصوتين في التصويت المبكر الـ100 مليون مصوت، وذلك بنهاية يوم الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب إحصائية مركز «بيو» للدراسات والاستطلاعات التي أجريت على شريحة واسعة من الشعب الأميركي، تصل إلى أكثر من 12 ألف مسجل، فإن عدد المصوتين الأميركيين المستقلين الذين لا ينتمون إلى تأييد حزب معين بلغت نسبتهم 34 في المائة، فيما بلغت نسبة المصوتين الديمقراطيين 33 في المائة، والجمهوريين 29 في المائة، ومن الجمهور المستقل يميل نحو 49 في المائة منهم إلى الحزب الديمقراطي، فيما يميل 44 في المائة إلى الحزب الجمهوري.
وأوضحت الإحصائية أن المصوتين البيض تبلغ نسبتهم 69 في المائة، فيما السود واللاتينيين تبلغ نسبة كل مجموعة 11 في المائة، و8 في المائة للأعراق الأخرى، وأعمار المصوتين فوق الـ30 سنة بلغت 84 في المائة، فيما 16 في المائة من المصوتين هم من فئة الشباب (أعمارهم أقل من 30 سنة).
أما المصوتون المهاجرون، فإن عددهم يبلغ 23 مليون شخص يتوقع أن يصوّتوا في الانتخابات، وهو ما تمثل نسبته 10 في المائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأميركية البالغ عددهم 328 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية في 2019.

ومن أمام أحد مراكز الاقتراع والتصويت في ولاية فيرجينا بمقاطعة فايرفاكس، التقت «الشرق الأوسط» بعدد من الناخبين الأميركيين الذين صوّتوا في ساعات الصباح الباكر حضورياً، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السادسة صباحاً، وتستمر حتى الساعة السابعة مساءً، إذ ساعدت الأجواء الخريفية التي بلغت درجة الحرارة فيها 16 درجة مئوية (61 فهرنهايت) المصوتين على الوقوف في طوابير الانتظار، والتصويت لمرشحهم الرئاسي.
وتباينت آراء الناخبين الأميركيين بين مؤيد ومعارض للرئيس ترمب، وكذلك منافسه جو بايدن، إلا أن ولاية فيرجينيا (تعرف بميلها الديمقراطي) كانت غالبية الاتجاهات فيها تؤيد المرشح الديمقراطي جو بايدن، وهو ما أكدّه توني ديكورن، حيث أكد أن الانتخابات الأميركية هذا العام تميزت باختلافها عن كل الانتخابات الأخرى سابقاً، مرجعاً ذلك إلى الخلفية السياسية والخبرة العملية للمرشحين الرئاسيين، وطبيعة الأحداث التي تمر بها أميركا والعالم، خصوصاً مع فيروس كورونا.

وأوضح ديكورن لـ«الشرق الأوسط» أن الفائز بمقعد الرئاسة الأميركية سيجب عليه مواجهة كثير من الملفات التي تهم الناخب الأميركي، وأولها ملف «كوفيد-19»، وإعادة تحسين الاقتصاد، وفتح المدارس، ومواجهة الملفات والقضايا الاجتماعية، وكذلك السياسية، متمنياً أن يحظى بايدن بهذه الفرصة، وذلك لانتمائه للحزب الديمقراطي.
في حين رأى براد كلابر أن يوم الثلاثاء يوم تاريخي لاختيار الرئيس الأميركي، إذ يؤيد المرشح الديمقراطي بايدن، وذلك لثقته العميقة في خبرته السياسية الممتدة لأكثر من 30 عاماً، على حد قوله، مضيفاً: «لا يمكن مقارنة الخبرة السياسية لجو بايدن بدونالد ترمب، فبايدن تولّى مناصب مهمة في الدولة على مدار 40 عاماً، وهو مؤهل لإعادة توحيد الصفوف، في الوقت الذي تشهد فيه أميركا صراعاً داخلياً بين التيارات الحزبية سبب انقساماً داخلياً بين الشعب».

ومن جهة أخرى، عبر زوجان، عن تأييدهما للرئيس ترمب المرشح الجمهوري في الانتخابات، معتبرين أن المرحلة المقبلة في البلاد تحتاج إلى شخصية مختلفة، شخصية لم تكن في واشنطن مدة 40 عاماً، ولم تستطع أن تحسن من أرقام الاقتصاد، ولا من الحالة المعيشية للمواطن الأميركي.
وأفادا بأن فيروس كورونا الجديد يمثل تحدياً حقيقياً أمام الرئيس ترمب، إلا أن التصويت له هو في حد ذاته أقل سوءاً من التصويت لجو بايدن، إذ إن الفريق الديمقراطي انتقد إدارة ترمب، بيد أنه لم يقدم خطاً بديلاً، ولم يقنع المواطن الأميركي بالتصويت له، والثقة بأنه قادر على السيطرة على الفيروس.
وأضافا: «التصويت اليوم كان سهلاً سلساً، ولم يأخذ منا أوقاتاً طويلة، ووقوفنا مع ترمب ليس بالضرورة معناه أننا نؤيد كل ما يقوله، ولكننا نرى فيه الشخص المناسب الذي يستطيع أن يغير شيئاً لصالح الشعب الأميركي، وواجبنا -بصفتنا مواطنين أميركيين- هو دعم ذلك».



«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قدم الادعاء «الأكثر جنوناً» بشأن مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن، حيث زعم فريق ترمب أن أقماراً صناعية إيطالية زورت الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي أصدرت، أمس (الثلاثاء)، مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني بعثها فريق ترمب لكبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية لإثبات مزاعم تزوير الانتخابات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الرسائل توضح بالتفصيل أن فريق ترمب قدم مزاعم لا أساس لها من الصحة تتضمن نظريات مؤامرة، وكذلك ترسم صورة واضحة لعدم وضع أي اعتبارات للخطوط التقليدية بين البيت الأبيض ووزارة العدل بالمسائل المتعلقة بترمب شخصياً.
ووصفت «واشنطن بوست» بعض الرسائل بأنها «مذهلة»، حيث تكشف أن الإدارة التي كانت تقود الولايات المتحدة كانت تعتقد بنظرية تآمرية لم يسمع بها من قبل تزعم بأن أقماراً صناعية إيطالية استخدمت في تزوير العملية الانتخابية.
وأوضحت الصحيفة أن مارك ميدوز كبير مساعدي ترمب أرسل في الأول من يناير (كانون الثاني) برسالة إلى المدعي العام بالإنابة جيفري روزن تضمنت مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لضابط استخبارات سابق يدعى براد جونسون يشرح بالتفصيل ما أطلق عليه اسم «نظرية المؤامرة الإيطالية» تزعم أن أشخاصاً على صلة بشركة إيطالية تدعى «ليوناردو» استخدموا أقماراً صناعية لتزوير الأصوات في المراكز الحضرية في الولايات الرئيسية لصالح بايدن.
وقالت الصحيفة إن القائم بأعمال نائب المدعي العام ريتشارد دونوغ وصف تلك المزاعم بأنها «جنون تام» بعدما بعث جيفري روزن له برسالة كبير مساعدي ترمب.
وأكدت «واشنطن بوست» أن وكالة «رويترز» للأنباء وصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أجرتا تحقيقاً بشأن تلك المزاعم ووجدتا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن تلك المزاعم سبق أن تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يقدمها فريق ترمب.
وقالت رئيسة لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي كارولين مالوني: «تظهر هذه الوثائق أن ترمب حاول إفساد أهم وكالة لإنفاذ القانون في بلادنا، في محاولة سافرة لإلغاء انتخابات خسرها».
وتأتي هذه الوثائق في وقت يواصل خلاله المشرعون الأميركيون التحقيق في هجوم أنصار ترمب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير لمحاولة عرقلة التصديق على فوز بايدن بالانتخابات، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.