بعد انفجار «نطنز»... صور تكشف عن بناء إيران منشأة نووية جديدة

صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر عمليات البناء بمنشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز» الإيرانية (أ.ب)
صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر عمليات البناء بمنشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز» الإيرانية (أ.ب)
TT

بعد انفجار «نطنز»... صور تكشف عن بناء إيران منشأة نووية جديدة

صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر عمليات البناء بمنشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز» الإيرانية (أ.ب)
صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر عمليات البناء بمنشأة تخصيب اليورانيوم في «نطنز» الإيرانية (أ.ب)

أظهرت صور أقمار صناعية أن إيران بدأت عمليات البناء في منشأة «نطنز» النووية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتأتي عمليات البناء في الوقت الذي تقترب فيه الولايات المتحدة من يوم الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ضمن حملة تضم الرئيس دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
ودفعت حملة «الضغط الأقصى» التي شنها ترمب ضد إيران طهران للتخلي عن كل القيود المفروضة على برنامجها النووي، بينما أعرب بايدن عن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي.
ومن المرجح أن تحدد نتيجة التصويت النهج الذي ستتخذه أميركا في هذا الشأن. وكادت التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة تشعل فتيل الحرب في بداية العام.
واعترفت الوكالة الدولية للطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة بأن طهران تبني محطة تجميع أجهزة طرد مركزي متطورة تحت الأرض بعد انفجار محطتها السابقة بهجوم جرى الإبلاغ عنه في يوليو (تموز) الماضي.
وأظهرت صور من شركة «بلانيت لابز»، ومقرها سان فرنسيسكو، منذ أغسطس (آب) الماضي، أن إيران بنت طريقاً جديدة إلى جنوب «نطنز» باتجاه ما يعتقد المحللون أنه ميدان رماية سابق لقوات الأمن في منشأة التخصيب.
وكشفت صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية يوم الاثنين أن الموقع يحتوي على ما تبدو أنها معدات بناء هناك. وقال محللون من «مركز جيمس مارتن» في «معهد ميدلبري للدراسات الدولية» إنهم يعتقدون أن الموقع يخضع للتنقيب.
وأوضح جيفري لويس، الخبير في المعهد والذي يدرس البرنامج النووي الإيراني: «هذه الطريق تذهب أيضاً إلى الجبال، لذا قد يكون الموضوع أنهم يحفرون نوعاً من الهياكل التي ستخرج من الأمام وسيكون هناك نفق في الجبال. وربما قد يضعون المنشأة في الداخل بالكامل».
وقال علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، للتلفزيون الحكومي الشهر الماضي، إن المنشأة المدمرة فوق الأرض استُبدلت بها أخرى «في قلب الجبال المحيطة بنطنز».
وأشار رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن مفتشي الوكالة كانوا على علم بالبناء.
وقال إن طهران أبلغت في السابق مفتشي الوكالة الذين تمكنوا من الوصول إلى المواقع الإيرانية رغم انهيار الاتفاق النووي.
وسحب ترمب من جانب واحد الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وافقت فيه طهران على الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وعندما صعّدت الولايات المتحدة العقوبات، تخلت إيران تدريجياً وعلناً عن تلك القيود، حيث دفعت سلسلة من الحوادث المتصاعدة بالبلدين إلى حافة الحرب في بداية العام.
وتقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 4.5 في المائة، ووفقاً لآخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن لديها مخزوناً يبلغ 2105 كيلوغرامات.
ويقول الخبراء إن 1050 كيلوغراماً من اليورانيوم منخفض التخصيب مادة كافية لإعادة التخصيب إلى مستويات تصل إلى 90 في المائة من مستوى نقاوة الأسلحة النووية.
وتشير التقديرات إلى أن «وقت الاختراق» الإيراني، أي الوقت اللازم لبناء سلاح نووي واحد، انخفض من عام بموجب الاتفاق إلى أقل من 3 أشهر.
وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، رغم أن الدول الغربية تخشى أن تستخدمه لامتلاك أسلحة نووية.



سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)
كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)
TT

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)
كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)

وجد الآلاف من سكان مدينة لوس أنجليس الأميركية أنفسهم وسط منافسة شرسة للعثور على مكان يعيشون فيه بأسعار معقولة، وذلك بعد أن فقدوا منازلهم في بعض من أكثر حرائق الغابات تدميراً في تاريخ ولاية كاليفورنيا.

وأودت الحرائق بحياة 27 شخصاً على الأقل، حتى أمس الجمعة، كما تسببت في تدمير أكثر من 10 آلاف مبنى في المناطق السكنية في باسيفيك باليساديس وألتادينا.

وفي أعقاب الحرائق، ارتفعت الإيجارات بشكل كبير، وأحاط الغموض بتعويضات التأمين، مما جعل بعض النازحين في وضع غير واضح المعالم، وفقا لوكالة «رويترز».

وفي مقابلات أجريت الأسبوع الماضي، عبّر سكان من لوس أنجليس عن ألم البعد عن الأحياء التي كانوا يعيشون فيها، وعن التحدي الكبير المتمثل في تحديد مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.

الإيجارات «مجنونة»

يقيم جون أدولف (48 عاماً) وزوجته وطفلاه الصغيران وكلباه مع بعض أصدقائه منذ فرارهم من منزلهم في ألتادينا قبل أسبوع. ودمر حريق إيتون منزلهم الذي عاشوا فيه لمدة 6 سنوات بالقرب من غابة أنجليس الوطنية.

وقال: «نحمد الله على أننا في أمان، لكننا لا نعرف ماذا ينتظرنا بعد ذلك. نحن (أنا وزوجتي) محظوظان، فما زلنا نعمل هنا. أعرف أشخاصاً فقدوا سبل عيشهم، وعليهم أن يبدأوا من جديد. ما زلنا نعمل».

يقيم جون أدولف (48 عاماً) وزوجته وطفلاه الصغيران وكلباه مع بعض أصدقائه منذ فرارهم من منزلهم في ألتادينا قبل أسبوع (رويترز)

ويعيش أدولف وزوجته كريستين في لوس أنجليس منذ ولادتهما، ولا يعتزمان الانتقال من المنطقة بشكل دائم «ما لم يضطروا إلى فعل ذلك».

وفي الوقت الراهن، تشعر الأسرة بالارتياح للبقاء مع الأصدقاء، لكنها تعلم أن هذا لن يدوم على المدى الطويل. وقد بدأوا بالفعل في البحث عن شقق للإيجار.

وقال أدولف: «لدينا طفلان وكلبان كبيران. نحن بحاجة إلى شيء مستقر للطفلين». عندما ذهبوا لمعاينة منزل للإيجار، كانت هناك بالفعل 6 عائلات مصطفة أمامهم. وأضاف أدولف: «لا شك أن هذا جنون. الأمور خرجت عن السيطرة تماماً».

ورغم أن منزله كان مؤمناً عليه، يشعر أدولف بالقلق من أن ارتفاع تكاليف البناء وأسعار التأمين الجديدة قد تدفعهم إلى الخروج من الحي الذي كانوا يعيشون فيه.

وتابع قائلاً: «لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من إعادة البناء». وأضاف أنه ليس لديه أي فكرة عن المدة التي ستستغرقها السلطات لإزالة الأنقاض قبل أن يتمكنوا من بناء المنزل. وتابع: «نحن حقاً نرغب في البقاء، ولكن من يدري؟ لا نعرف».

«الانتقال بين مكان وآخر»

في صفحة على «جو فند مي» التي أنشأتها كيت ألكساندريا، وهو موقع يمكن من خلاله جمع التبرعات، وضعت صورة للحريق الذي أتى على شقتها المستأجرة في ألتادينا، وتقول إنها استنفدت كل الرصيد المتاح في بطاقات ائتمانها. وتلقت تبرعات بأكثر من 3 آلاف دولار حتى أمس الجمعة.

كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)

وألكساندريا، كاتبة المنح البالغة من العمر (27 عاماً)، انتقلت إلى لوس أنجليس قبل 3 سنوات من غراس فالي، وهي مدينة صغيرة شمال ساكرامنتو، بعد أن شعرت بالتوتر بسبب قرب حرائق الغابات المدمرة.

وكانت تستأجر ما وصفته بأنه شقة جرى تعديلها بشكل غير قانوني في ألتادينا فوق مرائب مليئة بالوقود والطلاء ومواد مشتعلة أخرى. ولفترة من الوقت، تقاسمت الإيجار الشهري الذي يبلغ 2000 دولار، وهو سعر يعد نادراً في لوس أنجليس، مع زميلة في السكن.

وبعد الحرائق، أعاد المالك إيجار شهر يناير (كانون الثاني)، لكنها لم تسترد وديعة التأمين التي تبلغ 2000 دولار، والتي تقول إنها في أمس الحاجة إليها.

تتناول كيت ألكساندريا نحو 40 نوعاً من الأدوية للسيطرة على الأعراض المؤلمة لإعاقة لكن أغلب الأدوية دمرتها حرائق كاليفورنيا (رويترز)

وتقول ألكساندريا إنها تتناول نحو 40 نوعاً من الأدوية للسيطرة على الأعراض المؤلمة لإعاقة، لكن أغلب الأدوية دمرتها النيران. وسوف يكلف استبدال الوصفات الطبية مئات الدولارات.

وتركت قطتها في منزل صديقتها في باسادينا القريبة، الذي يخضع للتجديد، بينما تنام في منزل والدة صديقة لها في فان نويس، على بعد نحو 20 ميلاً (30 كيلومتراً) غربي ألتادينا، حتى السبت، عندما تعود الأم من رحلة. وفي أغلب الأيام تتنقل بين المكانين.

وقالت: «سيكون عليّ الانتقال بين مكان وآخر لفترة من الوقت»، ووافقت إدارة الطوارئ الاتحادية على دفع مبلغ أولي قدره 770 دولاراً، وهو ليس كثيراً في مدينة عالية التكلفة مثل لوس أنجليس. وتحاول الحصول على موافقة على تأمين الكوارث من موقع استئجار المنازل «إير بي إن بي»، الذي سيوفر لها إيجار بضعة أيام على الأقل.

وتحظر كاليفورنيا رفع الأسعار بأكثر من 10 في المئة في حالة الكارثة المعلنة، ومع ذلك ارتفعت الإيجارات. وقالت ألكساندريا، وهي تتصفح قوائم الشقق المتاحة، إن الوحدات التي كانت مدرجة بسعر 2000 دولار شهرياً في يناير (كانون الثاني) أصبحت الآن بأكثر من 3 آلاف دولار.

وعبرت ألكساندريا عن انزعاجها مما أسمته «شر» أصحاب العقارات، لكنها تحلم بالعودة إلى حيها القريب لقلبها. وقالت: «إنه المكان الأكثر غرابة وروعة في لوس أنجليس».

«مدينة مهجورة»

قالت ديزي سواريز جايلز، التي فقدت منزلها المكون من 4 غرف نوم في ألتادينا، الذي اشترته في عام 2021، وحديقة أشجار الحمضيات والأفوكادو التي زرعتها: «أشعر وكأن المكان الذي يعيش فيه المرء هو جزء من الهوية»، وأضافت: «أشعر وكأن جزءاً من هويتنا قد اختفى».

ديزي سواريز جايلز وعائلتها فقدت منزلها المكون من 4 غرف نوم في ألتادينا نتيجة حرائق كاليفورنيا (رويترز)

وحصلت هي وزوجها كيث جايلز على غرفة فندق وسط مدينة لوس أنجليس، بالقرب من النادي الصحي الذي يملكانه، مقابل نحو 170 دولاراً لليلة، وهو نوع من خصم الموظفين لأن الفندق يستعين بالعاملين لديهم.

وانتقلا، أمس الجمعة، إلى شقة إيجار مجانية تبرع بها «إير بي إن بي» لمدة 10 أيام. لكنهما لا يعرفان أين سينتهي بهما المطاف بعد ذلك.

وأرسل الزوجان ابنيهما الصغيرين إلى أقارب في فلوريدا، لحين استعادة بعض الاستقرار.

ولا يزال يتعيّن عليها هي وزوجها سداد الرهن العقاري كل شهر لمنزلهما المدمر، الذي لا يزالان مدينين عليه بمبلغ 850 ألف دولار.

وأصبح سداد أقساط الرهن العقاري أكثر صعوبة الآن لأنهم كانا يعتمدان جزئياً على الإيجار الذي يدفعه مستأجر يعيش في استوديو في الجزء الخلفي من المنزل. كما تراجعت أعمالهم في النادي الصحي فجأة.

وقالت: «كنا نكافح، والآن مع الحريق أصبح الأمر أشبه بمدينة مهجورة. لا أحد يفكر في النادي الصحي الآن».

ديزي سواريز جايلز تقف خارج ناديها الصحي في كاليفورنيا (رويترز)

وهي تنتظر سماع رد من شركة التأمين حول التعويض الذي سيحصلان عليه على مدى الأشهر الـ12 المقبلة. وقبل البدء في البحث عن منزل جديد للإيجار بجدية، أصبحا في حاجة إلى معرفة ميزانيتهما.

وقاما ببعض البحث، لكن هدية عيد الميلاد للأولاد التي كانت جرواً صغيراً سهلت رفض أصحاب العقارات بسبب قاعدة «لا حيوانات أليفة».