أوروبا تستعد لمزيد من المعاناة

ألمانيا تخشى «شهوراً صعبة جداً»... وفرنسا تتوقع 100 ألف إصابة يومياً... ومستشفيات بلجيكا تقترب من «طاقتها القصوى»

فرنسا تتوقع 100 ألف إصابة بــ«كورونا» يومياً (رويترز)
فرنسا تتوقع 100 ألف إصابة بــ«كورونا» يومياً (رويترز)
TT

أوروبا تستعد لمزيد من المعاناة

فرنسا تتوقع 100 ألف إصابة بــ«كورونا» يومياً (رويترز)
فرنسا تتوقع 100 ألف إصابة بــ«كورونا» يومياً (رويترز)

حذّر زعماء أوروبيون من أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة في الوقت الذي أجبرت فيه جائحة «كوفيد - 19» السلطات على فرض قيود جديدة لمحاولة الحد من انتشار المرض، حسب «رويترز».
وفيما وردت أنباء إيجابية تمثلت في تقارير بأن لقاحاً تطوره «جامعة أكسفورد» وشركة «أسترا زينيكا» حفز استجابات مناعية لدى كبار السن والشبان، حذّر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، من أن اللقاح لن يكون متاحاً على نطاق واسع قبل العام المقبل، وقال «لم نصل (إلى هذه النقطة) بعد».
وفي أماكن أخرى، كان المشهد قاتماً، حيث أعلنت بعض الدول عن زيادات قياسية، على رأسها فرنسا التي سجلت أكثر من 50 ألف حالة في يوم واحد للمرة الأولى يوم الأحد، بينما تجاوزت قارة أوروبا عتبة 250 ألف حالة وفاة.
وتحاول الحكومات باستماتة تجنب الإغلاق الذي كبح المرض في بداية العام على حساب إغلاق اقتصاداتها بالكامل. لكن الارتفاع المطرد في الحالات الجديدة أجبرها على تشديد الضوابط.
ونقلت صحيفة «بيلد» عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قولها في اجتماع لزعماء في «الحزب الديمقراطي المسيحي» الذي تنتمي له «نواجه شهوراً صعبة جداً جداً».
وعلى الرغم من أن أداء ألمانيا كان جيداً نسبياً مقارنة بدول أخرى في أوروبا، إلا أنها شهدت أيضاً ارتفاعاً حاداً في الحالات، وقال «معهد إيفو» إن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض، أمس الاثنين، مما يعكس المخاوف بشأن الفيروس.
وقال مسؤول بلجيكي، أمس الاثنين، إن الأسرّة الشاغرة في وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات قد تصبح غير متوفرة خلال أسبوعين، إذا ظلت أعداد المصابين بمرض «كوفيد - 19» ترتفع بمعدلاتها الحالية. وتشهد الدولة، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، ثاني أعلى معدل إصابة بالنسبة للفرد في أوروبا بعد جمهورية التشيك، حيث تتضاعف الحالات الجديدة كل 13 يوماً، وبلغت ذروتها، التي تجاوزت 18 ألف حالة، في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يفوق عشرة أمثال ذروة الإصابات خلال موجة الربيع، حسب «رويترز».
وتتضاعف أعداد المرضى الذين يخضعون للعلاج في وحدات الرعاية المركزة كل ثمانية أيام، حيث بلغت 757 حالة الأحد، في حين يخضع 4827 شخصاً للعلاج في المستشفيات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إيف فان لايتيم، لمؤتمر صحافي، إن أسرّة وحدات الرعاية المركزة في بلجيكا، وعددها ألفا سرير، قد تصبح غير متوفرة في غضون أسبوعين إذا ما استمرت معدلات الارتفاع هذه. وقال: «خلال أربعة أيام، وبحلول نهاية الأسبوع، سنتجاوز مستوى الألف حالة في الرعاية المركزة... وإذا لم تغير سلوكياتنا هذا المنحنى، فمن الممكن أن نبلغ ألفي حالة في الرعاية المركزة خلال أسبوعين، وهي أقصى طاقة استيعابية لدينا».
وأمرت منطقة بروكسل، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالفيروس في أوروبا، يوم السبت، بإغلاق جميع المنشآت الثقافية والرياضية، وقالت إن حظر تجول لفترة أطول سيفرض على السكان بدءاً من الاثنين (أمس).
وبلغت حصيلة الوفيات بسبب المرض في بلجيكا 10810 وفيات، ولديها واحد من أعلى معدلات الوفيات بالمرض في العالم بالنسبة للفرد، حسب تقرير «رويترز».
وفي باريس، قال مستشار طبي للحكومة الفرنسية لإذاعة «آر تي إل»، أمس، إنه قد تكون هناك مائة ألف إصابة جديدة بـ«كوفيد - 19» في فرنسا يومياً، أي أكثر من ضعف أحدث الأرقام المعلنة. وأضاف البروفسور جان فرانسوا دلفريسي رئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة فيما يتعلق بالجائحة: «يُحتمل أن يكون هناك أكثر من 50 ألف حالة يومياً. نحن في اللجنة العلمية نقدر أننا في نطاق مائة ألف حالة يومياً»، حسب «رويترز».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.