روايات متضاربة حول الأسلحة النووية بين موسكو وواشنطن

TT

روايات متضاربة حول الأسلحة النووية بين موسكو وواشنطن

قدمت واشنطن وموسكو روايات متضاربة بشأن محادثات الأسبوع الماضي حول خلافهما بشأن تمديد آخر معاهدة «نيو ستارت» بينهما بشأن نزع السلاح النووي. واعتبر المبعوث الأميركي للمفاوضات، مارشال بيلينغسلي، الثلاثاء، أن البلدين حققا بعض التقدم تجاه اتفاق حول مستقبل المعاهدة، التي ينتهي سريانها في فبراير (شباط).
و«نيو ستارت» هي عبارة عن ميثاق يحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية. وقال مارشال بيلينغسلي «نرغب في الواقع في تمديد معاهدة نيو ستارت لفترة معينة، شرط أن يوافقوا في المقابل على الحدّ من وتجميد ترسانتهم النووية». وقال «نعتقد أن هناك اتفاقاً مبدئياً على أعلى المستويات لدى حكومتينا».
والتقى مفاوضون من روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي في العاصمة الفنلندية هلسنكي من أجل جولة جديدة من محادثات السيطرة على السلاح النووي.
ولم يتأخر الرد الروسي كثيراً؛ إذ سارع مسؤول روسي كبير إلى إعلان رفض بلاده الشرط الذي وضعته الولايات المتحدة لتمديد هذه الاتفاقية والقاضي بتجميد الترسانتين النوويتين الروسية والأميركية.
لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قدم رواية مختلفة للأحداث، ورفض في بيان اقتراح واشنطن. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله «هذا اقتراح غير مقبول».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية «إذا وافق الأميركيون على الوثائق التي سلمناها إليهم، فيمكننا التوصّل إلى اتفاق غداً». وتابع بحسب ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء «لكن مع وجود اختلافات كثيرة، لا يسعني أن أتخيل على أي أساس يطرح زملاؤنا في واشنطن مثل هذه النظريات».
كما طالبت واشنطن مراراً بكين بالانضمام إلى مفاوضات خفض ترسانة الأسلحة النووية، لكن مع قرب موعد الانتخابات الأميركية المقرّرة بعد ثلاثة أسابيع، أشارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إبقاء المعاهدة على ما هي عليه في الوقت الراهن.
وكان المفاوض الأميركي قطع زيارته إلى آسيا الأسبوع الماضي لإعطاء الموافقة النهائية على الاتفاق المبدئي للبدء بوضع التفاصيل. وقال بيلينغسلي «نحن جاهزون لإبرام هذا الاتفاق. في الواقع، يمكننا أن نبرمه غداً. لكن يتعين على موسكو إظهار إرادة سياسية للقيام بالمثل». وأوضح بيلينغسلي، أن الولايات المتحدة لا تزل تصرّ على مشاركة الصين التي يشهد برنامجها النووي نموا مطّرداً، لكنه لا يزال أصغر بكثير من أن يقارن بالترسانتين الروسية والأميركية. وأضاف «كل الأمور التي نتفق بشأنها مع الروس يجب أن تؤطّر وتُهيأ بما يتيح توسعة هذا الاتفاق لكي يشمل الصينيين متى جلسوا إلى طاولة المفاوضات». وقال، إن الولايات المتحدة تسعى للتوصل لاتفاق مع روسيا على إجراءات تحقُّق، وإنّها مستعدة للقيام بخطوات مقابلة. وأضاف «ما نعرفه عن الروس هو أنهم متمرّسون في خرق المعاهدات».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.