قيادات «النهضة» التونسية تقترح استفتاءً داخلياً لـ «التمديد» للغنوشي

راشد الغنوشي رئيس «النهضة» (الشرق الأوسط)
راشد الغنوشي رئيس «النهضة» (الشرق الأوسط)
TT

قيادات «النهضة» التونسية تقترح استفتاءً داخلياً لـ «التمديد» للغنوشي

راشد الغنوشي رئيس «النهضة» (الشرق الأوسط)
راشد الغنوشي رئيس «النهضة» (الشرق الأوسط)

أكد سامي الطريقي، عضو لجنة الإعداد للمؤتمر الـ11 لحركة النهضة التونسية (إسلامية)، وجود توجه للاحتكام إلى آلية «الاستفتاء الداخلي» لحسم الخلاف حول التمديد لرئيس الحركة لراشد الغنوشي على رأس الحزب، وقال إن الفصل الـ133 من النظام الأساسي للحركة يمكّن رئيس الحزب أو أغلبية أعضاء مجلس الشورى (الثلث المقدر بـ50 عضواً) من إمكانية الدعوة إلى استفتاء لتجاوز هذا الخلاف في حال تواصله.
واعتبر الطريقي، أن الخلاف في حركة النهضة حول هذه النقطة «يتعلق بضرورة تطبيق القانون والالتزام به، ولا يتركز حول التمديد لرئيس الحركة»، مشيراً إلى أن جميع قيادات «النهضة»، بمن فيهم رئيس الحزب نفسه، «لا يتبنون فكرة التمديد للغنوشي ولا يدافعون عنها، بل يدافعون عن مبدأ أن يكون التداول عبر صندوق الاقتراع، وليس عبر نصوص تؤخذ من زاوية، وتترك في المقابل زوايا أخرى».
في السياق ذاته، كشف بلقاسم حسن، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، عن تواصل الاستعدادات للمؤتمر المزمع عقده نهاية السنة الحالية، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الخلاف حول بقاء الشيخ راشد الغنوشي على رأس الحركة من عدمه «بسيط وسيعرف الحل في إطار هياكل الحزب، وهو ليس خلافاً معقداً كما يصوره الإعلام المحلي، وتروج له الأحزاب المعارضة». معتبراً أن الحل «يكمن في تنفيد ما جاء به النظام الداخلي للحزب؛ لأنه أعطى سلطة تقدير الخلافات وحلها للمؤتمرين».
على صعيد متصل، أفرزت عملية انتخاب رئيس جديد للكتلة البرلمانية لحركة لنهضة، خلفاً لنور الدين البحيري، ترشح شخصيتين: الأولى تحظى بتأييد رئيس الحزب راشد الغنوشي، وهو عماد الخميري، المتحدث باسم حركة النهضة، والشخصية الأخرى هو فتحي العيادي، الرئيس السابق لمجلس شورى «النهضة»، والذي يحظى بتأييد الرافضين للتمديد للغنوشي. وقد انتهت المنافسة لصالح الخميري بحصوله على 31 صوتاً، بينما لم يحظ العيادي إلا بـ21 صوتاً؛ وهو ما رأى فيه بعض المراقبين «نجاحاً لجناح الشيخ راشد الغنوشي». ويرى عدد من المتابعين أن هذه النتائج الانتخابية مثيرة للانتباه، لأنها قد تكشف عن التوجه العام لسياسة الحركة، على اعتبار أن كلا المرشحين لرئاسة الكتلة البرلمانية ينتصر لشق معين داخل حركة النهضة، عن ثوابت التأسيس بالنسبة للمجموعة الرافضة للتمديد يمثل كذلك أحد عناوين الصراع حول تنفيذ الديمقراطية، ومبدأ التداول على الحكم داخل الحركة. أما معارضوهم فيفضلون الرجوع إلى قانون الحزب، وتنقيح القوانين إذا رأت الأغلبية ضرورة تعديلها، وأخيراً الدفاع عن حق الترشح دون موانع قانونية، أو حصر لعدد العهدات الرئاسية؛ وهو ما قد يفتح الأبواب أمام راشد الغنوشي لمواصلة رئاسة الحزب مرة أخرى.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.