«صندوق النقد الدولي» يثني على التدقيق الجنائي في الحسابات الرسمية

TT

«صندوق النقد الدولي» يثني على التدقيق الجنائي في الحسابات الرسمية

ينظر صندوق النقد الدولي بإيجابية إلى بدء التدقيق الجنائي في الحسابات الرسمية انطلاقاً من «مصرف لبنان»، الذي بدأته شركة «ألفاريز» التي من المتوقع أن تضع تقريرها الأولي خلال 10 أسابيع.
وأعلن رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني النائب إبراهيم كنعان بعد جلسة للجنة حضرها وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، أن الجلسة كانت مهمة بمضمونها لتحديد خريطة طريق نيابية حكومية تتعلق بالإصلاحات التشريعية والمالية وتنفيذ القرارات المتعلّقة بحاجات المجتمع ووقف الانهيار.
وقال: «لقد وضع معالي وزير المالية اللجنة بأجواء ومعطيات التدقيق الجنائي الذي بدأته شركة (ألفاريز) والتي هي حالياً في لبنان في زيارة لخمسة أيام، ستلتقي خلالها المسؤولين ووزير المال وحاكم (مصرف لبنان). وستضع تقريرها الأول خلال 10 أسابيع، وقد تسلمت الجهات المعنية ملف الأسئلة الموجهة من الشركة ومطالبها. وسيعود الوفد في وقت لاحق بشكل أوسع».
وتابع كنعان: «جرى البحث كذلك بموضوع السرية المصرفية المحددة في قانون النقد والتسليف، وما يمكن أن تشكّله من عوائق أمام التنفيذ الكامل لمهمة التدقيق الجنائي. وقد نقل وزير المالية خلال الجلسة استعداد حاكم (مصرف لبنان) للتعاون وفق القوانين المرعية». وأشار إلى أن «وزير المالية أطلع اللجنة على التواصل المستمر مع صندوق النقد الدولي، وقد أبلغها بحصول اتصال بين الجانبين، وأشار إلى أن هناك تشاوراً مستمراً حول التطورات الحاصلة على مستوى تصريف الأعمال، كما جرى شرح دور وواجبات مفوض الحكومة الذي يمثل وزارة المال لدى (مصرف لبنان)، وضرورة توفير المناخ والإمكانات اللازمة للقيام بدوره».
وأوضح كنعان أن صندوق النقد ينظر بإيجابية إلى بدء التدقيق الجنائي والخيارات الجديدة التي عبرت عنها «لازارد» من خلال الحكومة وضرورة التركيز على الإصلاحات، حسبما أوضح وزير المال خلال الجلسة، وأنه يطالب بموازنة 2021 وفق الإصلاحات المطروحة، مؤكداً أن «المطلوب من الحكومة الجديدة أن تكون فريقاً واحداً لا فريقين»، ولافتاً إلى أن «النقاش أشار إلى أن الجهد الذي بذلته لجنة المال في الفترة الماضية يساعد على ذلك، وقد ظهر بالخيارات المطروحة وفق مقاربة تتجاوز الخلافات الماضية على الأرقام، مع إعادة النظر ببعضها، لتنطلق من توزيع الخسائر على الدولة و(مصرف لبنان) والمصارف».
ولفت إلى «أننا سنبدأ البحث بقانون (الكابيتال كونترول) من خلال دعوة المصارف و(مصرف لبنان) لنقاش إمكاناتهم، والتزاماتهم تجاه المودعين، والاستماع للجمعيات والهيئات التي تمثل المودعين، وفتح باب النقاش على خلفية ملاحظات صندوق النقد التي أحيلت إلى وزارة المال والمجلس النيابي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.