تونس تشدد إجراءات مكافحة الفيروس بعد قفزة في الإصابات

استبعدت العودة للحجر الصحي الشامل

أطفال في مدرسة بالعاصمة التونسية (إ.ب.أ)
أطفال في مدرسة بالعاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

تونس تشدد إجراءات مكافحة الفيروس بعد قفزة في الإصابات

أطفال في مدرسة بالعاصمة التونسية (إ.ب.أ)
أطفال في مدرسة بالعاصمة التونسية (إ.ب.أ)

أعلن هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية، حزمة من الإجراءات لمدة أسبوعين متتاليين بهدف الحد من الانتشار السريع لوباء «كورونا» في تونس، وأكد على اعتماد نظام الحصة الواحدة وفرق العمل في المؤسسة الواحدة، وتقليص عدد ساعات العمل، باستثناء بعض القطاعات الحيوية مثل الأمن والصحة والتعليم، مع ضمان استمرارية العمل في المؤسسات التعليمية مع تطبيق البروتوكولات الصحية.
وأكد المشيشي أنه لا مجال للعودة إلى الحجر الصحي الشامل في تونس، «لأن الشعب ليست له القدرة على تحمل مثل هذه الوضعية»، على حد تعبيره. وذكّر التونسيين بإلزامية ارتداء الكمامات الطبية في جميع الفضاءات العامة، وأقر منع جميع التظاهرات بشتى أنواعها والاحتفالات العامة والخاصة، وإدراج «كورونا» ضمن الأمراض المهنية، وهو ما تنجم عنه تعويضات مالية من مؤسسات الضمان الاجتماعي في حال الإصابة بالمرض والدخول في حجر صحي إجباري، علاوة على تطبيق الحجر الصحي الجهوي في بعض المناطق وفرض حظر التجول حسب الحالة الوبائية.
وكانت «اللجنة العلمية لمجابهة فيروس (كورونا)»، قد نبهت الحكومة السابقة برئاسة إلياس الفخفاخ إلى مخاطر فتح الحدود واستئناف حركة الطيران وحركة الملاحة وآثارها على انتشار الفيروس مجدداً في تونس، غير أن الحكومة قررت فتح الحدود يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، مما أدى، وفق البعض، إلى تضاعف العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة والوفيات.
وفي هذا الشأن، قال نزار العذراي، عضو «اللجنة العلمية لمجابهة (كورونا)» إن فتح الحدود التونسية واستئناف حركة الطيران مثّلا السبب الرئيسي في حدوث موجة ثانية لانتشار الوباء في تونس، لأن الحالات التي تسببت في الموجة الثانية مستوردة، ولم تكن في معظمها محلية. وعدّ أن الخطأ الذي ارتُكب من قبل مصالح وزارة الصحة التونسية و«اللجنة العلمية لمكافحة (كورونا)» هو طريقة تصنيف البلدان حسب الوضع الوبائي بها، وقبول مسافرين من الدول المصنفة «خضراء» دون إجبارية إجراء تحاليل مخبرية، واتّضح فيما بعد أن بعضهم مصاب بـ«كورونا». وأفاد بأنه قد جرى التشكيك في مصداقية بعض التحاليل المخبرية التي قدمها مسافرون قدموا إلى تونس.
يذكر أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس بات في حدود 22 ألفاً و230 إصابة، وبلغ عدد الوفيات منذ الكشف عن أول إصابة في 2 مارس (آذار) الماضي 276 حالة، فيما قدر عدد المتعافين من الوباء بنحو 5032 متعافياً. وسجلت تونس خلال يومي 2 و3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي 2509 إصابات جديدة و45 حالة وفاة. وأكدت وزارة الصحة التونسية زيادة عدد المرضى بأقسام العناية المركزة إلى 116 حالة. وأفادت بأن نسبة التحاليل الإيجابية من مجمل التحاليل المخبرية التي جرى إنجازها بلغت 32.2 في المائة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.