حماس وطهران تتابعان اتصالاتهما لإعادة العلاقات بينهما

مشعل قريبا في إيران ومصادر خارجيتها تؤكد عدم انقطاعها

حماس وطهران تتابعان اتصالاتهما لإعادة العلاقات بينهما
TT

حماس وطهران تتابعان اتصالاتهما لإعادة العلاقات بينهما

حماس وطهران تتابعان اتصالاتهما لإعادة العلاقات بينهما

من المتوقع أن يزور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، طهران في وقت قريب، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية التي لم تحدد موعدا للزيارة. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان قوله إن «الموعد الدقيق للزيارة لم يحدد لغاية الآن، وسيتم الإعلان عنه حين تحديده بالضبط»، منوها بأن «علاقات (حماس) مع إيران لم تنقطع في أي وقت من الأوقات».
وجدد عبد اللهيان دعم طهران لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى «إن سر مقاومة واستمرار نضال حركتي (الجهاد الإسلامي) و(حماس) هو أمل الشعب الفلسطيني في قطع أيدي المعتدين الصهاينة».
وأضاف: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الإسلامية والرأي العام في المنطقة لن يتركوا الشعب الفلسطيني المظلوم وحيدا في الساحة أبدا».
وكانت مصادر داخل حركة حماس، أكدت، في وقت سابق، عودة الحميمية في العلاقة مع طهران، بعد لقاءات عقدها الطرفان في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية لترميم ما شابه علاقتهما من فتور خلال السنتين الماضيتين، إثر انسحاب قيادة حماس من سوريا واتخاذ موقف لصالح معارضي نظام الأسد.
ونقل موقع «مونيتور» عن مصادر لم يذكرها بالاسم «إن شخصيات بارزة في الدولة الإيرانية اتصلت بقيادات حماس من أجل عقد لقاءات لرأب الصدع بين الجانبين مما أفضى إلى الوصول إلى تفاهمات أولية لإعادة أحياء العلاقات بينهما».
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن لقاءين على مستوى عال تما بين خالد مشعل وممثل رفيع المستوى دون ذكر اسمه في العاصمة التركية أنقرة، خلال زيارة مشعل لتركيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولقاء آخر عقد في العاصمة القطرية.
وكان الطرفان قد عقدا لقاءات عدة على مستويات قيادية مختلفة بينهما في 4 عواصم عربية وإسلامية هي الدوحة وبيروت وأنقرة بالإضافة إلى طهران، بحث خلالها الطرفان، في تفاصيل تطوير العلاقة وضرورة تجاوز الأزمات السابقة وهو ما تحقق بالفعل بحسب المصادر في حماس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».