أمير الكويت والسياسة الداخلية... تمكين للمرأة ومشاريع عملاقة رغم التحديات الاقتصادية

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (د.ب.أ)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (د.ب.أ)
TT

أمير الكويت والسياسة الداخلية... تمكين للمرأة ومشاريع عملاقة رغم التحديات الاقتصادية

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (د.ب.أ)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (د.ب.أ)

شهدت فترة حكم الشيخ صباح الأحمد منذ عام 2006، حتى عام 2020 تحديات اقتصادية شديدة، نتيجة الانخفاض الحاد في إيرادات الدولة بسبب تراجع أسعار النفط في دورات متكررة، إذ سجلت الكويت عجزاً في الميزانية في عدد من السنوات، واضطرت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تقشف غير مسبوقة، بينها تغيير أسعار الماء والكهرباء ورفع الدعم عن الوقود (2016)، وسجلت ميزانية 2020 عجزاً مقداره 22 مليار دولار.
لكن الكويت شهدت في عهد أميرها الخامس عشر نهضة تنموية رغم كل التحديات الاقتصادية التي واجهتها. وأقامت الدولة مشاريع تنموية في مجالات عدة بهدف تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص، بينها عدد كبير من المشاريع العملاقة التي غيرت وجه البلاد، أبرزها مدينة صباح الأحمد البحرية التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص، ومشروع مستشفى جابر، ومستشفى الجهراء الجديد، وميناء مبارك الكبير، وجسر جابر الذي يربط بين الصبية ومدينة الكويت بطول يتجاوز 37 كيلومتراً، والتوجه نحو مشروع مدينة الحرير، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ودار الأوبرا، ومركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي الذي يُعد من أكبر مناطق العرض المتحفي عربياً وعالمياً.
كما تم تطوير العديد من الطرق الرئيسية وإنشاء شبكة من الجسور ومشروع مصفاة الزور، ومبنى المطار الجديد، واستاد جابر الرياضي، إضافة إلى تنفيذ المدن الإسكانية الجديدة ومن أبرزها مدينة المطلاع السكنية العملاقة، ومشروع حديقة الشهيد.
حقوق المرأة الكويتية
دخلت المرأة الكويتية الوزارة للمرة الأولى في تاريخ الكويت، في حكومة صباح الأحمد التي شكلها بالنيابة عن ولي العهد سعد العبد الله في 14 فبراير (شباط) 2001. وبعد تسميته رئيساً للوزراء في 13 يوليو (تموز) 2003 شكل صباح الأحمد الحكومة الحادية والعشرين في تاريخ الكويت، وهو أول رئيس حكومة بعد الفصل بين رئاسة الحكومة وولاية العهد وقد استمر الفصل بين المنصبين إلى يومنا الحالي.
وخلال رئاسته الحكومة ساهم الشيخ صباح الأحمد في تمرير قانون الحقوق السياسية للمرأة في مجلس الأمة في 16 مايو (أيار) 2005. وفي التعديل الحكومي في 14 يونيو (حزيران) 2005، تم توزير أوّل امرأة في تاريخ الكويت، إذ عُيّنت الدكتورة معصومة صالح المبارك وزيراً للتخطيط ووزير دولة لشؤون التنمية الإدارية.
وعلى إثر هذا القانون، استطاعت المرأة الكويتية أن تشارك للمرة الأولى في تاريخها في انتخاب المجلس البلدي ومجلس الأمة. فدخلت النساء في أبريل (نيسان) 2006 الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي ترشيحاً وانتخاباً. وفي يونيو 2006، وافق مجلس الوزراء على تعيين امرأتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي للمرة الأولى في تاريخ الكويت.
وفي مجلس الأمة، ترشح عدد من السيدات للانتخابات التي أجريت في 30 يونيو 2006، لكن عام 2009 أسفرت الانتخابات عن فوز أربع مرشّحات في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، كنّ أول من دخلن تحت القبة البرلمانية الكويتية، وهنّ الدكتورة معصومة المبارك، ورولا دشتي، وأسيل العوضي، وسلوى الجسار. كما سمح للمرأة الكويتية بدخول السلك العسكري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.