من الطبيعي أن يكون بطل السعودية وبطل آسيا هو محور الأحاديث والمقالات والتساؤلات بعد «الملحمة التاريخية» التي حدثت خلال مشاركته في دور المجموعات في دوري أبطال آسيا، الذي يجري بطريقة التجمع بعد توقف طويل بسبب جائحة «كورونا».
وكلمات «كورونا» و«اللوائح» و«الهلال» ربما هي أكثر الكلمات تداولاً عبر «السوشيال ميديا» في الأيام الأخيرة. ومن الطبيعي أن يكون للحقائق زوايا ينظر إليها كل طرف؛ إما من باب الحقائق الجامدة، أو من باب العواطف والميول، أو من باب التفسيرات المحتلفة للوائح (ليست مقدسة).
فبعد استبعاد بطل القارة من البطولة التي يتسيدها بالأرقام بسبب عدم قدرته على تقديم العدد المطلوب أمام شباب الأهلي، رغم أنه كان متأهلاً سلفاً لدور الـ16، ورغم أن لوائح «فيفا» تختلف، ورغم ورغم ورغم الكثير من الأمور، خرج الاتحاد الآسيوي عن صمته واتهم الهلال بشكل غير مباشر بأنه المسؤول عن محنته، لأنه لم يسجل 35 لاعباً في اللائحة الأساسية المشاركة في البطولة، فيما سجل الهلال 30 لاعباً ثم تم استثناؤه بتغييرات الحراس، وحتى استدعاء البعض، ولكن المشكلة التي يحاول الكثيرون الالتفاف عليها وعدم الغوص فيها ليس في أين أخطأ الهلال، بل في وباء عالمي اسمه «كورونا» يمكن أن يصيب أياً كان، حتى لو كان جالساً في بيته، وليس لاعباً يحتكّ بزملائه وبالمنافسين ويتعانق مع مَن يسجلون الأهداف ويسافر ويسكن الفنادق ويستخدم الأدوات ويلمس أشياء لمسها غيره خلال المباريات، ومنها الكرة نفسها التي يلعب بها، ولهذا فحتى لو سجل الهلال أربعين أو خمسين لاعباً؛ فالخمسون قد يُصابون لو ركبوا الباص نفسه مثلاً، أو عانقوا بعضهم بعد هدف، وبالتالي يجب على القوانين أن تكون مَرِنة، وقصة اللعب بالمتعافين فيما بعدُ لم يفكر كثيرون أن المصابين ربما كانت حرارتهم مرتفعة، وكانوا طريحي الفراش، وبالتالي لا يمكنهم العودة للعب مباشرة بعد انتهاء الـ14 يوماً التي تم تخفيضها لعشرة (كيف ولماذا؟!)، وماذا عن صحة المنافسين؟ وماذا عن العدالة؟ وماذا عن فريق لعب باحتياطيين وآخر بأساسيين وكل اللوائح مقدسة حتى لا يتم التعاطي معها بمرونة؟
نعم، قد يكون الهلال أخطأ بالاستمرار باللعب بعد اكتشاف سبع حالات دفعة واحدة للاعبين مهمين، وكان عليه الانسحاب، كما فعل الوحدة الإماراتي، أو كان عليه رفض اللعب إلى حين يتعافى بقية لاعبيه، من خلال دعم اتحاد بلاده وبقية الأندية المشاركة في البطولة، التي قد تتعرض للمصير نفسه، وربما تكون هذه السابقة هي الدرس الأكبر الذي يجب على الجميع أن يتعلموا منه؛ ليس على صعيد القوانين فقط، بل على صعيد التنسيق والتصعيد وضرورة وجود ممثلين أقوياء في الاتحادات واللجان الدولية والقارية، وضرورة عدم مجاملة أي طرف على حساب الصحة العامة حتى لو كانت الضحية لقباً جديداً في دوري أبطال آسيا.
نعم، خرج الهلال من دوري أبطال آسيا متصدراً لمجموعته، من دون أي خسارة وسط بحر من الأسئلة والاتهامات والاتهامات المضادة وحيرة لن تنتهي قريباً حول أين أخطأ الهلال في هذه البطولة؟
أين أخطأ الهلال؟
أين أخطأ الهلال؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة