فرنسا تواصل ضغوطها لتشكيل حكومة جديدة في لبنان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
TT

فرنسا تواصل ضغوطها لتشكيل حكومة جديدة في لبنان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن فرنسا تضغط على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة في «إطار زمني معقول» لانتشال البلد من أزمة عميقة، لكنها لم تحدد موعداً نهائياً جديداً بعد انتهاء الموعد السابق في منتصف سبتمبر (أيلول).
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون لزعماء الكتل السياسية، أمس (الاثنين)، إن البلد ذاهب إلى «جهنم» إذا لم تشكل حكومة جديدة سريعاً لإخراج البلد من أسوأ أزمة يمر بها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
لكن الطائفية السياسية لا تزال عائقاً أمام اختيار الوزراء من أجل تنفيذ إصلاحات اقتصادية. وقال السياسيون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب)، إنهم سيشكلون حكومة اختصاصيين خلال 15 يوماً، في إسراع لعملية عادة ما تستغرق شهوراً. وانقضى الموعد في الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
وازداد التوتر في لبنان، اليوم (الثلاثاء)، بعد أن هزّ انفجار جنوب البلاد. وقال مصدر أمني إن الانفجار وقع في مستودع أسلحة لجماعة «حزب الله» الشيعية ذات النفوذ والتسليح الكبيرين. وتعثرت المحادثات السياسية بسبب تمسك «حزب الله» وحليفته حركة أمل باختيار عدة وزراء، من بينهم وزير المالية. وقال المصدر إن باريس امتنعت عن وضع موعد نهائي جديد، لكنها منحت الساسة مزيداً من الوقت، شريطة أن يعملوا على تلبية مطلب فرنسي بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات.
وقال المصدر الفرنسي: «فرنسا تدعهم يتحركون للأمام، لكن في إطار زمني معقول». وقالت فرنسا إنها مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي في النصف الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) لجمع مساعدات من المانحين الذين يطلبون تطبيق إصلاحات قبل تقديم الأموال. ووضعت باريس خريطة طريق لحكومة جديدة للقضاء على الفساد وإعادة بناء الاقتصاد. لكن ليست هناك مؤشرات على اقتراب رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب من تشكيل حكومة.
وقال مصدر مطلع على عملية تشكيل الحكومة: «الجميع منتظر. لا أعتقد أن المبادرة الفرنسية انتهت».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.