خلافات «الوفد» ترجئ «القائمة الوطنية الموحدة» لانتخابات البرلمان المصري

TT

خلافات «الوفد» ترجئ «القائمة الوطنية الموحدة» لانتخابات البرلمان المصري

أرجأت انقسامات داخل حزب «الوفد» المصري العريق إعلاناً كان متوقعاً، أمس، لأسماء مرشحي «القائمة الوطنية الموحدة» في انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) التي تنطلق نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وتتشكل القائمة الموحدة من نحو 12 حزباً سياسياً، من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، سبق أن شكلوا ائتلاف الأغلبية داخل مجلس النواب المنتهية ولايته، الذي أُطلق عليه «دعم مصر».
وعلى مدار الأيام الماضية، تصاعدت الخلافات داخل حزب «الوفد»، إثر مطالبات لرئيسه، المستشار بهاء أبو شقة، بإعلان انسحابه من القائمة الموحدة، اعتراضاً على عدد المقاعد المخصصة له، المقدرة بنحو 20 مقعداً. وبعد أن سرب عدد من أعضاء الحزب قراراً بانسحابه، مساء أول من أمس، صدر بيان لرئيس الحزب، أكد فيه حل الخلافات، وأن «أعضاء الهيئة العليا غلبوا المصلحة العليا للبلاد، وقرروا المشاركة، والتراجع عن قرار الانسحاب».
وقال «الوفد» إن بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، التقى النائب فؤاد بدراوي السكرتير العام للوفد، وبحثا سبل مواجهة الأزمة الحالية بالحزب، حول مشاركة الحزب في القائمة الوطنية الموحدة، وأنهما «اتفقا على أهمية الحفاظ على استقرار الوفد في هذا الوقت، لما يتعرض له الوطن، ولمصلحة مصر العليا، والتأكيد على المشاركة في الانتخابات البرلمانية بالقائمة الوطنية، بحضور خالد قنديل نائب رئيس الوفد».
وأوضح الحزب أن أغلبية أعضاء الهيئة العليا أكدوا من جديد القرارات السابقة للهيئة، بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، برسائل كتابية جديدة، تغليباً للمصلحة العليا للبلاد والوفد.
وصرح عصام الصباحي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، بأن «حزب الوفد سيشارك في الانتخابات البرلمانية، سواء داخل القائمة الوطنية أو خارجها».
وتابع أن حزب الوفد شارك بأكثر من 40 مقعداً فردياً على مستوى الجمهورية، نافياً أن يكون الحزب منسحباً من العملية الانتخابية.
وتتلقى «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر طلبات الترشح حتى يوم 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، فيما تبدأ المرحلة الأولى من الانتخابات في 21 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولمدة 3 أيام للمصريين في الخارج، بينما يصوت الناخبين بالداخل يومي 24 و25 من الشهر نفسه.
وتبلغ مقاعد مجلس النواب 568 مقعداً، منها 284 بنظام القوائم المغلقة المطلقة، و284 لمقاعد الفردي، فيما يخصص للمرأة ما لا يقل عن 25 في المائة من المقاعد، ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من الأعضاء في مجلس النواب، لا يزيد على 5 في المائة.
وتضم القائمة الانتخابية الموحدة أحزاب: مستقبل وطن، والوفد، وحماة الوطن، ومصر الحديثة، والمصري الديمقراطي، والشعب الجمهوري، والإصلاح والتنمية، والتجمع، وإرادة جيل، والحرية المصري، والعدل، والمؤتمر، إضافة لتنسيقية شباب الأحزاب.
ومن جهتها، أعلنت أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية (الكرامة، والتحالف الشعبي، والدستور، والعيش والحرية) مشاركتها في الانتخابات على المقاعد الفردية، بعد تصويت قواعدها الحزبية على القرار.
واختار حزب «المحافظين» تسمية «ضمير وطن» لقائمته الانتخابية، حيث أعلن خوضه الانتخابات في 4 قوائم، بالتحالف مع مجموعة من «الأحزاب وشخصيات عامة وكفاءات علمية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.