الصحة العراقية تتوقع «طفرات وبائية» خلال الشتاء

مع تجاوز حاجز الـ300 ألف إصابة

الموقف الوبائي في العراق (تويتر الصحة العراقية)
الموقف الوبائي في العراق (تويتر الصحة العراقية)
TT

الصحة العراقية تتوقع «طفرات وبائية» خلال الشتاء

الموقف الوبائي في العراق (تويتر الصحة العراقية)
الموقف الوبائي في العراق (تويتر الصحة العراقية)

تجاوز العراق حاجز الـ300 ألف إصابة بفيروس «كوفيد- 19»، وسط توقعات بطفرات وبائية محتملة في غضون الشهرين المقبلين. وسجلت وزارة الصحة العراقية أمس (الأربعاء)، 4357 إصابة جديدة، ليبلغ الإجمالي 303059 إصابة، توفي منهم 8248 حالة. ويأتي تصاعد الإصابات الأخير بعد قرارات تخفيف إجراءات الحظر شبه الشاملة التي اعتمدتها السلطات العراقية في الأسبوعين الأخيرين، واكتفت بفرض حظر ليلي للتجوال محدود يمتد من الساعة العاشرة مساء وحتى الخامسة فجراً.
ويأتي العراق حالياً في المرتبة الـ45 عالمياً بعدد الإصابات بالقياس لعدد سكانه، وفقاً لمؤشر «worldometers» الذي يرصد على مدار الساعة الإحصاءات المتعلقة بالفيروس على مستوى العالم.
في غضون ذلك، أكدت دائرة صحة الرصافة في بغداد أمس، أن الوضع الوبائي ما زال غير مستقر، وتوقعت حصول «طفرة» في إصابات «كورونا» خلال الشهرين المقبلين اللذين يحل فيهما موسم الشتاء.
وقال مدير صحة الرصافة عبد الغني الساعدي، في تصريح لصحيفة «الصباح» الحكومية: إن «الوضع الوبائي لا يزال غير مستقر، وخطورته تكمن خلال الشهرين المقبلين». وعزا أسباب الزيادات المرتفعة في أعداد المصابين في الأسبوعين الأخيرين إلى «ارتفاع عدد الفحوصات، والاستهانة بالإجراءات الوقائية».
وأشار الساعدي إلى أن «ارتفاع حالات الشفاء يعطي قوة كبيرة ودلالة على تماسك النظام الصحي»؛ لكنه شدد على «أهمية الاستعداد بشكل أكبر وأوسع نظراً للتوقعات المتعلقة بموجة وبائية جديدة بسبب التقلبات المناخية التي من المرجح أن تؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة». وأكد «اتخاذ قرار يقضي بأخذ المسحات المختبرية في المراكز الصحية خلال مدتين صباحية ومسائية».
من جانبها، أعلنت السفارة الكورية الجنوبية لدى بغداد، أمس، عن عزمها تزويد العراق بـ«أكشاك مبتكرة» وعدد فحص «PCR –RT» لمواجهة تفشي فيروس «كورونا». وقالت السفارة في بيان إن «جمهورية كوريا ستزود جمهورية العراق بأكشاك وعدد فحص (PCR –RT) الكورية الصنع من أجل دعم جهود العراق المستمرة لمحاربة فيروس (كورونا) المستجد؛ حيث سيتم تسليمها إلى وزارة الصحة العراقية في الأسابيع المقبلة، من قبل السفارة الكورية في بغداد، ومكتب وكالة التعاون الدولي الكورية (KOICA)».
وذكرت السفارة أن «الأكشاك المبتكرة توفر طريقة أكثر أماناً وسرعة وفعالية من حيث التكلفة لفحص المرضى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.