الأمم المتحدة تطالب ميانمار بإشراك المسلمين في الانتخابات

TT

الأمم المتحدة تطالب ميانمار بإشراك المسلمين في الانتخابات

طالب مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للقتال في ميانمار بين القوات الحكومية ومقاتلي «جيش أراكان»، داعيةً إلى السماح بمشاركة المسلمين من أقلية الروهينغا في الانتخابات التي تجريها البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعقب اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن حول الوضع في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، أفاد بيان مشترك لثمانٍ من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، بأن الاشتباكات في ولايتي راخين وتشين بغرب البلاد تُلحق «خسائر فادحة» بالمجتمعات المحلية وتنذر بالتصعيد. وأكد البيان أن وقف القتال صار «أكثر إلحاحاً في ضوء تزايد عدد حالات (كوفيد – 19) في ولاية راخين».
وتورطت الحكومة منذ أكثر من عام في نزاع متقطع مع «جيش أراكان». وتمثل حرب العصابات تحدياً للحكومة المركزية مع العديد من الأقليات العرقية التي سعت لعقود إلى مزيد من الحكم الذاتي. واتهم المدافعون عن حقوق الإنسان جيش ميانمار باستخدام القوة غير المبررة واستهداف المدنيين في عملياته التي تقاتل المتمردين.
وفي ظل تصاعد القتال مع زيادة عدد المصابين بفيروس «كوفيد - 19» الذي ينتشر منذ أغسطس (آب) الماضي في راخين وأجزاء أخرى من البلاد، أعادت حكومة ميانمار فرض أشد الإجراءات حتى الآن في محاولة للسيطرة على انتشار الجائحة، فحظرت السفر من يانغون، كبرى مدن البلاد، وأوقفت كل الرحلات الداخلية حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ولمعالجة الوضع في راخين على نطاق أوسع، دعت الدول الثماني ميانمار إلى تسريع جهودها لمعالجة الأسباب طويلة الأجل للأزمة التي أدت إلى فرار أكثر من 700 ألف من مسلمي الروهينغا في إلى بنغلاديش منذ أكثر من ثلاث سنوات «بسبب العنف الذي ارتكبته القوات الحكومية في ميانمار».
ووصفت تقارير أممية عمليات استهداف الروهينغا بأنها نموذجاً لحملات التطهير العرقي. وعلى الرغم من أن الروهينغا يعيشون في ميانمار منذ أجيال عديدة، فإن حكومتها تدّعي أن هؤلاء مهاجرون «بنغاليون» من بنغلاديش. وحُرم جميع الروهينغا تقريباً من الجنسية منذ عام 1982 مما جعلهم عملياً عديمي الجنسية، وحُرموا أيضاً من حرية التنقل وغيرها من الحقوق الأساسية. وشجعت البلدان الثمانية: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان وتونس، حكومة ميانمار على وضع «خطة شفافة وذات صدقية» لتنفيذ توصيات لجنة راخين الاستشارية ولجنة التحقيق المستقلة. ودعت لجنة راخين، التي يرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، ميانمار قبل بدء هجمات أغسطس 2017 إلى منح الجنسية وضمان الحقوق الأخرى للروهينغا، مطالبةً الحكومة بتعزيز الاستثمار والنمو الموجّه من المجتمع لتخفيف حدة الفقر في راخين. وخلصت لجنة التحقيق المستقلة، التي أنشأتها حكومة ميانمار، في يناير (كانون الثاني) 2020، إلى أن هناك أسباباً للاعتقاد بأن قوات الأمن ارتكبت جرائم حرب، مما أجبر الروهينغا على الفرار إلى بنغلاديش. وأشارت الدول في مجلس الأمن إلى أن ميانمار مطالَبةً، بموجب حكم صدر أخيراً عن محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية ضد شعب الروهينغا. وقال أعضاء المجلس إنهم اعترفوا بالجهود التي تبذلها حكومتها بشأن التحول الديمقراطي ووصفوا انتخابات 8 نوفمبر، بأنها «مَعلم مهم في انتقال ميانمار، والتي دعمها المجتمع الدولي بالتمويل والخبرة الفنية»، مؤكدين «أهمية ضمان قدرة الأفراد من جميع المجتمعات، بما في ذلك الروهينغا، على المشاركة بأمان وعلى قدم المساواة في انتخابات شاملة وذات صدقية».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.