أعلنت وساطة جنوب السودان أن حفل توقيع اتفاق السلام النهائي سيعقد في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحضور عربي وإقليمي ودولي. وكان من المقرر إقامة الحفل في الثاني من أكتوبر، إلا أن الوساطة الجنوبية أرجأت التوقيع ليوم واحد لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من رؤساء الدول والحكومات لحضور حفل التوقيع كشهود، وإعلان نهاية الحروب الأهلية في السودان.
ووقّعت الحكومة الانتقالية السودانية وحركات الكفاح المسلح وقوى مدنية في 31 أغسطس (آب) الماضي، اتفاق السلام بالأحرف الأولى، وهو ما شكّل نجاحاً لحكومة جنوب السودان في وساطتها وإقناع الفرقاء السودانيين بإنهاء الحرب وحل القضايا سلمياً. ولا تزال هناك حركتان أساسيتان لم توقعان اتفاق سلام، هما «الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، الذي تسيطر قواته على مناطق جبال النوبو، وجنب النيل الأزرق، وجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتسيطر قواته على مناطق متفرقة في دارفور».
وأعلنت سلطات جنوب السودان عن مهرجان حافل وكبير بهذه المناسبة، يشارك فيه رؤساء دول وحكومات ومنظمات أممية وإقليمية.
ويتوقع أن يصل رئيس الوساطة الجنوبية، توت قلواك، برفقته وفد من قادة الحركات المسلحة الموقعين على الاتفاق، للخرطوم في غضون أيام، لبحث تفاصيل توقيع الاتفاق، وتعبيد الطريق لعودة قادة الحركات المسلحة لبلادهم بعد عقود من الحروب الأهلية.
ولم تشارك حركتان أساسيتان في اتفاق السلام، هما الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، بيد أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حقق اختراقاً لافتاً الأسبوع الماضي، بعقد اجتماعات مطولة مع الحلو في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقّعا في نهايتها على إعلان مبادئ تقررت بموجبه عودة الحلو وحركته للتفاوض في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان - الحلو، قد علقت التفاوض مع الحكومة السودانية، واشترطت النص على علمانية الدولة، أو إعطاء المنطقتين اللتين تسيطر عليهما في «جبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق» حق تقرير المصير، ثم عاد وطالب بتغيير الوفد التفاوضي بمدنيين، وأعلن رفضه التفاوض مع وفد التفاوض الذي يترأسه نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قبل أن يعود للتفاوض.
وما تزال حركة جيش تحرير السودان بقيادة نور خارج طاولة التفاوض، بيد أن الوساطة الجنوبية ناشدتها للحاق باتفاق السلام، واشترطت الحركة في بيان صادر عن المتحدث باسمها محمد الناير على حكومة السودان تهيئة الأجواء وإثبات جديتها في الوصول لسلام حقيقي وعادل وشامل ومستدام، بالتنفيذ الفوري للقرارات الدولية الصادرة بحق النظام البائد، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وإعادة المنظمات الدولية التي طردها نظام البشير، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين كافة، ووقف القتل اليومي للمدنيين ونزع سلاح الميليشيات الحكومية.
توقيع اتفاق السلام السوداني النهائي 3 أكتوبر بحضور عربي ودولي
توقيع اتفاق السلام السوداني النهائي 3 أكتوبر بحضور عربي ودولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة