عون يطلب الاتصال بالسفارة الأميركية بشأن العقوبات على وزيرين سابقين

الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب (دالاتي ونهرا)
TT

عون يطلب الاتصال بالسفارة الأميركية بشأن العقوبات على وزيرين سابقين

الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقباله رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب (دالاتي ونهرا)

قالت الرئاسة اللبنانية، اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس ميشال عون طلب من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الاتصال بالسفارة الأميركية، بشأن فرض عقوبات على اثنين من الوزراء السابقين بتهمة دعمهما لـ«حزب الله».
وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء، أن عون طلب الاتصال بالسفارة اللبنانية في واشنطن «للاطلاع على الظروف التي أملت قرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على الوزيرين السابقين: علي حسن خليل، ويوسف فنيانوس، ليبني على الشيء مقتضاه».
كان «حزب الله» قد وصف الأربعاء القرار الأميركي بفرض عقوبات على وزيرين لبنانيين سابقين بتهمة دعمهما له بأنه «جائر»، معتبراً أن سياسة العقوبات التي تعتمدها واشنطن «لن تتمكن من تحقيق أهدافها في لبنان»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفرضت واشنطن، أمس (الثلاثاء)، عقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل، وهو نائب عن حركة «أمل» بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس المحسوب على «تيار المردة»، بتهمة ضلوعهما في «الفساد ودعمهما لـ(«حزب الله»)».
وقال «حزب الله» الذي تصنفه واشنطن منظمة «إرهابية» وتفرض عليه عقوبات منذ سنوات، في بيان، إن «كل ما يصدر عن هذه الإدارة مدانٌ ومرفوض»، واصفاً: القرار بـ«الجائر».
وبحسب الخزانة الأميركية، ساعد خليل الذي تولى وزارة المالية بين عامي 2014 و2020 على تحويل أموال من وزارات إلى مؤسسات مرتبطة بـ«حزب الله»، للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على الحزب. كذلك استخدم نفوذه للحصول على استثناءات لأحد الأشخاص المرتبطين بـ«حزب الله» لعدم دفع ضرائب على بضائع إلكترونية مستوردة.
واتهمت وزارة الخزانة خليل بعدم توقيع شيكات لمزودين للحكومة، مطالباً بأن يحصل على نسبة من تلك العقود.
أما فنيانوس، الوزير السابق عن «تيار المردة»، الحزب المسيحي المتحالف مع «حزب الله» والمقرب من سوريا، فاتهمته الخزانة الأميركية بتلقي مئات آلاف الدولارات من «حزب الله» في مقابل خدمات سياسية.
كذلك ساعد - وفقاً للقرار - «حزب الله» على حيازة ملفات حساسة متعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي دانت الشهر الماضي متهماً من «حزب الله» في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وقالت حركة «أمل»، في بيان، إن استهداف خليل هو «استهداف للبنان ولسيادته وللخط وللتنظيم السياسي الذي ينتمي إليه». وحملت على ما وصفته بـ«فرمان» الخزانة الأميركية الذي «جاء في توقيت كان فيه اللبنانيون بغالبية قواهم السياسية والبرلمانية قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى حكومة جامعة، يعول عليها أن تعمل على إخراج لبنان من أزماته».
واعتبر رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية بدوره، في بيان، أن القرار الأميركي في حق فنيانوس هو «قرار اقتصاص لموقفه وقناعاته وموقعه»، ووصفه بأنه «سياسي، ما يزيدنا تمسكاً بنهجنا وخطنا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.