تبادلت الهند والصين الاتهامات بإطلاق النار في الهواء في مواجهة جديدة على حدودهما في غرب الهيمالايا، في تصعيد جديد للتوتر العسكري بين الدولتين المسلحتين نووياً.
وينتشر مئات الجنود من الجانبين على طول الحدود التي اندلع فيها اشتباك بالأيدي في يونيو (حزيران) الماضي، أسفر عن مقتل 20 جندياً هندياً. ويلتزم كلا الجانبين ببروتوكول قائم منذ فترة طويلة يقضي بتجنب الصدام بالأسلحة النارية على الحدود المتوترة التي لم يتم ترسيمها، إلا أن هذا الاتفاق لم يكن حائلاً دون سقوط قتلى وجرحى.
وقال الجيش الهندي في بيان إن جيش التحرير الشعبي الصيني «حاول مساء الاثنين تطويق موقع هندي متقدم» على خط السيطرة الفعلية الذي يمثل الخط الحدودي القائم فعلياً في قطاع لاداخ. وأضاف: «عندما صدتهم (القوات الهندية)، أطلقت قوات جيش التحرير الشعبي بضع طلقات في الهواء في محاولة لترويع قواتنا».
وأكد البيان الذي نقلته وكالة «رويترز» أن الجانب الهندي «التزم ضبط النفس... ولم يتجاوز الجيش الهندي في أي مرحلة خط السيطرة الفعلية أو يلجأ إلى استخدام أساليب عدوانية بما في ذلك إطلاق النار».
لكن الصين قالت إن الجنود الهنود اخترقوا الحدود غير الرسمية عبر الضفة الجنوبية لبحيرة بانجونغ تسو، وهي منطقة يتصاعد فيها التوتر منذ أكثر من أسبوع. وقال تشانغ شويلي ممثل قيادة القطاع الغربي بجيش التحرير الشعبي الصيني إن «القوات الهندية صوبت طلقاتها النارية بشكل سافر باتجاه حرس الحدود الصيني الذي كان قد تقدم لإجراء مفاوضات، واضطر حرس الحدود الصيني إلى اتخاذ تدابير مضادة كي يستقر الوضع».
واتهمت وزارة الخارجية الصينية، أمس، القوات الهندية بتخطي خط السيطرة على الحدود المشتركة بشكل غير قانوني والبدء بإطلاق النار. وقال المتحدث باسم الوزارة تشاو لى جيان في مؤتمره الصحافي اليومي في بكين: «هذا استفزاز عسكري خطير».
وعقد قادة عسكريون ودبلوماسيون عدة جولات من المحادثات منذ يوليو (تموز) للحد من التوتر، لكنهم لم يحرزوا تقدماً يذكر لتقليص حجم القوات في المرتفعات القاحلة التي تطالب كلتا الدولتين بالسيادة عليها وتعتبرها بالغة الأهمية بالنسبة لأمنها.
وقال مسؤولون هنود إن التصعيد الأخير في التوتر حول بحيرة بانجونغ بدأ أواخر الشهر الماضي، عندما احتشدت قوات هندية لردع القوات الصينية التي كانت تتحرك بطريقة توحي بأنها تهدف للسيطرة على قمة تل تعتبرها الهند جزءاً من أراضيها. وتحث كل دولة الأخرى على كبح القوات الأمامية التي أصبحت في وضع المواجهة منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن قالت الهند إن الصين توغلت في عمق الجانب الخاضع لها من خط السيطرة الفعلية، وهو ما تنفيه بكين.
وخاضت الهند والصين حرباً حدودية عام 1962، ولا تزال كل منهما تطالب بالسيادة على آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي التي تمتد من الصحاري المغطاة بالثلوج في لاداخ بالغرب إلى الغابات الجبلية في الشرق.
توتر حدودي واتهامات متبادلة بين الهند والصين
توتر حدودي واتهامات متبادلة بين الهند والصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة