واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين لعلاقاتهما بـ«حزب الله»

وزير الخزانة الأميركي:«تفشى الفساد في لبنان، واستغل (حزب الله) النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث»

الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين لعلاقاتهما بـ«حزب الله»

الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)
الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس (أ.ف.ب)

وسّعت الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عقوباتها على لبنان، بأن أضافت وزيري المالية والنقل السابقين إلى القائمة السوداء، واتهمتهما بأنهما قدّما دعماً مادياً ومالياً لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران، ويأتي ذلك بعد انفجار قوي الشهر الماضي في بيروت جعل البلاد تترنح.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في بيان، أعلن فيه إدراج الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل في القائمة السوداء: «تفشى الفساد في لبنان، واستغل (حزب الله) النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث».
وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «تقف الولايات المتحدة مع أهل لبنان في دعواتهم للإصلاح، وستواصل استخدام سلطاتها لاستهداف أولئك الذين يقمعونهم ويستغلونهم».
وتجمد هذه الخطوة أي أرصدة يمكن أن تكون للوزيرين المدرجين على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، وبشكل عام تمنع الأميركيين من التعامل معهما. وقالت وزارة الخزانة إن الجهات التي تشارك في تعاملات معينة مع المسؤولين السابقين تخاطر أيضاً بفرض عقوبات ثانوية عليها.
وبعد 15 عاماً من اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، صار «حزب الله» قوة مهيمنة في دولة تنهار الآن تحت وطأة سلسلة من الأزمات المدمرة.
وأودى انفجار أغسطس (آب) بحياة نحو 190 وإصابة 6000 آخرين وتدمير أجزاء من العاصمة بيروت المطلة على البحر المتوسط، وأدى إلى تفاقم أزمة مالية عميقة تمر بها البلاد.
وقالت السلطات إن نحو 2750 طناً من نترات الأمونيا كانت مخزنة في ظروف غير آمنة في مستودع بالميناء منذ سنوات، تسببت في الانفجار.
واتهمت واشنطن الوزير فنيانوس بالحصول على «مئات الآلاف من الدولارات» من «حزب الله» مقابل مزايا سياسية، وقالت إن وزير الأشغال العامة والنقل السابق كان من بين المسؤولين الذين استخدمهم «حزب الله» في الحصول على أموال من الميزانيات الحكومية من خلال ضمان فوز الشركات التي يملكها «حزب الله» بعقود حكومية.
وقالت وزارة الخزانة أيضاً إن فنيانوس ساعد «حزب الله» في الوصول إلى وثائق قانونية حساسة لها صلة بالمحكمة الخاصة بلبنان، وعمل وسيطاً لـ«حزب الله» وحلفائه السياسيين.
وقالت وزارة الخزانة إن علي حسن خليل، الذي كان وزيراً للمالية حتى العام الحالي، كان أحد المسؤولين الذين أقام «حزب الله» علاقة خاصة معهم من أجل الكسب المالي، واتهمته بالعمل لنقل أموال بطريقة تتملص من العقوبات الأميركية.
وقالت واشنطن إن خليل استغل منصبه الوزاري لتخفيف العقوبات عن «حزب الله»، وإنه كان يطلب عمولة شخصية يتم دفعها له مباشرة من العقود الحكومية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».