كيف استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الصناعي للحفاظ على الصحة الإنجابية للأم؟

حُبلى في شهرها الثامن أمام منزلها بمدينة مانشستر (أرشيفية - رويترز)
حُبلى في شهرها الثامن أمام منزلها بمدينة مانشستر (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الصناعي للحفاظ على الصحة الإنجابية للأم؟

حُبلى في شهرها الثامن أمام منزلها بمدينة مانشستر (أرشيفية - رويترز)
حُبلى في شهرها الثامن أمام منزلها بمدينة مانشستر (أرشيفية - رويترز)

بعد الانتهاء من عملية الولادة، يقوم بعض الأطباء أحياناً بفحص المشيمة، وهي عضو داخل الرحم يكون متصلاً بالجنين ويخرج بعد الولادة، للاطمئنان من عدم وجود أي مخاطر تهدد الأم في حالة حدوث حمل آخر في المستقبل.
ولكن هذه العملية لا بد أن يقوم بها أطباء متخصصون وتستغرق وقتاً طويلاً، وبالتالي في كثير من الأحيان تهمل الأطقم الطبية القيام بهذه الخطوة بعد الانتهاء من الولادة. ولكنّ فريقاً بحثياً من جامعة «كارنيغي ميلون» والمركز الطبي التابع لجامعة «بيتسبرغ» في الولايات المتحدة ابتكروا تقنية جديدة تعمل بالذكاء الصناعي يمكنها فحص شرائح معملية تحتوي على أنسجة من المشيمة، من أجل تحديد أي مشكلات صحية يمكن أن تتعرض لها الأم، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل الموقع الإلكتروني «فيز دوت أورج» المتخصص في التكنولوجيا عن الباحث دانيال كلايمر، قوله إن «الأطباء يتدربون على مدار سنوات لتعلم كيفية اكتشاف المشكلات الطبية في المشيمة، وفي كثير من الأحيان تحدث عمليات ولادة في المستشفيات من دون إجراء فحص للمشيمة»، وأضاف أن المعادلة الخوارزمية التي تم ابتكارها تساعد الأطباء في فحص الشرائح المعملية بعد تصويرها وتخزين الصور على الكومبيوتر، بحيث يمكنها تحديد الحالة الصحية للمشيمة».
ونظراً إلى أنه من الصعب على الكومبيوتر أن يقوم بفحص الصورة الكاملة للمشيمة وتقييمها، فإن التقنية الجديدة تعتمد على قيام البرنامج بتحديد جميع الأوعية الدموية داخل المشيمة أولاً ثم إجراء عملية فحص لكل من هذه الأوعية بشكل منفرد من أجل تحديد ما إذا كانت في حالة صحية جيدة أو لا.
ويستطيع البرنامج أيضاً إجراء عملية تقييم للحالة الصحية للأم بعد الولادة، وما إذا كانت مصابة بأي أمراض أو مشكلات صحية. وأكد الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تخفض تكلفة إجراء عمليات فحص المشيمة في المستقبل، مما يجعل هذه الخدمة الصحية متاحة لجميع الأمهات بعد الإنجاب. ولكن كلايمر يؤكد أن «هذه المعادلة الخوارزمية لن تؤدي للاستغناء عن الأطباء المتخصصين في المستقبل القريب، ولكنها ربما تساعدهم في تسريع عمليات الفحص عن طريق تحديد أماكن الإصابة أو المرض التي تستدعي أن يوليها المتخصصون قدراً أكبر من الاهتمام».



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.