«آراء مثيرة للجدل» تمنع داعية مصري من صعود المنابر

«الأوقاف» قالت إن منشوراته على مواقع التواصل «لا تليق»

TT

«آراء مثيرة للجدل» تمنع داعية مصري من صعود المنابر

قررت وزارة الأوقاف المصرية منع الداعية الشهير عبد الله رشدي من الخطبة في المساجد وصعود المنابر. وقالت «الأوقاف» أمس إن «قرارها لحين الانتهاء من التحقيق مع رشدي فيما يبثه من (آراء مثيرة للجدل) و(منشورات على مواقع التواصل لا تليق بالدعاة)». فيما أكد عبد الله حسن، المتحدث الإعلامي باسم «الأوقاف»، أن «رشدي، وهو خطيب وإمام في (الأوقاف) استغل صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وقام بنشر بعض (التدوينات) بالمخالفة لقرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في هذا الشأن... فقرر الوزير إحالته إلى وظيفة باحث دعوة، حتى لا يتمكن من صعود المنبر مرة أخرى».
وسبق أن حذّرت «الأوقاف» وهي المسؤولة عن المساجد في ربوع البلاد، جميع العاملين بها من الأئمة والموظفين من إبداء أي «آراء غير منضبطة، أو الخوض في مساجلات لا تتسق وشخصية الإمام أو المفتش وطبيعة عمله» عبر حساباتهم على موقع «فيسبوك» أو نظرائه.
وقال مراقبون إن «الداعية رشدي، وهو مقدم برامج تلفزيونية، يظهر على صفحات التواصل الاجتماعي وفي الإعلام بصورة (غير تقليدية) للتي يظهر عليها الدعاة؛ حيث يرتدي (تيشيرتات) وليس (زياً أزهرياً)، ويقوم بالتصوير أثناء التدريبات الرياضة ومع حيوانات، ما أثار حفيظة (الأوقاف)». ووفق المراقبون فإن «الشيخ رشدي سبق أن أثار كثيراً من الأزمات والجدل بسبب تصريحاته وآرائه وفتاويه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة التي تتعلق بالمرأة، والأقباط، والزواج».
وقالت الأوقاف أمس إن «هذه الآراء (الجدلية) التي يبثها رشدي، تُحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمي إليها (أي الوزارة)، وكأنها (أي الأوقاف) توافقه على آرائه»، مؤكدة أن «شخصية الإمام على مواقع التواصل، لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام، ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل». وسبق أن شدد وزير الأوقاف على الأئمة والدعاة بضرورة «التحري والتدقيق قبل مشاركة أي منشورات على مواقع التواصل أو الإعجاب بها».
في المقابل، ردّ الشيخ رشدي على قرار «الأوقاف» عبر صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» قائلاً إن «قرار (الأوقاف) بمنعي من صعود المنبر، جاء دون تحقيق رسمي قانوني، وإن قرار تحويلي إلى وظيفة إدارية لاغٍ بحكم من محكمة القضاء الإداري، على حد قوله»، مضيفاً: «أرسلت لي الوزارة، وذهبت للقاء بعض المشايخ، فسألوني عن صوري على مواقع التواصل، ولماذا أظهر في فيديوهاتي أرتدي (تيشيرتات)».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلنت «الأوقاف» إحالة الداعية رشدي إلى التحقيق، بسبب «قيامه بالحديث باسم الوزارة»، على حد قولها. وقالت «الأوقاف» حينها إن «أي إمام أو داعية أو موظف يخالف التعليمات ويتحدث باسم الوزارة، سوف تتم محاسبته». كما نفت مشيخة الأزهر في وقت سابق أن «يكون رشدي متحدثاً رسمياً باسم الأزهر».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.