مسؤولون أميركيون إلى المنطقة لمتابعة الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

بومبيو قد يعلن في الخرطوم رفع العقوبات

عمال فلسطينيون يعبرون إلى إسرائيل من معبر غير شرعي في الخليل بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
عمال فلسطينيون يعبرون إلى إسرائيل من معبر غير شرعي في الخليل بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
TT

مسؤولون أميركيون إلى المنطقة لمتابعة الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

عمال فلسطينيون يعبرون إلى إسرائيل من معبر غير شرعي في الخليل بالضفة الأحد (إ.ب.أ)
عمال فلسطينيون يعبرون إلى إسرائيل من معبر غير شرعي في الخليل بالضفة الأحد (إ.ب.أ)

كشفت مصادر دبلوماسية في تل أبيب أن أبرز المسؤولين في الإدارة الأميركية يستعدون للقيام بزيارات مكثفة إلى دول الشرق الأوسط، خصوصاً إسرائيل والإمارات، بغية تدعيم الاتفاق بين الدولتين والسعي لضم دول عربية أخرى إليه. وقالت هذه المصادر إن أحد أسباب الزيارات، هو الامتعاض الذي سببته تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تنكر فيها لوجود اتفاق معه على وقف مخطط الضم، وعلى عدم الاعتراض على بيع الطائرة المتطورة «إف 35» إلى الإمارات.
وقالت هذه المصادر إن الأميركيين يريدون إنجاح الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي، ووضع جدول زمني للتقدم فيه وإزاحة أي عقبة تقف في طريقه. وهم معنيون بتوسيع الاتفاق ليشمل دولاً عربية أخرى. وأكدت أن هناك تقدماً في المحادثات مع عدة دول عربية وليس فقط في الخليج، ولمحت إلى السودان، مرة أخرى، المرشح للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل. ولهذا فإن واشنطن ترسل كبار المسؤولين فيها، إلى المنطقة؛ وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي سيصل إلى إسرائيل اليوم الاثنين، ويتوجه منها مباشرة إلى الإمارات. وستتمحور زيارته حول التقدم في المباحثات والاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والجهود الأميركية لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. وبعد أسبوع من هذه الزيارة سيصل وفد أميركي كبير يترأسه كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للمنطقة آفي بيركوفيتش، ومستشار ترمب للأمن القومي روبرت أوبراين، والمبعوث الأميركي للشأن الإيراني بريان هوك، وهذا الوفد سيقوم بجولة لعدة دول خليجية، إضافة إلى الإمارات وإسرائيل. وقالت إن بومبيو سيعرج أيضاً على السودان، وقد يعلن في الخرطوم عن رفع العقوبات عن السودان.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن المسؤولين الأميركيين سيتطرقون إلى مواضيع أخرى؛ مثل التهديد الإيراني وصد محاولات الصين التوسع الاقتصادي والأمني في المنطقة، لكنهم سيركزون جهودهم على الاتفاق الإسرائيلي - الإماراتي، والتقدم في المفاوضات لإبرام عدة اتفاقيات ثنائية تفصيلية بين الطرفين.
وفي إسرائيل، سيجتمع المسؤولون الأميركيون مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، وفي أبوظبي مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، وغيره من المسؤولين. وتقدر أوساط سياسية في تل أبيب أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يسعى لإقامة حفل توقيع احتفالي بالاتفاق الإسرائيلي - الإماراتي الشهر المقبل، في حديقة الورود في البيت الأبيض، بحضور ممثلين على أعلى مستوى من أكبر عدد ممكن من الدول العربية، للتعبير عن دعمهم للاتفاق. وتسعى إسرائيل لعقد لقاء مسبق بين نتنياهو والشيخ بن زايد، قبل احتفال التوقيع على الاتفاق النهائي، ينطلق منه مسار محادثات مباشرة متعددة الأطراف لغرض إبرام اتفاقيات في مختلف المجالات.

وكان نتنياهو قد كلف رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، بقيادة لجنة التوجيه العليا للمفاوضات مع الإمارات، التي تضم مدير عام وزارة الخارجية الون اوشفيز، ومسؤولين كباراً من وزارات حكومية أخرى. وبالتنسيق مع أبوظبي اتفق على أن تبحث طواقم مهنية ضيقة من كل دولة في كل واحد من المجالات التي ستوقع عليها الدولتان في إطار الاتفاق. ومن أبرز القضايا التي سيتم البدء بها، فتح خط طيران مباشر، وترتيب الزيارات المتبادلة للمواطنين، علماً بأن أبوظبي تريد أن يتم التقدم في هذه القضايا، بالتدريج. ويشترك الطرفان في الرغبة بألا تستغرق المفاوضات زمناً طويلاً، وإنجاز معظمها في غضون شهر واحد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.