«كريدي سويس» يواجه تحقيقاً في بلجيكا بشأن غسل الأموال

«كريدي سويس» يواجه تحقيقاً في بلجيكا بشأن غسل الأموال
TT

«كريدي سويس» يواجه تحقيقاً في بلجيكا بشأن غسل الأموال

«كريدي سويس» يواجه تحقيقاً في بلجيكا بشأن غسل الأموال

ذكر تقرير إخباري أن مجموعة «كريدي سويس» المصرفية السويسرية تواجه تحقيقاً جنائياً لمساعدة أكثر من 2600 عميل بلجيكي في إخفاء أرباح لم يتم تحصيل ضريبة عليها في حسابات سويسرية.
وقالت صحيفة «ليكو» البلجيكية نقلاً عن متحدث باسم مكتب الادعاء الاتحادي البلجيكي، إن التحقيق في أنشطة المجموعة المصرفية السويسرية يتعلق بغسل أموال والعمل كوسيط مالي غير قانوني.
وبحسب الصحيفة، حصل المدعون على التفاصيل المصرفية لعملاء بلجيكيين لم تتم تسميتهم لديهم حسابات في «كريدي سويس» بين عامي 2003 و2014. وأضافت أن المسؤولين تلقوا جزءاً كبيراً من البيانات من السلطات الفرنسية العام الماضي.
وقال «كريدي سويس»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء، إنه «يطبق بصرامة سياسة عدم التسامح ويرغب في إجراء تعاملات تجارية مع عملاء يدفعون ضرائبهم ويكشفون بالكامل عن أصولهم». وأضاف: «نحن نذعن بصرامة لكل القوانين والقواعد واللوائح المطبقة في الأسواق التي نعمل فيها».
وتخطى «كريدي سويس» توقعات الأرباح الفصلية وكشف النقاب عن عملية إصلاح لبنك الاستثمار التابع له، فيما يضع الرئيس التنفيذي توماس جوتشتاين أولى بصماته الاستراتيجية الكبيرة على المصرف.
وسيجري دمج الأسواق العالمية، حيث أسهمت التداولات المحمومة في قفزة بنسبة 24 في المائة لصافي ربح المجموعة، مع الأنشطة المصرفية الاستثمارية في تحول بعيداً عن إعادة الهيكلة التي طرحها الرئيس التنفيذي السابق تيجاني تيام، الذي أعاد تهيئة وضع المصرف للتركيز على إدارة الثروات وفصل الأنشطة المصرفية الاستثمارية في إدارات منفصلة.
ويرغب جوتشتاين، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في فبراير (شباط)، في تحقيق قرابة 400 مليون فرنك على صورة وفورات سنوية اعتباراً من 2022 فصاعداً عبر إعادة الهيكلة، التي ستشمل أيضاً إغلاق فروع سويسرية والجمع بين مهام خاصة بها على صعيد الامتثال والمخاطر.
وقال الرئيس التنفيذي إنه سيجري خفض الوظائف في أنحاء جميع المناطق، لكن ستتم إضافة وظائف جديدة أيضاً، بما في ذلك بقطاع إدارة الثروات، حيث يستهدف نمو الأرباح بنسبة عشرة بالمائة سنوياً في إدارة الثروات المستقلة التابعة للمجموعة اعتباراً من العام القادم وفقاً لمذكرة داخلية. وقال جوتشتاين إن إجمالي عدد الموظفين سيظل كما هو تقريباً.
وحقق البنك ارتفاعاً بنسبة 71 في المائة في أرباح إدارة الأسواق العالمية، ما غذى قفزة بنسبة 42 في المائة في إيرادات أدوات الدخل الثابت.
كما قفزت أرباح بنك الاستثمار، مع زيادة قوية في الأرباح من أنشطة التعهد بتغطية الاكتتاب في الدين والأسهم وكذلك من تقديم المشورة في صفقات الدمج والاستحواذ، ليتفوق على معظم بنوك وول ستريت التي شهدت انخفاض إيراداتها لأنشطة تقديم المشورة.
وسجل قطاع آسيا في البنك أرباحاً فصلية قياسية بواقع 298 مليون فرنك سويسري بدفع من الأنشطة المصرفية الاستثمارية. (الدولار = 0.9126 فرنك سويسري)



هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».