الحكومة العراقية تقرر تشييد نصب تذكاري لـ«ثوار تشرين»

سيارة تابعة للشرطة أحرقها متظاهرون في البصرة أول من أمس (أ.ب)
سيارة تابعة للشرطة أحرقها متظاهرون في البصرة أول من أمس (أ.ب)
TT

الحكومة العراقية تقرر تشييد نصب تذكاري لـ«ثوار تشرين»

سيارة تابعة للشرطة أحرقها متظاهرون في البصرة أول من أمس (أ.ب)
سيارة تابعة للشرطة أحرقها متظاهرون في البصرة أول من أمس (أ.ب)

قررت الحكومة العراقية تشييد نصب تذكاري لضحايا الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، وذهب ضحيتها ما لا يقل عن 550 قتيلاً، وأصيب فيها نحو 26 ألف متظاهر، نتيجة القسوة المفرطة التي اتبعتها القوات الأمنية وقوات مكافحة الشعب ضد المتظاهرين، حيث استعملت في أحيان كثيرة الرصاص المطاطي والحي، إلى جانب القنابل المسيلة للدموع التي أصابت وقتلت كثيرين نتيجة المواصفات «الفتاكة» التي صممت بها تلك القنابل. واستمرت المظاهرات وقتذاك لنحو 6 أشهر من تاريخ انطلاقها وما زالت أعداد غير قليلة من الناشطين يعتصمون في ساحات التظاهر المختلفة في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد.
وأكد وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، أمس، تصويت مجلس الوزراء على تصميم نصب تذكاري. وقال ناظم في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية: «مجلس الوزراء صوت على تصميم نصب تذكاري تخليداً لشهداء (تشرين)، وهذا القرار أصبح نافذاً». وأضاف: «هناك لجنة في رئاسة الوزراء تعمل على تصميم النصب، ورأيت بنفسي التصميم الأولي لهذا النصب».
وتسعى حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى كسب رضا جماعات الاحتجاج عبر إبداء التعاطف والتفهم لمطالبهم والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل تحقيقها. وفي الأسبوع الماضي صوت مجلس الوزراء على قرار يقضي بشمول ضحايا الاحتجاجات بقانون «مؤسسة الشهداء» الذي يمنح امتيازات مالية ومعنوية لذوي الضحايا.
وأشاد ناشطون بخطوة حكومة الكاظمي المتعلقة بتشييد النصب التذكاري، عادّين ذلك «دليل اعتراف الحكومة بتضحيات وجهود شباب (تشرين)، وأيضاً إدانة ضمنية لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي الذي سمح بقتل واستهداف الناشطين».
من جهة أخرى، وبعد يوم من المواجهات العنيفة بين المحتجين في محافظة البصرة الجنوبية وقوات الشرطة ومكافحة الشغب، على خلفية اغتيال الناشط تحسين أسامة، الجمعة الماضي، أصدر متظاهرو البصرة، أمس، بياناً قالوا فيه: «لا يخفى على القاصي والداني ما يدور الآن في العراق عموماً، والبصرة خصوصاً، من اغتيالات وقتال وتسويف للمطالب، وكان آخرها اغتيال الشهيد تحسين أسامة الشحماني». وأضاف البيان أنه «وبعد أن أمهلنا الحكومة المحلية، وهي المسؤول الأول عن الأمن، متمثلة في المحافظ وقائد الشرطة، لكشف قتلة الشهيد، ولم يهتموا للموضوع، خرجت مظاهرات سلمية تطالب بإقالة رشيد فليح قائد الشرطة أمام بيت المحافظ، وأيضاً للمطالبة بكشف القتلة».
وحول ما وقع في البصرة من مواجهات، مساء الاثنين، قال البيان: «حين قام الشباب بالتجمع قام نفر قليل من الشرطة باستفزاز الجماهير الغاضبة، وأدى ذلك إلى حصول مناوشات بين الطرفين، ثم جاءت جماعة من خارج المتظاهرين وصعدوا الأمر وانسحبوا بسرعة، ثم استقدمت قوات جديدة ومعهم مدنيون منهم من يرتدي الدشاديش، وبدأوا بأطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة عدد من الشباب واعتقال عدد آخر منهم». ووجه المتظاهرون عبر بيانهم رسالة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي طالبوه فيها بـ«الوقوف إلى جانب الشعب ضد هؤلاء المجرمين، وإطلاق سراح الذين اعتقلوا اليوم (أمس) و(أول من) أمس».
وأصدرت شرطة البصرة بياناً، قالت فيه إن «مظاهرة سلمية انطلقت (الاثنين) في ساحة البحرية باتجاه مديرية شرطة محافظة البصرة ثم باتجاه منزل عائلة المحافظ، وطيلة هذه المسيرة كانت الأجهزة الأمنية توفر الحماية للمتظاهرين، إلا إنهم وحال وصولهم إلى منزل عائلة المحافظ قام بعض الأشخاص برمي زجاجات حارقة باتجاه المنزل السكني وكرفان الحماية». وأضاف بيان الشرطة أن ذلك «أدى إلى حرق جزء من الحديقة وحرق الكرفان، وكذلك رمي زجاجة حارقة (مولوتوف) على إحدى عجلات الشرطة؛ مما أدى إلى حرقها وتضرر 4 عجلات أخرى، وإصابة 14 منتسباً بإصابات مختلفة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.