لايبزيغ «المفاجأة» يضرب موعداً مع سان جيرمان في نصف نهائي «الأبطال»

المدرب الشاب ناغلسمان قهر أتلتيكو وتفوق على الخبير سيميوني وجاهز لمواجهة مواطنه توخيل

أوبلاك حارس أتلتيكو ينظر متحسراً لكرة آدامز لاعب لايبزيغ  وهي تسكن شباكه (رويترز)
أوبلاك حارس أتلتيكو ينظر متحسراً لكرة آدامز لاعب لايبزيغ وهي تسكن شباكه (رويترز)
TT

لايبزيغ «المفاجأة» يضرب موعداً مع سان جيرمان في نصف نهائي «الأبطال»

أوبلاك حارس أتلتيكو ينظر متحسراً لكرة آدامز لاعب لايبزيغ  وهي تسكن شباكه (رويترز)
أوبلاك حارس أتلتيكو ينظر متحسراً لكرة آدامز لاعب لايبزيغ وهي تسكن شباكه (رويترز)

في كرة القدم الحديثة، لا يوجد سوى القليل الذي يستحق وصف «قصة خيالية»، لكن رحلة لايبزيغ الألماني من دوري الهواة إلى الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا في 11 عاماً فقط ينطبق عليها هذا الأمر.
ودون لايبزيغ اسمه في سجل الإنجازات التاريخية بعدما أصبح الفريق الثاني والثلاثين فقط الذي يصل إلى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بفوزه على أتلتيكو مدريد الإسباني (2-1) على ملعب جوزيه ألفالادي في لشبونة.
وسجل الإسباني دانيال أولمو (في الدقيقة 50) والأميركي تايلر أدامز (88) هدفي لايبزيغ، والبرتغالي جواو فيليكس (71 من ركلة جزاء) هدف أتلتيكو.
وضرب لايبزيغ موعداً في المربع الذهبي مع باريس سان جيرمان الفرنسي، المتأهل (الأربعاء) بعدما قلب تأخره بهدف أمام أتالانتا الإيطالي حتى الدقيقة الأخيرة إلى فوز (2-1). وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها لايبزيغ، المؤسس عام 2009، نصف نهائي البطولة الأوروبية، علماً بأنه شارك للمرة الأولى موسم (2017-2018)، وانتهى مشواره في دور المجموعات.
وأصبح لايبزيغ خامس فريق ألماني يبلغ نصف النهائي، بعد بايرن ميونيخ (11 مرة)، وبوروسيا دورتموند (3 مرات)، وباير ليفركوزن وشالكه (مرة واحدة). ولم يكن أكثر المتفائلين الذين ساهموا في تأسيس النادي الألماني الحديث يتخيلون أن فريقهم سيصبح على بعد 90 دقيقة من أكبر مباراة في كرة القدم الأوروبية. لكن الصعود السريع المدعوم من شركة «رد بول» النمساوية لمشروبات الطاقة، بعدما وجد مالكها الملياردير ديتريش ماتشيتس وسيلة للالتفاف على قيود الدوري الألماني بشأن امتلاك الشركات النصيب الأكبر من أسهم الأندية، ترك لايبزيغ غير محبوب من الكثيرين في ألمانيا.
ولا يقتصر نجاح الفريق على أموال ماتشيتس الذي اشترى فريق ماركرانشتادت للهواة في 2009، وحوله إلى رازن بال شبورت لايبزيغ، وترجمته الحرفية «رياضة كرة العشب الأخضر لايبزيغ»، وهو الاسم الذي سمح له باستخدام أول حرفين في اسم «رد بول».
وجاء هدف لايبزيغ عبر البديل الأميركي آدامز الذي بدأ مسيرته في أكاديمية «رد بول» في نيويورك بعمر 12 عاماً، قبل أن يتم تصعيده، ويلعب في صفوف «نيويورك رد بولز» في الدوري الأميركي، قبل الانضمام إلى لايبزيغ العام الماضي.
وتملك «رد بول» أيضاً فريق سالزبورغ النمساوي، بالإضافة إلى وجودها في البرازيل، لكن كل هذه الأندية تركز على العثور على المواهب وتطويرها.
ورغم أن النقاد ربما يسخرون من فكرة أن لايبزيغ فريق صغير يناطح كبار اللعبة، فمن المهم الإشارة إلى أن أغلى صفقة في التشكيلة التي واجهت أتلتيكو كان النمساوي كيفن كامبل الذي تعاقد معه النادي مقابل 20 مليون يورو (23.63 مليون دولار). وهذه نسبة بسيطة في مقابل مبلغ 126 مليون يورو الذي دفعه أتلتيكو لبنفيكا لضم البرتغالي جواو فيليكس في العام الماضي. وبالتأكيد تجذب استراتيجية لايبزيغ بالعثور على المواهب وتطويرها ثم بيعها اللاعبين الصغار إليه، وقد سبق أن اكتشف نابي كيتا في أثناء وجوده في الدرجة الثانية في فرنسا، وضمه مقابل 20 مليون يورو، قبل بيعه إلى ليفربول (بطل إنجلترا) مقابل 50 مليون جنيه إسترليني (65.34 مليون دولار)، بعد ذلك بعامين.
وجاء الانتصار على أتلتيكو بعد خطة محكمة مذهلة أخرى من المدرب يوليان ناغلسمان الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، وهو أصغر مدرب يبلغ الدور قبل النهائي بدوري الأبطال. ويعد المدرب الشاب الذي يطلق عليه «مورينيو الصغير» مطلباً لكثير من أندية القارة.
ويتحمل الأرجنتيني دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو، جزءاً من مسؤولية الإقصاء، بعدما استبعد هداف الفريق ألفارو موراتا، ونجمه الشاب فيليكس، عن التشكيلة الأساسية قبل الدفع بهما بالشوط الثاني.
وفي المقابل، قاد ناغلسمان فريقه لايبزيغ إلى نصف النهائي رغم غياب هدافه تيمو فيرنر المنتقل إلى تشيلسي الإنجليزي.
وعرف ناغلسمان كيف يتعامل مع أتلتيكو بأسلوبه، إذ انكفأ للدفاع بعد تسجيله الهدف وأغلق منطقته، مكتفياً بالهجمات المرتدة، لكن الضغط المدريدي، لا سيما بعد إشراك فيليكس، أجبر لاعبي لايبزيغ على ارتكاب الأخطاء، ما منح الفريق المدريدي هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 72، سددها البرتغالي نفسه على يمين الحارس غولاكسي.
وعبر ناغلسمان بعد المباراة عن سعادته بالفوز، وقال: «كنا الطرف الأفضل، والهدف الثاني جاء عن طريق الحظ، لكننا حققنا المطلوب، وهو التأهل إلى نصف النهائي». وأضاف: «في دوري الأبطال، يمكنك توقع أي شيء، خاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بمباراة واحدة؛ صنعنا الفرص، وتمكنا من الفوز، ودافعنا بشكل ممتاز في الشوط الثاني».
وتابع: «لعبنا بطريقة مختلفة، وأتلتيكو مدريد لم ينجح بصناعة الفرص؛ علينا الآن التفكير بمباراة باريس سان جيرمان، والعمل بجد للوصول إلى المباراة النهائية».
ويستعد ناغلسمان الآن لمواجهة مواطنه الألماني توماس توخيل، مدرب سان جيرمان، وعن ذلك قال: «المواجهات مع توماس تكون دائماً مثيرة للاهتمام لأنه يعرف جيداً كيف تكون كرة القدم. أتمنى أن يحالفني التوفيق في مواجهته، وأن يؤدي لاعبو فريقي كما أدوا أمام أتلتيكو».
وتوخيل (46 عاماً) أكبر سنا، وقد سبق له تدريب ناغلسمان لفترة قصيرة في فريق الرديف لنادي أوغسبورغ منذ 13 عاماً، قبل أن توقف الإصابة مسيرة الأخير بصفته لاعباً، ويعمل بعدها كشافاً لتوخيل.
وفي المقابل، اعترف سيميوني بأن الفريق الألماني كان الأفضل، وقال: «ظهروا (لايبزيغ) بشكل أفضل منا، لكن لم يكن باستطاعتنا تقديم المزيد. خارت قوانا، وعانينا للتفوق في المواجهات الفردية، لكننا قدمنا كل شيء، وعلينا الحفاظ على تركيزنا، والاستعداد للموسم المقبل».
وأضاف: «كان عاماً طويلاً جداً، تعرضنا خلاله لضغط هائل لمحاولة بلوغ دوري الأبطال، ثم علقنا في منازلنا لأسابيع طويلة... نشعر بالألم لأننا تعرضنا لضغط كبير في الموسم، وكثير من الإصابات، وغياب الرؤية بسبب تعاقدنا مع كثير من اللاعبين الجدد».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».