ظريف: اللبنانيون يقررون مستقبل بلادهم

رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب مجتمعاً مع ظريف (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب مجتمعاً مع ظريف (دالاتي ونهرا)
TT

ظريف: اللبنانيون يقررون مستقبل بلادهم

رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب مجتمعاً مع ظريف (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب مجتمعاً مع ظريف (دالاتي ونهرا)

رأى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أن «الشعب اللبناني وممثليه هم وحدهم أصحاب قرار تحديد مستقبل بلادهم»، معتبرا أنه «لا ينبغي على أي طرف أجنبي أن يستغل حالة لبنان المأساوية لفرض إملاءات تنسجم مع مصالحه وتوجهاته»، ورأى أنه «ينبغي أن يتولى لبنان بنفسه جميع التحقيقات المتعلقة بالانفجار لكنه أبدى في الوقت نفسه استعداد بلاده للمساعدة».
وجاء كلام ظريف بعد لقائه كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ووزير الخارجية شربل وهبة. وقال ظريف خلال لقائه عون إن بلاده «حاضرة لتزويد لبنان بالزجاج وبمتطلبات إعادة أعمار المنازل والممتلكات المتضررة». وأعرب عن «الأمل في أن يعود لبنان بلدا قويا وقادرا على مواجهة الصعوبات، ومنها المحنة الأخيرة، ويتمكن من لعب دوره المحوري والبناء في محيطه والعالم». وتمنى «تشكيل الحكومة الجديدة القوية التي تلقى دعم جميع الأطراف اللبنانيين، كي تتمكن من أداء عملها في هذه الظروف». وشدد على أن إيران «تقف إلى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته كاملة ولن تقصر في أي طلب للمساعدة والدعم»، بحسب بيان رئاسة الجمهورية. وقدّر عون من جهته، «مسارعة إيران لمساعدة لبنان على تجاوز المرحلة الصعبة الراهنة»، مؤكدا «تصميم الشعب اللبناني على الاستمرار في مواجهة الصعاب بمختلف وجوهها».
وبعد اللقاء، قال الوزير الإيراني إن المحادثات كانت ودية وبناءة «وأكدت لفخامته استعداد إيران للتعاون مع لبنان في مجال إعادة البناء والأعمار، والطاقة والأدوية والمستحضرات الطبية».
وعن توصيف البعض لما يحصل في لبنان أنه منازلة دولية على الساحة اللبنانية، قال: «ينبغي بذل جهد دولي لمساعدة لبنان وليس لفرض أمور عليه». وأضاف «نحن نعتبر أنه ينبغي على كل دول العالم، في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، تقديم كل المساعدات التي يحتاج إليها وليس استغلال هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة».
وردا على سؤال حول الحكومة قال ظريف: «نحن نعتقد أن لبنان حكومة وشعبا هو الطرف الوحيد الذي ينبغي أن يقرر طبيعة الحكومة اللبنانية، ولا ينبغي على أي طرف أجنبي أن يستغل الحالة المأساوية والحاجات الضرورية التي يحتاج إليها لبنان اليوم ويقوم بفرض إملاءات تنسجم مع مصالحه وتوجهاته. أعتقد أنه ليس من الإنسانية في شيء أن يستغل المرء الوضع المأساوي الذي يعانيه طرف ما من أجل وضع إملاءاته وشروطه عليه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.