«ريمونتادا» سان جيرمان المتأخرة أمام أتالانتا تلحقه بالدور قبل نهائي «الأبطال»

نيمار يتطلع لإنجاز تاريخي مع النادي الباريسي... والفريق الإيطالي يودع مرفوع الرأس

تشوبو موتينغ (يمين بالقميص الأبيض) دخل بديلاً ليسجل هدف فوز سان جيرمان في مرمى أتالانتا في الوقت بدل الضائع (إ.ب.أ)
تشوبو موتينغ (يمين بالقميص الأبيض) دخل بديلاً ليسجل هدف فوز سان جيرمان في مرمى أتالانتا في الوقت بدل الضائع (إ.ب.أ)
TT

«ريمونتادا» سان جيرمان المتأخرة أمام أتالانتا تلحقه بالدور قبل نهائي «الأبطال»

تشوبو موتينغ (يمين بالقميص الأبيض) دخل بديلاً ليسجل هدف فوز سان جيرمان في مرمى أتالانتا في الوقت بدل الضائع (إ.ب.أ)
تشوبو موتينغ (يمين بالقميص الأبيض) دخل بديلاً ليسجل هدف فوز سان جيرمان في مرمى أتالانتا في الوقت بدل الضائع (إ.ب.أ)

كان باريس سان جيرمان الفرنسي على وشك توديع ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام مفاجأة الموسم أتالانتا الإيطالي، لكنه سجل هدفين في الوقت القاتل وبلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1995 وفي يوم احتفاله بعيد تأسيسه الخمسين.
وتقدم أتالانتا بهدف للكرواتي ماريو باشاليتش في الدقيقة 27، لكن سان جيرمان عادل عبر البرازيلي ماركينيوس في الدقيقة 90، ثم سجل هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت البدل عن الضائع عبر الكاميروني البديل إريك مكسيم تشوبو - موتينغ.
واحتفل مئات المشجعين في وسط مدينة باريس بتأهل سان جيرمان الصعب، فيما أكد البرازيلي نيمار على أن الفوز له قيمة كبيرة في طريق التتويج باللقب.
وصنع رجل المباراة نيمار، الذي كان دائما مفعما بالحيوية وخطيرا ولكنه أضاع العديد من الفرص السهلة هدف التعادل، كما أنه شارك في تسجيل هدف الفوز، الذي صنعه في النهاية البديل كيليان مبابي الذي شارك في الشوط الثاني بعد شفائه من إصابة في الكاحل.
وعنونت صحيفة «ليكيب» الرياضية عددها أمس واصفة ما حدث في انتصار سان جيرمان بـ«الجنون»، وقالت صحيفة «لو باريسيان»: «معجزة حقيقية لسان جيرمان في ذكراه السنوية الخمسين».
وجمع سان جيرمان 40 لقبا محليا خلال السنوات الماضية، بالإضافة لبطولة كأس الكؤوس الأوروبية في 1996 ولكن تحديدا منذ أن أصبح تحت الملكية القطرية في 2011 لم يفلح في التتويج بدوري أبطال أوروبا.
ومر سان جيرمان بإخفاقات مذهلة، مثل خسارة التقدم برباعية نظيفة أمام برشلونة في 2017 والخروج على أرضه أمام مانشستر يونايتد في الوقت بدل الضائع العام الماضي بعد الفوز في أولد ترافورد.
وجلس مبابي على مقاعد البدلاء لعدم تعافيه بشكل كامل من إصابة في كاحله، ودخل في آخر نصف ساعة ليشكل شعلة نشاط على الجناح الأيسر، فيما غاب نجماه لاعب وسطه الدفاعي الإيطالي ماركو فيراتي المصاب ولاعب الوسط الهجومي الأرجنتيني أنخل دي ماريا الموقوف.
وتجنب النجم البرازيلي نيمار نحسا إضافيا مع المسابقة القارية بعد ثلاثة مواسم منذ انتقاله القياسي من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو، حيث تعرّض لكسر في مشط قدمه ليغيب عن الإقصاء أمام ريال مدريد الإسباني في 2018 ثم تكرّر السيناريو المحبط في 2019 بإصابة أخرى في المشط وإقصاء جديد أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ويعد نيمار، أغلى لاعب في العالم، ومبابي من أبرز علامات طموح الفريق للتتويج، ويبدو أن النجم البرازيلي نسي أحلام العودة لبرشلونة ويريد صنع التاريخ مع سان جيرمان.
وقال: «هذه المباراة من بين المباريات الثلاث الأولى في مسيرتي التي نتمكن فيها من قلب النتيجة... أحب مثل هذه المباريات الحاسمة. الشيء الوحيد الذي أفتقده هو غياب الجماهير، مع امتلاء المدرجات، العاطفة ستكون أكبر».
ويعتقد نيمار أن فريقه لديه فرص كبيرة للوصول للمباراة النهائية وأوضح «يراودني إحساس بأننا سنتمكن من الوصول للنهائي. لن يوقفني أي شخص من قول إننا سنلعب للفوز باللقب».
وأضاف «حققنا خطوة واحدة، وأمامنا خطوة أخرى أصعب، لكننا سنستجمع قوانا لتقديم مباراة عظيمة أخرى».
واتفق معه المدرب توماس توخيل، الذي لم يتمكن من الاحتفال بجنون لأنه يستخدم عكازين بسبب كسر في القدم، وقال: «كل شيء ممكن... سعيد لعدم استسلام الفريق... الدقائق الأخيرة كانت لا تصدق».
وأضاف «تحتاج للقليل من الحظ في هذا المستوى. ولكن يجب عليك أن تصنع حظك وقمنا بهذا والفريق كان استثنائيا. استمر الفريق في القتال، واستمر في المحاولة، وآمنوا بأن الفوز ممكن. ولهذا، يجب أن نهنئ الفريق كله».
وبرغم فارق الإمكانيات الهائلة بين الفريق القادم من مدينة برغامو المنكوبة بسبب فيروس «كورونا» المستجد، وسان جيرمان، كان أتالانتا الأنجع في الشوط الأول، قبل أن يودع المسابقة بشجاعة منحنيا أمام هدفي فريق المدرب الألماني توماس توخيل. وافتقد أتالانتا هدافه السلوفيني يوسيب إيليتشيتش صاحب 21 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات، بينها خمسة في دوري الأبطال، وحارسه بييرلويجي غوليني.
وبعد إقصاء يوفنتوس ونابولي من ثمن النهائي، شرّف أتالانتا الكرة الإيطالية، دون أن ينجح في إعادة اللقب إلى البلاد للمرة الأولى منذ 2010 عندما توّج إنتر بثلاثية تاريخية.
وقدم أتالانتا، صاحب 119 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات، مستويات هجومية لافتة وقد حلّ ثالثا في الدوري في آخر موسمين، علما بأن النادي الذي يعود تاريخه إلى 112 سنة لم يحرز سوى لقب كأس إيطاليا عام 1963.
وحقق أتالانتا عودة رائعة في المسابقة بعد أن خسر أول ثلاث مباريات في دور المجموعات، قبل أن يتأهل بشق النفس إلى ثمن النهائي حيث تجاوز فالنسيا الإسباني.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».